راقبت الدول العربية ومن بينها مصر والسعودية والامارات بقلق عودة واجهات الإخوان من جديد في قاعة الصداق تحت مسمى قوى الحرية والتغيير ، حيث كان ظاهر المؤتمر هو إصلاح قوى الحرية والتغيير بينما كان باطنه يعكس عودة حزب المؤتمر تحت مسمى جديد ، لذلك قرر الفريق برهان الإنسحاب من المشهد يوم أمس بعد عدة نصائح قدمتها له سفارات عربية ، وقد بدأ الإنسحاب عندما قامت وزارة الخارجية بالغاء الدعوة الموجهة للبعثات الدبلوماسية العامة في الخرطوم بعد إنكشاف خطاب الدعوة والذي حتى الآن لا يُعرف الجهة التي كتبته ..
هذا المشهد أعاد للأذهان مؤتمر التجمع العربي والإسلامي والذي إنعقد أيضاً في قاعة الصداقة حيث جمع الترابي وقتها مطاريد الإسلاميين من مختلف دول العالم وفتح لهم السودان من أجل التبشير بالمشروع الحضاري ، وكان إنسحاب البشير من ذلك المؤتمر هو بداية الإنقسام في الحركة الإسلامية ..
وتم وصف الفريق برهان في الصحافة الغربية بأنه الرجل الذي يخفي نواياه عندما يتراجع نحو الحائط ليعود من جديد من دون أن يمل من فشل المحاولة ، ولكن الغربيون يروون فيه رجلاً يستجيب للضغوط أكثر من سلفه البشير ..
وكانت العواصم العربية انتبهت لوجود الإخوان في مؤتمر قاعة الصداقة وقد ركزت قناة سكاي نيوز الاماراتية على هذه النقطة في كل تغطياتها الأخبارية ، وإرتباط عسكر الخرطوم بالمحاور الإقليمية جعل السودان كتاباً مفتوحاً للجميع ، بل هذه الدول تملك معلومات استخباراتية عن السودان أكثر من الفريق برهان نفسه.