أطل في حوار استمر ساعة تلفزيونية عبر قناة سودانية 24 نائب رئيس المجلس السيادي الفريق اول (حميدتي ) بالزي القومي السوداني، واتسمت إجاباته بالحكمة والهدوء في بعض الأحيان والأسي في احايين أخرى وهو يجيب على محاور سياسيه وأمنية واقتصادية وضعها أمامه مقدم اللقاء ، ظهور أتى بعد غياب لحميدتي عن تناول ملفات غير ملف السلام فالرجل يقود وفد التفاوض في جوبا من أجل سلام السودان وايضأ يلعب دور الوسيط في سلام جنوب السودان ، استغرب متابعين ومراقبين عدم تناول قضيتي (التطبيع مع إسرائيل ووضع السودان تحت البند السادس) كمحور اساس باعتبار ان هذه الأحداث التي علا ضجيج وصخب الانتقاد في الأوساط السياسية السودانية لها بين مؤيد ومعارض لم يسمع فيها رأي حميدتي ، على كل رغم عدم طرح القضيتين اتسم حوار حميدتي بالاجابات الساخنة فالرجل معروف بصراحته المعهودة والتي لم تغب طيلة الحوار وهو يتحدث عن المحاور المختلفة فكانت البداية بهدوء ورضا عن ملف السلام وتوقيع الاتفاق الاطاري لمسار الشمال ثم انتقل للحديث بأسي كسا ملامح وجهه وهو يتحدث عن انعدام إرادة التوافق بين مكوني الحكم من عساكر ومدنيين حيث قال إنه في اجتماع السيادي ومجلس الوزراء في البحث عن حلول للمشكلات الاقتصادية قال لهم المدنيين(مادايرين نسمع منكم وماتتدخلو) ثم اسهب الرجل في الحديث مذكرأ بأدوار وشراكة العسكر في التحول في السودان وقيامهم بادوارهم كاملة في حراسة وتامين البلد لافتأ الانتباه لعبور عدد مقدر من الأجانب لمطار الخرطوم تحت مظلة صحفيين ومنظمات وقال(من وين نتأكد انهم مااستخبارات لي دول) في إشارة ربما للسيولة الأمنية التي يعاني منها السودان ، وعاد وأشار (لدس المحافير ) من قبل الشركاء المدنيين وفي احايين كثيرة قبول الدعم منهم من تحت التربيزة وتساءل حميدتي عن الحكمة من التستر على مااسماه واجب تجاه البلد وناسا أو محاولة متعمدة لإخفاء أدوارهم عن المواطن وعزا ذلك أن البعض من مكون قوى الحرية والتغيير يخشون وجوده على خلفية حديثهم انه ربما سيستمر في العمل السياسي بعد انقضاء الفترة الانتقالية وعبر الرجل عن زهده في العمل السياسي حيث قال( انا ماحاشتغل سياسية بعد الانتقالية وهمي أمن واستقرار البلد)، وشدد حميدتي ( مافي احد يمكن يفصلني عن حواضني الشعبية) … على خلفية هذه الجزئية من حوار نائب رئيس مجلس السياده يرى الخبير والمحلل الاستراتيجي سليمان العيدروس أن مواقف حميدتي الواضحة بعصيان أمر الرئيس المخلوع وحقن الدماء وانسحابه من لجنة الامن والدفاع وإعلان ذلك في خطابه الشهير في منطقة قري قبل السادس من ابريل الذي كان بمثابة إعلانه انحياز التام للثورة السودانية، ومواقفه الشجاعة في عدم المزايدة على سلام السودان بورقتي العلمانية وحق تقرير المصير، ومقدرته المالية وعلاقاته الخارجية التي طوعها في احايين كثيرة لإيجاد مخارج للأزمات، يقول العيدروس كل ماذكرت تجعل رجل بهذه المواصفات محل استهداف من قبل أصحاب الجنسية المزدوجة من الحكام الجدد… اما الصحفي محمد الرضى يقول ان الشاهد في قبول قيادات الكفاح المسلح والإجماع على شخصية حميدتي كضامن للسلام جعلته في مرمى نيران من يعمل على شيطنة العساكر ومنهم حميدتي رغم حديثه المتكرر انهم ملتزمون بالوثيقة الدستورية الا ان تفوق محمد حمدان بحمية أبناء البلد واحساسه بمعاناة المواطن ومبادرته في إيجاد الحلول والمخارج ربما تجلب له الغيرة السياسية من المنافسين ، وشدد الرضى بأن ابن البلد صاحب الجواز السوداني واللسان السوداني والأخلاق السودانية تحتفظ له ذاكرة السودانيين بركوزه في أحلك المواقف وانحيازه الدائم لقضايا البلد الكلية المتعلقة بأمن واستقرار السودان(وقفة ملاح المواطن)، وتقول الدكتورة الجامعية مني عبدالله الصديق أستاذة العلوم السياسية أن القاسم المشترك في كل أحاديث حميدتي الدعوة لوحدة المكونات السودانية التي يراهن انها تحدث الاختراق وتعبر بالبلاد نحو الاستقرار الاقتصادي والأمني وحتى في حواره بالأمس تحدث عن مبادرة سماها ميثاق الشرف تعمل على حماية الديمقراطية والفترة الانتقالية ووصفها (بالمراية التي يرى فيها الجميع صورته) ، اما أشارته في خوف بعض المدنيين من جماهيريته تقول د. مني أن الرجل نموذج للقائد السوداني في صراحته وقوة مواقفه وبساطة حديثه لذلك تجتمع هذه الصفات لتكون كاريزمة قياده سودانية شابة و شجاعة ربما يفتقدها أصحاب الجوازات الزرقاء والحمراء والتي تجعلهم عند اشتداد الازمات يخرجون بالباب الخلفي ملوحين بجوازاتهم المزدوجة بينما يدافع حميدتي بكل شجاعة ووضوح عن مواقفه وهو يلوح بجوازه السوداني.