بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للصحة النفسية و الذي يصادف العاشر من اكتوبر من كل عام، عبر المهتمون بالصحة النفسية عن إنزعاجهم الشديد من الوضع الحالي في البلاد و الذي ينذر بالخطر، و يؤدي الي نتائج كارثية، و يلحق اضرارا جسمية بصحة المواطن البدنية و النفسية و الاجتماعية. و قال الدكتور علي بلدو مستشار الطب النفسي و العصبي و استاذ الصحة النفسية، ان نزيف الخبرات المتواصل و موجة هجرة الاطباء الاستشاريين، جعلت لكل مليون مواطن سوداني، طبيب استشاري واحد لرعايته صحيا، في تباعد تام عن المعيار العالمي و في ظل تواصل المشكلة و انسداد الافق لدي واضعي السياسات الصحية، بما ينذر بالخطر و يلحق تهديدا مباشرا للصحة النفسية للمواطن، والتي اصبحت تمشي علي عجل الحديد، علي حد قوله.
و كما اشار المختص النفسي المعروف الي الظروف الصعبة و بالغة التعقيد التي يعمل فيها الكادر النفسي و العصبي من انعدام للادوية و نقص المعينات و قلة مواعين و مراكز العلاج الطبي النفسي، في ظل تفاقم حالات الاصابة بالامراض النفسية و العصبية و ارتفاع نسب الادمان و التدهور العام في السلامة النفسية و ارتفاع نسبة الجريمة المرتبطة بذلك، و في نفس الوقت زيادة معدل التردد علي اقسام الطب الاخري دون اصابات عضوية حقيقية بسبب الجهل و قلة الوعي النفسي، مشيرا الي ان اكثر من خمسة و ستون بالمائة من المترددين علي المستشفيات و العيادات غير النفسبة يعانون من حالات القلق و التوتر و خوف المرض و الاكتئاب، مما يشكل ضغطا علي تلك المرافق و استهلاكا للموارد الطبية الشحيحة اصلا في بلادنا.
و اختتم الدكتور علي بلدو حديثه بالتشديد علي ضرورة الالتفات و الاهتمام بالطب النفسي و العصبي و توسيع الرعاية الصحية للمرضي و حفظ كرامتهم و بث الوعي النفسي و رفع الثقافة النفسية، ماذا و الا فان الكثيرين سيقفون في الصواني قريبا و هم يهتفون
كلك ضارب الجو!!