شهدت البلاد أمس انفراجا ملحوظا في محطات الوقود، واختفى مشهد صف السيارات الطويل في المحطات، بعد الأزمة الخانقة بسبب تعطل الخط الناقل للمواد البترولية بأم سيالة في شمال كردفان. و يرجع انفراج الأزمة إلى التدابير التي أعدتها وزارة الطاقة والتعدين، والتي بدورها تنظم توزيع المشتقات البترولية عبر إشراف آلية مراقبة وضبط توزيع الوقود، و هي فرق مكونة من الشرطة الأمنية، والأمن الاقتصادي ولجان المقاومة التي أحكمت حلقة التوزيع من المستودعات و متابعة عربات نقل الوقود ومحطات الخدمة وتنظيم الصفوف وفق منشورات ولوائح وزارة الطاقة والتعدين. ودونت آلية مراقبة وضبط الوقود عددا مقدرا من بلاغات التهريب والتلاعب بالمواد البترولية، من قبل وكلاء المحطات وشركات التوزيع و بعض ضعاف النفوس من أصحاب المركبات، الأمر الذي ساعد وزارة الطاقة والتعدين في تنفيذ لوائحها بخصم يصل إلى 25% من هامش ربح الشركات وتوقيف بعض المحطات التي تتبع للوكلاء. وثمنت الوزارة الدور الإيجابي الذي تقوم به لجان مقاومة الأحياء دون توانٍ في تلبية نداء الوطن، وتعاونهم الكبير مع الجهات النظامية للحد من الأزمة. فيما كونت وزارة الطاقة والتعدين لجنة تحقيق من مختصين للبحث عن مسببات العطل، خاصة وقد دار لغط كبير واتهامات عبر وسائط الإعلام للدولة العميقة، فيما استبعد وكيل وزارة الطاقة والتعدين الدكتور حامد سليمان هذا السبب وعكف على عدم التكهن، وأرجأ الامر لقرار لجنة التحقيق.
