كشف (5) من بين 11 من منسوبي جهاز المخابرات العامة، برتب مختلفة (عميد/ مقدم/ نقيب/ ملازم أول /ملازم وأفراد) تفاصيل جديدة على ذمة اتهامهم بقتل الشهيد محجوب التاج أمام جامعة الرازي في العام 2019م، حيث فجّر أحد المتهمين وهو المتهم العاشر مفاجأة داوية خلال استجوابه امام المحكمة وكشف لها عن اعتدائه بالضرب على الشهيد محجوب التاج، بخرطوش بلون أسود طوله متر واحد، بعد ما شاهده وهو يقف بجوار (بنات) ، واتّجه نحوه وطالبه بمغادرة المكان، الا أن الشهيد أكد له بأن لديه قضية ولن يبارح مكانه،
قاذف بمبان
بداية، قال المتهم السابع خلال استجوابه أمس أمام المحكمة الخاصة برئاسة القاضي زهير بابكر عبد الرازق، بأنه وفي يوم الحادثة الموافق 24/1/2019م تحرك برفقة قوة من هيئة عمليات الأمن على متن عربات لاندكروزرات الى جامعة الرازي وذلك لفض تظاهرات اندلعت فيها، منبهاً الى أنهم وفور وصولهم للجامعة، شاهدوا وجود تظاهرات أمامها، مؤكداً للمحكمة بأنه كان يحمل قاذف بمبان وعند وصوله امام جامعة الرازي وجد الشهيد محجوب التاج (واقعاً على الأرض)، منبهاً للمحكمة بأنه ووقتها قام بوضع (قاذف البمبان) على كتف الشهيد المجني عليه، لافتاً للمحكمة بأن الشهيد وقتها حرّك (يده اليمنى)، موضحاً للمحكمة بأنه وقتها أخطر زملاءه بأن الشهيد محجوب التاج ما زال على قيد الحياة، وطالبهم بإحضار العربة (البوكس) لإسعافه الى المستشفى لتلقي العلاج وإبعاد العربة اللاند دكروزر عن الطريق، مؤكداً للمحكمة بأنه وفي أثناء ذلك حضر المتهم الثاني مدير وحدة أمن الأزهري، وتم إسعاف الشهيد للمستشفى ، وأكد المتهم السابع للمحكمة في أقواله بأن المتهم السادس وهو قائد القوة التي شاركت في فض تظاهرات جامعة الرازي يوم الحادثة، ترجّل من داخل العربة التي كان يجلس فيها وأصدر توجيهات لكل منسوبي القوة طالبهم خلالها بعدم الاعتداء بالضرب على الطلاب، منوهاً بأنهم بعدها غادروا الى منطقة أبو آدم رئاسة محل قواتهم.
تعليمات مستديمة
وأكد المتهم السابع خلال استجوابه بأن قوات هيئة العمليات لديها تعليمات مستديمة في حالات الطوارئ تتمثل في كيفية فض الشغب والتظاهرات والتعامل مع حرق الإطارات في الشارع العام ولا يحتاجون لإصدار توجيهات فيها يومياً، منبهاً الى أنهم تحرّكوا من قطاع هيئة عمليات الأمن بطيبة ولا يعلمون وجهتهم حتى وصولهم لجامعة الرازي، وكشف للمحكمة عن تعرض سائق إحدى العربات التي شاركت في يوم الحادثة لحادث مروري وتم استبداله بالمتهم الحادي عشر في القضية، ونفى المتهم إخطاره لأي من زملائه بجهاز الأمن حول مشاهدته لأي شخص يعتدي على الشهيد محجوب التاج بالضرب.
مستند رقم (6)
في ذات السياق، أقر المتهم السابع باعترافه القضائي المدون بيومية التحري لدى تلاوته عليه بواسطة المحكمة الذي أكد خلاله بأنه وجد الشهيد محجوب التاج واقعاً على الأرض ، منبهاً الى أنه تعرف على المتهمين (السابع والحادي عشر) وذلك خلال ظهورهما بالفيديو مستند (6) الذي تم عرضه عليه بواسطة النيابة، ونبه المتهم في اعترافه القضائي بأنه يوم الحادث كان مسؤولاً عن البمبان وكان يحمل بيده قاذف بمبان وعصا بحد قوله، مبيناً للمحكمة بأن وكيل النيابة محمد الصافي وأثناء التحريات عرض عليه صورة شخصية للمتهم الحادي عشر يظهر فيها وهو بالزي المدني، مؤكداً تعرفه على المتهم خلال عرض الصورة عليه.
توجيهات قائد
من جانبه، قال المتهم الثامن خلال استجوابه امام المحكمة بأنه وفي يوم الحادثة تحرك برفقة قوة على متن (5) مركبات بقيادة المتهم السادس وهو ضابط برتبة الملازم وذلك الى جامعة الرازي لفض تظاهرات، منبهاً الى أنه وفور وصولهم لمكان الحادثة كان يقف على بُعد متر ونصف عن الشهيد محجوب التاج، موضحاً للمحكمة بأنّ الشهيد تعرّض للضرب وبعدها وقع على الأرض، منبهاً للمحكمة بأنه وبعدها بدقائق تم إسعاف الشهيد على متن عربة بوكس للمستشفى لتلقي العلاج، وكشف المتهم السابع للمحكمة عن إلقائه القبض على إحدى الطالبات واقتيادها لإحدى عربات الأمن التي حضرت لفض التظاهرات وذلك بموجب توجيهات من قائد القوة وقتها المتهم السادس، موضحاً للمحكمة بأنه وفي مارس للعام 2020م تم استدعاؤه بواسطة الإدارة القانونية لجهاز المخابرات العامة، لافتاً الى أنه وبعدها تم إحضاره امام النيابة وباستجوابه اقر بأن الشخص الذي يظهر بالفيديو مستند اتهام (6) الذي تم عرضه عليه بالنيابة، مشيراً للمحكمة بأن النيابة عرضت عليه صورا لـ(3) أشخاص يظهرون بالفيديو وهم يعتدون بالضرب على الشهيد وطالبوه بالتعرف عليهم وأن وضعه القانوني في القضية شاهد اتهام – الا أنه أكد للمحكمة خلال استجوابه بأنه أكد للنيابة عدم معرفته بالأشخاص الذين يظهرون بالفيديو، ونفى المتهم الثامن للمحكمة اعتداءه على الشهيد أو معرفته بالأشخاص الذين اعتدوا عليه، منبهاً الى أنه يوم الحادثة كان لا يحمل أي سلاح لا (خرطوش أو قاذف بمبان ولا عصا)، مؤكداً للمحكمة مشاهدته لثلاثة أشخاص يعتدون بالضرب على الشهيد يوم الحادثة مستخدمين الخراطيش، الا أنه لا يعرفهم بحد قوله للمحكمة.
مسرح الجريمة
في ذات السياق، قال المتهم التاسع للمحكمة، إنه وفي يوم الحادثة لم يكن بمسرح الجريمة بجامعة الرازي ولا يعلم عنه شيئا وإنما علم به من خلال تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي (السوشيال ميديا)، مؤكداً للمحكمة بأنه وفي يوم الحادثة الموافق الرابع والعشرين من يناير من العام 2019م كان متواجداً بمباني قطاع هيئة عمليات الأمن بمعسكر طيبة ولم يغادره مطلقاً إلا عند الساعة السابعة مساءً.
إقرار بضرب الشهيد
من جهته، فجّر المتهم العاشر مفاجأة داوية خلال استجوابه امام المحكمة وكشف لها عن اعتدائه بالضرب على الشهيد محجوب التاج، وذلك بخرطوش بلون أسود طوله متر واحد، مؤكداً للمحكمة بأنه كان ضمن القوة التي شاركت في فض التظاهرات التي انطلقت أمام جامعة الرازي في يوم 24/1/2019م، منبهاً الى أنه وفور وصوله شاهد الشهيد محجوب التاج وهو يقف بجوار (بنات) ، منبهاً الى أنه على الفور اتّجه نحوه وطالبه بمغادرة المكان، الا أن الشهيد أكد له بأن لديه قضية ولن يبارح مكانه، ووقتها قام بالاعتداء بالضرب على الشهيد مرتين، حيث ضربه في المرة الأولى على رأسه أسفل الأذن اليسرى فيما ضربه في المرة الثانية على كتفه الأيسر، مؤكداً للمحكمة بأنّ الشهيد بعدها أكّد له بأنّه مريضٌ ويُعاني من مرضي (السكري والأزمة)، بعدها ترك الشهيد وهو واقف ومن ثم ذهب وتحدث مع عدد من الطلاب وطالبهم بمغادرة المكان واستجابوا لطلبه وغادروا، مبيناً للمحكمة بأنه وبعدها التفت نحو الشهيد ووجده واقعاً على الأرض، وقال إنه ضرب الشهيد بخرطوش بلون أسود يستخدم في توصيل المياه خفيف الوزن يبلغ طوله متراً واحداً تم صرفه لهم من قطاع هيئة عمليات الأمن بطيبة، ونفى المتهم خلال استجوابه أمام المحكمة ذكره بالتحريات واعترافه القضائي بأنه وفور ضربه للشهيد سقط على الأرض، وإنما ذكر بأنه وبعد ضربه للشهيد تركه واقفاً واتجه نحو بقية الطلاب المتظاهرين، موضحاً للمحكمة بأنه وخلال استجوابه أمام النيابة وعرض الفيديو مستند اتهام (6) عليه أكد للنيابة بأنه ضرب المرحوم وأنه لا يظهر بالفيديو وإنما اعتداؤه على المرحوم تم قبل ظهوره في الكاميرا والفيديو.
اعتداء بالضرب والتفاف
في ذات السياق، مثل المتهم الحادي عشر والأخير امام المحكمة، وقال خلال استجوابه إنه يعمل سائقاً بالشؤون الإدارية لقطاع هيئة عمليات الأمن بطيبة، وإنه وفي يوم الحادثة بتاريخ 24/1/2019م ورده إشعار بأن هنالك سائقاً تعرّض لحادث مروري وتم توجيهه بموجب ذلك بأن يحل محله ويقوم بقيادة عربته المشاركة في فض التظاهرات التي اندلعت أمام جامعة الرازي، وأنه حضر ووجد منسوبي الأمن يمتطون العربة وقام بقيادتها سالكاً “شارع الهوا” ومنه لجامعة الرازي، وفور وصوله الجامعة قال: شاهدت الشهيد المجني عليه واقعاً على الأرض ويلتف حوله مجموعة من منسوبي الأمن، مضيفاً للمحكمة بأنه لحظة وصوله كذلك شاهد المتهم الثامن وهو يمسك بإحدى الطالبات حينها طلب منه المتهم السادس قائد القوة بأن يقوم باقتيادها للبوكس، منبهاً الى أنه بعدها شاهد المتهم السادس قائد القوة تحرك بعربته وهو تحرك من خلفه وصولاً لمعسكر قطاع هيئة العمليات بطيبة.
وأقر المتهم الحادي عشر بما ورد على لسانه باعترافه القضائي عند تلاوته عليه بواسطة المحكمة والذي أكد فيه بأنه شاهد عددا من منسوبي الأمن يعتدون على الشهيد محجوب التاج بالضرب، منبهاً الى أنه شاهد المتهم السابع وهو يحمل عصا وقام بوضعها على ظهر الشهيد محجوب التاج، ونفى المتهم الحادي عشر في اعترافه القضائي ترجله من عربته أو مشاركته في ضرب الشهيد، مؤكداً بأن تعليماته كسائق بأن لا يترجّل عن عربته مطلقاً.
شاشة وعرض واستجواب
من جهتها، ألزمت المحكمة النيابة العامة بإحضار شاشة عرض كبيرة وخبير مختص في البروجكتر، وذلك لعرض الفيديو مستند اتهام (6) على المتهمين وإعادة استجواب المتهمين الذين يظهرون فيه حوله، وأكدت المحكمة بأن شاشة البروجكتر التي عرض الفيديو عبرها على المتهمين بقاعة المحاكمة غير واضحة، الأمر الذي أكدت المحكمة بموجبه حاجتها لشاشة كبيرة الحجم لعرض الفيديو وحدّدت المحكمة جلسة الاثنين المقبل لإعادة استجواب المتهمين الذين يظهرون بالفيديو المصور يوم الحادثة موضوع الدعوى الجنائية