Site icon المجرة برس

د. الزبير الطيب محمد يكتب.. سوداننا العظيم

السودان عظيم ليس كبقية البلدان ولذلك يختلف الحديث عنه اختلافاً عظيماً؛ لأنك تتحدث عن حضارات مختلفة، وقبائل مؤتلفة، وتقلِّب ناظريك في نهر هو من أنهار الجنة ، ومنبع من منابع الخير والإمداد ، ومصدر من مصادر البهجة والإسعاد ..

ويكفي سوداننا عزاً أنك لا تستطيع أن تُخفي فخرك واعتزازك ؛ عند حديث العالم عن أبطال السودان، وأخلاق السودان وطيب معشرهم، وبهاء مظهرهم وتشعر بالأُنس؛ لسماع أخبارهم واقتفاء آثارهم..

ولا ترجو أن يسكت صوت الحادي الذي يذكر تفوّق علماء السودان في مجالات العلوم و الفكر، ولا ترغب أن ينتهي صوت الشادي وهو يعدد مآثر أهل السودان ..

إنهم أبناء النيل عرب تمتزج دماؤهم بدماء الزنوج الحارة
كما قال شاعرنا : عرب ممزوجة بي دم الزنوج الحارة ديل أهلي..

قلت في النيل:
النِّيلُ فَيْضٌ مِنَ الإسْعادِ مَنْظَرُهُ
وأصْلُهُ مِنْ جِنانِ الخُلْدِ إيْمَانُ

العِزُّ يَقْطُنُ في أطْرَافِهِ أبداً
الطِّيْبُ والمَجْدُ في الأوْسَاطِ سُكَّانُ

مَنْ ذاقَ طَعْمَ مياهِ النِّيلِ هامَ بها
ونالَهُ مِن حَنِينِ الشَّوقِ ألوانُ

وحازَ عِطْراً أنِيقاً في مَلامِحِهِ
فينْتَشِي من عَبيرِ العِطْر جِيرانُ

فلذلك إيماني ويقيني بأنَّ الله سينصر جيشنا على القوى الغاشمة والفئة الظالمة، وستعود الخرطوم إن شاء الله قوية فتية، وكل السودان دولة لها السيادة والريادة في كل القارة والعالم أجمع ..
سيعود مقرن النيلين بعبق الأصيل وعبير الذكريات، و تفرح جبال التاكا وتوتيل بمرور نسائم القضارف، وسحائب الكرمك وقيسان، وتنتعش قمم جبل مرة وسلاسل جبال النوبة، وتهتز فرحا عروس الرمال، ويطرب نخيل الشمال ..
وكل ما كتبه الله علينا في هذه الأيام ما هو إلا ليطهرنا ويزيدنا رفعة إلى رفعتنا، وقوة إلى قوتنا ولينفي الخبث والخبيث،
وماعلينا إلا أن نرفع أكفَّ الضراعة لمولانا وخالقنا وقبل ذلك التوبة والأوبة؛ بأن يغفر الزلل ويمحو العلل ..
وأن نفوت الفرصة على الأعداء المتربصين؛ باصطفافنا خلف قادتنا، وهجر خلافاتنا، والله هو الموفق والهادي إلى صراط مستقيم..
٢٥ ذو الحجة ١٤٤٤هـ
١٣يوليو ٢٠٢٣م

Exit mobile version