Site icon المجرة برس

قصة الرحالة السوداني احمد اوباما

 

 

 

أطلق صرخته الأولى عام ١٩٨٧ في مدينة تعد فريدة في كل شئ، ثقافتها، تنوعها، حراكها وحتى إنسانها الذي يمزج بين البساطة والأناقة، الثقافة والرياضة، كما يتسم بالتطلع نحو الأفضل والإصرار على تحقيق هدفه، فكان أن شب الصغير أحمد أم درمانيا كامل الدسم رضع من ثدي العراقة بودنباوي والحداثة بالثورة.

وفي سن باكرة تشكلت شخصيته التي تعشق الترحال والسفر، فقد كان طفلاً صغيراً يدمن التلويح للطائرات بيده الصغيرة والفرحة تشع من وجهه البرئ ولسان حاله يقول بأنه سيأت يوماً أتنقل عبر الطائرة إلى كل بقاع الأرض، ولأن عشقه للسفر كان ينمو بداخله كلما مرت عليه الأعوام فقد كان يحرص على وداع كل من يحزم حقائبه ويعترم السفر، و إستقبال من يعود بعد غربة، كان هذا السلوك رغم بساطته يشكل له عالماً جميلاً يستمد منه زاده لمشواره القادم، وكان يترجم ارتباطه بالسفر وهو يدمن كتابة كلمات على الجدران حفظها اترابه ولم تكن تخرج من إطار السفر والترحال مثل أن يكتب “صالة مطار الخرطوم”.

تعلق قلبه بمطار الذي أنتظر ١٦ عاماً ليذهب إليه مسافراً وليس مستقبلاً أو مودعا، وذلك حينما غادر في تلك السن الباكرة من عمره إلى العاصمة المصرية القاهرة، وكانت السعادة تسيطر عليه وتملأ جوانحه لأنه سافر وحيداً وهذا الأمر منح الطفل الذي كان على بعد خطوتين من ولوج سن الشباب إحساس بأنه بات يمكنه السفر دون رفقة أسرته، وفي عمر ١٦ عاماً فإن أحمد الدي يمم صوب القاهرة اختزن في ذاكرته الكثير من المواقف وهو يدون تفاصيل أولى رحلاته والتي كان خلالها يرسل بصره إلى كل الإتجاهات للتعرف على هذا العالم الذي عشقه فبات فرداً منه، فكان أن وصل إلى اقربائه في القاهرة وهو يشعر بالزهو والفخر حينما تم إستقبال لإنجازه أولى خطواته.

لتمضي الأيام ويزداد أحمد شغفا وارتباطا بالسفر الذي كان من هوايته المحببة، فكان أن بلغت عدد الدول التي زارها حتى الآن ٣٤ دولة وهو رقم دون طموحه الذي يذهب ناحية الكشف عن تخطيطه زيارة كل دول العالم التي تتجاوز المائتين، ويبدو أنه في طريقه لتحقيق هذا الهدف،فالهواية التي تتملكه وبعد أن أنشأ إحدى أكثر مجموعات السفر نجاحاً على تطبيق “الفيس بوك”، في طريقها لتتحول إلى مهنة وذلك للخبرة الكبيرة التي يتمتع بها حتى بات مرجعاً لكل من يسعى للسفر، فكان أن نجح الشاب أحمد في المزج بين الهواية والاحترافية وذلك حينما تمكن رفقة عدد من زملاءه في تسجيل “زول سفر” وهذا إسم منصته في الفيس بوك بوصفها شركة أعمال متقدمة تضم السياحة بكافة ضروبها، وتحظى الشركة التي تقدم خدماتها لهواة السفر بثقة كبيرة وبدأت في النمو بشكل جيد رغم أن تأسيسها الرسمي كان العام الماضي.

والشاب أحمد الذي بات يقضي أكثر من مائة يوم خارج السودان في العام لايختلف عن اترابه وأبناء جيله وهو يحرص منذ العام ٢٠١٨ على الخروج في مواكب احتجاجية ينظمها الثوار الذين نجحوا تحت ضغط حراكهم في وضع حد لنظام الإسلاميين الديكتاتوري، وفي ديسمبر الذي يطوي أيامه تم توقيفه من قبل الشرطة مع عدد من الثوار الذين خرجوا تنديداً بانقلاب ٢٥ إكتوبر.

تؤكد قصة الشاب السوداني أحمد البدوي إسحق بدوي الشهير بأحمد أوباما إنتصار الهواية وتطورها لتلامس ثريا الإحتراف عندما يتمسك صاحبها بها، فرغم حصوله على شهادة بكالريوس هندسة تخصص شبكات من جامعة الخرطوم التي عمل فيها لخمسة سنوات، إلا أن عشق السفر هو الذي انتصر لأنه نجح في إنشاء “شبكات” علاقات جعلته محل ثقه، فكان أن قادته إلى “هندسة” مستقبله بالشكل الذي رسمه في مخيلته وهو طفلاً صغيراً

Exit mobile version