Site icon المجرة برس

عثمان ميرغنى يكتب استقالة عائشة..

الدكتور عائشة موسى عضو مجلس السيادة تقدمت باستقالة ممهورة بالدموع، إعتذرت فيها لنساء وشعب السودان عن الفشل الوخيم الذي لازم الحكومة، وكادت تنعي الفترة الانتقالية برمتها. ركزت دكتورة عائشة على غياب العدالة ومؤسساتها واجتهدت في حيثيات الاستقالة لتأكيد أن الأمر ليس مجرد تقصير بل تدمير متعمد .. ثم أنحت باللائمة على المكون العسكري الذي – حسب قولها – يتسلط على القرار ويهيمن على تقرير مصير البلاد بينما يظل المكون المدني مجرد تابع مبهور بالسلطة وراضٍ من الغنيمة بالإياب. ورغم أن الدكتورة في بيانها الذي تلته – صورة وصوت – عبر منبر وكالة السودان للأنباء “سونا” استدرجت أقصى ماهو متاح من اللغة العاطفية لضخ التأثير الجماهيري المطلوب وتعظيم قيمة الاستقالة في وسائط الأخبار إلا أن الضعف العام لأدوارها في مجلس السيادة قلل من صدى الاستقالة، فلو جاءت هذه الاستقالة نفسها من عضو آخر في مجلس السيادة من الفئة الناشطة في العمل العام – مثل الفكي أو التعايشي- ربما لكان لها صدىً أكبر. ومع ذلك؛ فإن الدكتورة عائشة حولت نفسها لـ”شاهد ملك” ضد مجلس السيادة والفترة الانتقالية برمتها.. شهادة “شاهد من أهلها” على ضمور المؤسسة التي تمثل رأس الدولة. و لن يتوقف الأمر عند استقالة د. عائشة، فعلى البر الآخر تعتري منظومة قوى الحرية والتغيير عواصف متجددة في محاولات حزب الأمة القومي إعادة هيكلة التحالف الذي تضعضع كثيراً ولا يزال يفقد كل يوم قوامه السياسي الذي وصل مرحلة خشية قياداته من مواجهة الجمهور بعد أن كانوا في شهور الثورة الأولى يتنافسون في اعتلاء المنصات الجماهيرية وحصد بريق السند الشعبي لقوى إعلان الحرية والتغيير، التي قادت المقاومة ضد النظام السابق وأطاحت به في ثورة شعبية سلمية باهرة. حزب الأمة ومن معه يدعون لاستبدال كامل الطاقم المدني في مجلس السيادة، تغيير وجوه لا تغيير مهام أو حال، لن يصلح ما أفسده العطار، ففكرة مجلس السيادة نفسها هي “الحفرة” التي سقط فيها السودان ثلاث مرات في تاريخه، ومع سابق فشلها إلا أن الأحزاب السياسية السودانية التي تعاني من القدرة على المواكبة أو الخروج على المسلمات القديمة، أعادت إنتاج فكرة “مجلس السيادة” بأسوأ مما كانت عليه، ففي الماضي كانوا خمسة، واليوم أصبحوا 14 مع قابلية الزيادة مع كل وثيقة اتفاق سياسي جديدة، ليصبح السودان الدولة الشاذة الوحيدة في العالم بـ14 رأساً للدولة ولا مجلس تشريعي. الدولة السودانية اليوم تواجه المجهول، ثورة بلا قيادة، وحكومة بلا إرادة وسلطة متنازع عليها بلا رؤية ولا خارطة طريق.. وفي ظل هذا المناخ واهم من ينتظر انتقال السلطة في رأس الدولة من العسكريين إلى المدنيين.. فالأعذار جاهزة، تمديد جديد للفترة الانتقالية يمدد معه نقطة المنتصف المحددة لانتقال الرئاسة. السودان في محنة حقيقية!! صحيفة السوداني

Exit mobile version