استشهاد العقيد عبد الرحمن شقيق الصحافية عائشة الماجدي

<p>&nbsp&semi;<&sol;p>&NewLine;<p>كتبت الصحافية عائشة الماجدي في وفاة واستشهاد شقيقها العقيد عبد الرحمن الماجدي &colon;<&sol;p>&NewLine;<p>جيييد لي يا عبدالرحمن<&sol;p>&NewLine;<p>أظن قبل عامين ونصف من الآن بعد تحرير الفشقة والتي كان الشهيد عبدالرحمن علي رأس الكتيبة التي حررتها وصلت انا الفشقة وكنت وقتها أول &lpar; بنت &rpar; سودانية تحط رحالها في مواقع قتال الشرق كنت عبر وسيلة حركة معينة أصطحب فيها قافلة ضخمة محملة بالمواد التموينية الي الجيش بدعم من القنصل &lpar; حازم مصطفي &rpar; الي الحامية وأم الطيور وتبارك الله وكل المناطق وأصبحنا علي مرمي حجر من الحدود المكان مخيف والارض مزلزلة والأحراش بعيدة لم يصبر عليها إلا أشاويش القوات المسلحة السودانية الأصيلة &period;&period;<&sol;p>&NewLine;<p>&nbsp&semi;<&sol;p>&NewLine;<p>عبد الرحمن الماجدي<&sol;p>&NewLine;<p>&nbsp&semi;<&sol;p>&NewLine;<p>بعد أن أحتفيت وطايبت حُراس الارض والعِرض من جنود القوات المسلحة البواسل أولاد الحلال باذلين دمائهم رخيصة من أجل سيادة السودان وكرامته راضين ومُبتهجين بما كُتب لهم زاهدين عشمهم في شهادة وذهاب الي دار الخلود …<&sol;p>&NewLine;<p>&period;&period; بعدها تراجعت قليلًا الي حامية الجيش وإن لم تخني ذاكرة الأيام دخلت من باب الرجاء والتوسل للجنرال محمد عثمان أن يأتيني بجنابو عبدالرحمن لم يرفض طلبي وبعد لحظات ظهر لي الفارس الشهيد عبدالرحمن يهبط ويصعد السلالم المحفورة علي رأس الجبل الذي نحن فيه &period;&period;<&sol;p>&NewLine;<p>كان عبدالرحمن بذات الرجالة والقوام أغبش وأغبر وملامحه يكسيها التراب تمامًا كارب قاشه وفي خاصرته سلاح كان يمسح وجه بطريقة محببه له كعادته بضهر كف يده الأيسر &period;&period;<&sol;p>&NewLine;<p>هرولت نحوه بطريقة هستيرية أردد جيييد لي جيييد لي راقني بعبارة يا بت يا عيوش<&sol;p>&NewLine;<p>بتحبي الشقاوة الله يحفظك غايتو &lpar; مع ضغطه علي فكه الأسفل تحسه تلاحم أضراسه &rpar; طايبته بمحنة وفخر وزهو أنت كويس يابا للحظة إنتبهت للفريق خالد الشامي وهو جالس في نفس المكان الذي نحن فيه وتحسست &lpar; مسحة &rpar; تقدير وإحترام ظهرت علي وجه عبدالرحمن عندما لمح قائدة الفريق خالد عابدين الشامي &period;&period;<&sol;p>&NewLine;<p>انزوينا خارج المكان بعيدًا وجلست معه علي حجرين من الصخور الساخنة علي الجبل نتهاوي منظرنا وقتها كان مُبكي سألته عن أحواله وتفاصيل تحرير الفشقة بشفقة مني نطقت كلمة كُور علي يا عبدالرحمن جاوبني &colon;عارفة يا عيوش يشهد الله لو ما التعليمات انا كان دخلت جوه الحدود تبعهم &period;&period;<&sol;p>&NewLine;<p>قاطعته انا عايزة أرجع الليلة بالليل دا<&sol;p>&NewLine;<p>رد بقساوة إنتي مجنونة رسمي نشوف ليك مكان نوم آمن إنتي والمعاك وبكرة بتابع طريقة رجوعك …<&sol;p>&NewLine;<p>غادر هو وغادرت أنا…<&sol;p>&NewLine;<p>بعدها وصلنا عبدالرحمن صباح جمعة أغر بالقرب من حامية الجيش جلب الشهيد عبدالرحمن كل ما يعز عليه ليهون علي فداحة المشوار ووعورة المنطقة كل ما أرفض يمازحني بنفعك المشوار طويل … هذا هو عبدالرحمن &period;<&sol;p>&NewLine;<p>عبدالرحمن سلم راية نصر السودان وهو كالأسد في الغابة يلوح بحبه لحساب ذرات تراب البلد كان &lpar; يكرف &rpar; رائحة التراب كلما عزا عليه درب الوصال …<&sol;p>&NewLine;<p>حافظ علي قسمه الذي حلفه فقد صدق قولًا وفعلًا وعهد الرجال الرجال لم يخُن ولم يتسبب بإجازة او حالة مريضة أو جُبن كغيره حينما بدأت المعركة يوم &lpar; 15 &rpar; كان الشهيد عبدالرحمن خارج الخرطوم لكنه حزم نفسه من القضارف وبلغ القيادة سألته<&sol;p>&NewLine;<p>اااااايا عبدالرحمن حفظ أمن القضارف أيضًا جهاد أجابني بصرامة يا زولة نحن محلنا قلب المعركة والريق يبقي دقيق ما شايفة جسمي دا كلو مضروب نحن ناس دواس بس وروحنا كان الله شالها فداء للشعب السوداني دا …<&sol;p>&NewLine;<p>أول أمس كانت من ضمن إتصالات دفعة الشهيد عبدالرحمن للتعزية من الدفعة 47 إتصل بي أحدهم من المدرعات يحدثني عن لحظات عبدالرحمن الأخيرة &colon;-<&sol;p>&NewLine;<p>حدثني أن عبدالرحمن مع صلاة الصبح<&sol;p>&NewLine;<p>حدثه و قال له ياخ أنا هسي طالع للمتمردين ديل &lpar; بره &rpar; واصلًا ميت ميت خليني أتقدم انا قدام العساكر ديل وأموت العساكر ديل لسه عندهم مستقبل قدامهم …<&sol;p>&NewLine;<p>قال لي محدثي بعد ساعة بالضبط وصلني خبر إستشهاده &colon; أجبته هذا هو عبدالرحمن الذي أعرفه رجل مقاتل كريم مضياف صبور وضاح مُحيا مقدام مقنع كاشفات وساتر عرضهن رجل يتنفس العزة والكبرياء وحب الوطن من غير مقابل …<&sol;p>&NewLine;<p>للحقيقة هذه المرة من المساحات التي جف فيها قلمي رغم فصاحته أن أوفي عبدالرحمن حقه فلساني تلعسم وأفقي أصابه الضيق لعظمة الشهيد وكبر المُصاب &period;<&sol;p>&NewLine;<p>العقيد الشهيد عبدالرحمن لم يكُن يومًا عنصر في الجيش بل كان هو الجيش بذات نفسه لم يكن يومًا يدافع عن الوطن بل كان الوطن بمثابة إبنه البِكر …<&sol;p>&NewLine;<p>طابت القوات المسلحة دارًا خصبة ودار شموخ تخرج من رحم كليتها الحربية ثمرات الرجال الرجال فرز أول الذين يحملون روحهم علي نعوش متحركة &period;&period;الرجال الرجال الأنقياء الأبرار ترفرف رأيتها علي مرافق الشجعان عالية قامة وهامة يلتف حولها شعبها ويحبها وهي تعزه وتحبه تنزل ذرات مطر الأمان والأماني تسقي الأرض لتنبت ألف ثائر وشهيد ودرب جديد &period;&period;،<&sol;p>&NewLine;<p>&period;&period;<&sol;p>&NewLine;<p>تقبل الله الحبيب الشهيد العقيد عبدالرحمن الطيب في جنات الفردوس الاعلى مع الصديقين والشهداء الكرام وليبقي لنا قبرك في المدرعات دار حصن كلما خذلتنا الدنياأو دارت علينا نائبات الزمان مكان نذهب اليه لنشتكي لك وجعة كسر الضهر وحيلنا المهدود من غيرك &period;&period;<&sol;p>&NewLine;<p>رحمة الله تغشاك يا أبو ابراهيم أنت طلبت الشهادة ونلتها كُنا ندعو الله إن تقديرات رب العالمين تتركك تحتفل بنصر الخرطوم مثلما احتفلت بإنتصارات الفشقة ولكن إستعجلت علي الشهادة &period;&period;<&sol;p>&NewLine;<p>أمشي يا عبدالرحمن ودعتك الله<&sol;p>&NewLine;<p>خلاص أمشي&period;&period;<&sol;p>&NewLine;<p>عائشة الماجدي<&sol;p>&NewLine;