حميدتي يدعو لشراكة حقيقية لتماسك الفترة الانتقالية
المجرة
في حواره الذي تم بثه بالامس علي قناة 24 سودانية تناول نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق اول محمد حمدان دقلو (حميدتي ) العديد من الموضوعات المهمة التي تعنى بالراهن السياسي و مجمل اوضاع المرحلة الانتقالية وكان حديثه كالعادة بسيطا وشفافا دون مراوغة ، وعلي اهمية القضايا التي اثارتها الحلقة الا ان هنالك اشارة مهمة جدا ،برأيي، ولمجمل الفترة الانتقالية وهي دعوة القائد حميدتي او بالأحرى في حقيقة الامر ، شكوته من عدم وجود شراكة حقيقية بمجلس السيادة بين المدنيين والعسكريين .
بل وأضاف: “الآن ليس هناك شراكة، يُفترض أن تكون هناك شراكة حقيقية، وطالما أنه ليس هناك شراكة كان من المفترض أن يتم إخراجنا من المجلس، ونذهب إلى ثكناتنا”.
وهي ملاحظات قاسية ولكنه اراد قولها من اجل حرصه علي الفترة الانتقالية التي اكد ضرورة حمايتها حتى وصول البلاد الي الانتخابات .
وهو يرى من خلال مسؤولياته ان هنالك الكثير من المهددات التي تواجه الفترة الانتقالية ليس اقلها الاوضاع الهشة التي تعيشها الدولة التي تمر بمرحلة تحول من نظام قابض نحو الانتقال الي المدنية والديموقراطية وهو احد اهم مطلوبات الثورة التي ظل وما يزال له سهما وافرا في دعمها وحمايتها ، وماتزال هنالك خطوات باقية لاستكمال هياكل الدولة . فضلا عن كل ذلك ، الازمات الاقتصادية التي تمسك بتلابيب الوطن والمواطن وتخنقه في كل يوم . وكما اشار الي ان ازمة الوقود والخبز كانت هي السبب في سقوط النظام السابق وتابع: “نحن الآن نرى هذه البلاد تنهار أمام أعيننا، كل البلدان التي انهارت بدأت بذات الطريقة”.
لكل ذلك كانت الدعوة لشراكة حقيقية مابين المكون العسكري والمدني ، بل ، وكل مكونات الثورة ، لتماسك الفترة الانتقالية والخروج بالبلاد الي بر الامان ، لان المشاكل التي تعيشها البلاد اكبر من ان تصرف هذه القوى جهودها في الصراع والتنافس ، والتشاكس الذي يمكن ان يؤدي بكامل البلاد الي المجهول .
لهذا كانت الشكوى صادقة نابعة عن حرص علي تماسك المرحلة وعبورها الآمن . بكل ماذكره القائد حميدتي من مخاطر ، يضع الكرة في الجانب الاخر من الملعب . ويذكر الجميع باننا نبحر في ذات المركب التي تتهادى في بحر لجِّي متلاطم الامواج ، بالازمات الاقتصادية وتقاطعات المصالح الخارجية ، ومخاطر الارهاب الماثلة في اكتشاف الاجهزة الامنية في كل يوم لخلية او مجموعة تتربص بالوطن . فهل يلتقط الطرف الاخر الكرة ليواصل اللعبة الهادئة التي تصل الي نهاياتها المفرحة المرجوة في امتاع المواطن وفوز الوطن ؟!
ام نظل نعيد ذات اخطاء الماضي كما كان حادثا بالشراكة المتشاكسة مابعد اتفاق نيفاشا ، التي ادت الي تفكيك الوطن وانفصاله الي قسمين !!
نعم ان عدم تماسك مكونات المرحلة الانتقالية في شراكة حقيقية سوف يقود البلاد الي التفكيك والي اسوأ من ذلك ، التلاشي والضياع في عالم لايحترم الا الاقوياء !!