Site icon المجرة برس

تامر ومحمد (الموت سمبلا) في زمن العجز والتفويض

بقلم : غادة السمان

توشحت العاصمة ام درمان السواد أمس الأول على خلفية مقتل الشاب (محمد ) في محطة وقود بحي العمدة العريق بأيدي لجان المقاومة ولم تستفق بعد من الحزن والصدمة لتحمل الاسافير خبر صادم صبيحة اليوم بازهاق روح الشاب (تامر) بطعنة سكين وهو يحجز مكانه في الصفوف طلبأ للرغيف بمخبز المهندس بامبدة الحارة (15)
لا أدري ماذا اكتب و اقول!!! الحادثة الأولي القاتل والقتيل شباب سوداني ورمزية لمستقبل السودان القتيل محمد ترك الحزن لأسرته والفراغ الكبير بعد أن كان يملأ الدنيأ ضجيجأ وحياة وآمال عراض ويرسم مستقبله لبلاد بلا أزمات ولاعنصرية ولا إقصاء وتطلعات وامنيات خاصه لحياته كتبت نهايتها صبة بيد القاتل شاب سوداني دفعه حماسه أن يقدم خدمة لأبناء بلده من خلال انخراطه في لجان المقاومة ومادري بأنها ستكون نهاية مستقبل ناضر تمناه ولن يكون!!!!!
فمابين القاتل والمقتول من المذنب؟. استحكمت الازمات وفاضت أرواح الشابين (محمد وتامر) ودمر مستقبل القاتلين إذن مسئولية المباشرة تقع على عاتق (وزراء المالية والتجارة والطاقه مجتمعين) ، فوزير المالية الذي وعد ودفع بكل ماهو مقنع وايجابي من حلول في موازنة 2020 عاد وتراجع عن وعوده بدءأ من رفع الحد الأدنى للأجور إلى آخر ماتضمنت موازنته من نقاط هزمت إيجاد حل للانسداد الكلي للاقتصاد، اما وزيري الصناعة والطاقة فهم من أعطى تفويض شفوي غير قانوني لشباب لجان المقاومة في إدارة ماعجزا عنه ، فمدني عباس مدني اجتمع بلجان المقاومة إبان انقضاء المدة التي قطعها بإنهاء أزمة الخبز (ثلاثه اسابيع) وانتهت المدة فلا أوفى الرجل بعهده ولادفع باستقالته بل عوضأ عن ذلك قدم اعتذارأ خجولأ!!! ثم اجتمع مدني بممثلي لجان المقاومه من ولايات السودان والمركز ومنحهم التفويض بالرقابة على المخابز، وعلى ذات الخطى سار وزير الطاقة الذي أعطى اللجان صك ممهور بتوقيعه يتيح لهم إدارة محطات الوقود…
فهل نشهد في زمان مابعد الثورة المجيدة تفوق إرادة و شجاعة وحمية الشباب الباحث عن الحلول أمام عجز وعدم تقدير المسئولية لوزراء حكومة جلسو بتفويض من الشباب لإدارة شأن البلاد والخروج به من نفق الازمات المظلم إلى أفق العيش الكريم والعدالة والسلام، فيما يبدو أن وزراء الحكومة لايريدون الإستقالة والاعتراف بعجزهم لذلك اعادو التفويض الممنوح لهم للجان المقاومة شفاهة ليقومو بدورهم و يحلو محلهم
قبل فتره ليست بالقصيرة انتقد عدد من المراقبين والخبراء تفويض لجان المقاومة في عدد من الولايات وقالو بأن إدارة الأزمات مسئولية الاجهزة الامنية والرقابية وأشارو لنجاح قوات الدعم السريع في إدارة محطات الوقود في الخرطوم والولايات قبل تشكيل الحكومة، وان هذا الأمر رهين بهيبة الدولة وأعمال حكم القانون والا فان الأمر قابل الانفجار والمسألة مسألة وقت وقد حدث ذلك ومهر الانفجار كان أرواح شباب الثورة
خلاصة القول هذا التطور في معالجة الازمات افرز اصطفاف وتدافع للمواطنين وفوضى وهذا مؤشر أن المسئولين لايؤدون ادوارهم الرقابية بل و يوزعون ما أسموه (صكوك التفويض) ،
التطور الدامي في مشهد الازمات الدامي يجعلني ادفع بعدد من الرسائل في بريدالسيد رئيس الوزراء:
تحدثت في لقاء تلفزيوني جمعك ووزيري المالية والتجارة بأنك راضي تمام الرضى عن أدائهم، فهل تعلم بأن وزرائك عاجزين عن أحداث اختراق وإيجاد حلول فيما يلي معاش المواطن وقفة الملاح؟ وبالضرورة المواطن الذي احسن الظن و قال دعمأ لك (شكرأ حمدوك ) فهل يستحق منك هذا الشعب غير مواجهات واقالات بالجملة ربما!
وزيري التجارة والصناعة والطاقه والتعدين
هل تدركون فعلأ إلى أين يذهب بكم طريق المعالجات الخاطئة (التفويض) وماهي مألات حصد أرواح الشباب ، لاتعتمدوا وتراهنو عل صبر المواطن الذي قد يحتمل استطالة الأزمات لكنه لن يقدم مهرأ لها أرواح الأبناء ولن يحتمل أن تذهب فلذات اكبادها لجلب الخبز فلا يأتي الخبز ولايعود الابن مجددأ !
اترحم على أرواح( تامر ومحمد) التي ذهبت (سنبلة) كما يضرب المثل الاخوة الجنوب سودانيين كناية عن زهاق الأرواح دون مبرر ووجيع
واختم بتساؤل مشروع فمثلما تقدم شباب السودان مواكب الحرية بصدورهم العارية في مواجهة الرصاص وارتفعت أرواحهم وقودأ لثورة ديسمبر المجيدة هل سيكون شباب الثورة من لجان المقاومة وقودأ لأخطاء وزراء الحكومة ؟

Exit mobile version