بشكل متسارع تطورت الخلافات داخل حزب الأمة القومي، وقاطع (50) عضواً من أعضاء المكتب السياسي الموقعين على المذكرة التصحيحية الاجتماع الذى انعقد أمس الأول،
وخلال الاجتماع، طلب أعضاء من رئيس الحزب، فضل الله برمة، الكشف عن تفاصيل المذكرة، لكن برمة تمسك بموقفه المبدئ تجاه المذكرة، ورفض عرضها على المكتب السياسي بحجة أنها رفعت له كرئيس، وقال إنها مهمة وأمر مشروع .
وانقسم الأعضاء إلى مؤيد ومعارض لموقف برمة ناصر من بينهم مريم الصادق .
تهديد وملاسنات :
وشهد الاجتماع تهديدات وملاسنات حادة بين مؤيدي ومعارضي المذكرة، وهذا الأمر جعل رئيس الحزب، فضل الله برمة ناصر، يغادر الاجتماع، ورفع بعدها رئيس المكتب السياسي الاجتماع .
رئيس المكتب السياسي، د.محمد المهدي، أشار، في حديثه لـ(السوداني)، إلى أن برمه حول المذكرة لهيئة الرقابة وضبط الأداء ورئيس الهيئة المركزية للتعليق عليها، وبعدها سيتم عرضها على المكتب السياسي لمناقشتها ، وقال إن برمة لم يغادر الاجتماع غاضباً .
مجلس الرئاسة :
وبحسب مصادر (السوداني) فإن الاجتماع دعت له الأمانة العامة، وأرسلت تذاكر طيران لبعض الأعضاء، بحيث يكون عدد الحضور أكثر من عدد أصحاب المذكرة الـ(50)، وهم أصحاب المذكرة التصحيحية، لكن الذين حضروا الاجتماع أقل (45) عضواً،
وكان الجند الأساسي تنوير من برمة ناصر عن الراهن السياسي، لكنه تفاجأ بأنهم يطالبون بقراءة المذكرة، وهذا يؤكد أن مقدمي المذكرة التزموا بالسرية والحيادية والدستور ولم يخرجوها للإعلام .
وأشارت المصادر إلى أن النقاش كان حاداً جداً بين الأعضاء، وعندما يتم منح فرصة لأحدهم للحديث تتم مقاطعته، وأغلب الذين نالوا فرصاً للحديث لم يستطيعوا إيصال فكرتهم، وهي المرة الأولى التي يتم فيها عقد اجتماع ولم يخرج بنتيجة أو يصدر بياناً.
وأشارت المصادر إلى أن الأمين العام للحزب، الواثق البرير، قال إن مجلس الرئاسة توفي بوفاة الإمام الصادق المهدي، مما دفع مريم الصادق تتوعد بأنها لن تترك الأمر، وستقدم شكوى ضد البرير لهيئة الرقابة وضبط الأداء،
وقالت عليه أن يقدم مستندات على الاتهامات التي صاغها لقيادات الحزب .
مبادرة الإصلاح :
في وقت سابق رأى كثيرون أن السبب الذي جعل الشارع السوداني يتصور وجود خلافات داخل الأمة القومي أو صراعات، ترتبت على ما وصف بالاجتماع العاصف للمكتب السياسي، الذي جاء على خلفية مناقشة توقيع الأمين العام، الواثق البرير، مع المجلس المركزي والجهة الثورية على ما اعتبره البعض نكوصاً عن مبادرة الإصلاح التي طرحها حزب الأمة القومي لإصلاح الحرية والتغيير عقب عطلة عيد الفطر المبارك، وبعد أحداث 29 رمضان لدى إحياء ذكرى فض الاعتصام.
وقتها قالت قيادات بالحزب لـ(السوداني) إن وحدة حزب الأمة القومي وقياداته وتياراته تصطف في القضايا الوطنية، وهذا هو المهم، مستدركة: “أي كادر للحزب داخل أو خارج السودان له صوت داخل حزب الأمة” .