بعد سنوات من المواجهات قبائل البشاريين والشركة الروسية يوقعون اتفاقا هو الأول من نوعه بالبلاد
بورتسودان:عمر الكردفاني
منذ بداية القرن الحالي ظلت مناطق البشاريين الممتدة من تخوم البطانة إلى البحر الاحمر وصولا إلى عمق الحارة مصر تتعرض إلى التنقيب المستمر بحثا عن معدن الذهب ما جعل هذه البقعة الكبيرة من أراضي القبيلة تتعرض لأكبر عملية تسمم إذا صح التعبير فالعملية الأخيرة من التعدين تتطلب الاستعانة بمواد معظمها مضر بالبيئة كالسيانيد والزئبق ،لذا فقد كان لزاما على أصحاب الأراضي من قبيلة البشاريين التحول التدريجي في النشاط الاقتصادي بالإضافة إلى تنفيذ ما يلي الشركات من دعم مجتمعي للمناطق المتأثرة بالتعدين ،ظروف كثيرة مرت ومعارك كبيرة اديرت وجلسات ماكوكية تمت ومفاوضات ماراثونية تمت إلى أن توصل الطرفان إلى اتفاق مميز يحفظ لأصحاب الأرض حقوقهم ويحفظ للشركة بيئة عمل متميزة للمزيد من الإنتاج .
لذا فقد تم بالأمس التوقيع النهائي على الاتفاق بين شد وجذب بل حتى أن الاتفاق كاد أن ينهار في ٱخر الدقائق لولا حكمة وحنكة المتفاوضين وحرصهم على المصلحة العامة ،لذا فقد تم التوقيع على الاتفاق وسط فرحة عارمة بين الحضور والوسطاء وعلى رأسهم شركة الموارد المعدنية السودانية .
وقد حضر احتفال التوقيع كل من الاستاذ احمد هارون من وزارة المعادن
المهندس عثمان سليمان نائب مدير الشركة السودانية للموارد المعدنية، ،
والمهندس هيكل من الشركة السودانية للمواد المعدنية
الاحتفال بالتوقيع :
لذا فقد تمت مبادرة كريمة من الاستاذ مجذوب ابو علي مجذوب معتمد بورتسودان السابق و ابن الشيخ أبوعلي مجذوب والي البحر الاحمر الأسبق والقيادي المعروف فقد دعا الاستاذ مجذوب طرفي الاتفاق إلى مأدبة عشاء احتفاءا بعودة المياه إلى مجاريها الطبيعية مابين البشاريين و الدكتور مأمون مدير عام شركة اليانس بحضور قيادات مهمة في المجتمع ووجد الجميع الرجل حريص على حقوق اهل الارض ومؤمن بانهم شركاء في الاستثمار
الاستاذ مجذوب ابو علي ابتدر الحديث قائلا : الحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات ونصلي ونسلم على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم:اخوتي في جانبي الاتفاق اهنئكم بهذا التوقيع واشيد بما قمتم به من عمل جبار في إحقاق الحق والحمد لله أن هذه الشركة العملاقة قد استقر بها المقام في أراضي البشاريين لأنهم أصحاب كلمة إذا اتفقوا مع الآخر فإنهم لا ينقضون عهدهم ابدا وانا اشيد بهذا الاتفاق باعتباره افضل اتفاق بين شريكين في إنتاج الذهب وهو منصف لأصحاب الأرض الذين تتلوث أراضيهم ويفقدون أرواحهم ومواشيهم جراء العمل التعدينية
رئيس اتحاد شباب البشاريين الاستاذ ابراهيم منصور تحدث الحضور قائلا:
نشكر الله سبحانه وتعالى الذي قيض لنا هذه الجلسة المحضورة من أجل الاحتفال بتوقيع هذا الاتفاق المميز ولقد وجدنا الاخ الدكتور مأمون رجل منفتح على الاخر ومحب العمل الجاد ونحن بدورنا بادرناه نفس الشعور والحضور كلهم امنو على ان هذا الاتفاق بهذه النسبة غير موجود مع اي شركة أخرى في السودان والاستاذ مجذوب ابوعلي قام بافتتاحية جميلة قال ان المسؤلين يجب عليهم ان يقومون بالشكر والتقدير لاهلنا البشاريين لان السودان في الوقت الحاضر يعتمد على مورد التعدين وكل التعدين حاليا في ارض البشاريين لذلك يستحقون التمييز الايجابي في الوظايف ومجالس الادارات ونشكره على شعوره الجميل ليس بالأمر الغريب لابن الشيخ ابوعلي وهو رجل قيادي في الشرق ومقبول من كل مجتمع الشرق خاصة مجتمع ولاية البحر.واضاف منصور :نحن بحمد الله طوال زمن التفاوض حرصنا على أن لا يبدر من أبناءنا اي نوع من التخريب المتعمد وفي الختام نشكر الصحفي القامة الاستاذ عمر الكردفاني الذي أدار معنا المعركة إعلاميا وها هو الآن حضور بيننا في التوقيع النهائي
القيادي والمعتمد السابق هاشم بلال أكد أن مثل هذه اللقاءات تفتح الباب دائما للمزيد من الخدمات للمجتمعات وأكد بلال أن ما دار بينهم والشركات العاملة في مجال الذهب كان من أجل إحقاق الحقوق لذا فقد وجب منذ الآن أن يعمل الجميع للمصلحة العامة وختم بلال بالقول إن الأضرار العميقة التي تخلفها عمليات التعدين يجب أن تتم معالجتها جذريا بهذه الاتفاقات المنصفة.
الفريق الركن النعيم خضر مرسال مستشار الشركة قال :نحن نشكر جميع الحضور وهم يزينون هذا اليوم الجميل الذي يضع سطرا باهرا في كتاب الاقتصاد السوداني خاصة وأن الجانبان لهما من الجهد المقدر ما يشكر عليه في هذا الجانب والاخ الدكتور مأمون عباس سعيد رجل تشهد له سوح العمل الاقتصادي السوداني بالمشروعات ذات الصبغة الإنسانية فهو دائما يتبنى جانب العمل الانساني قبل الريع الاقتصادي كما أنه من السودانيين القلائل الذين وضعوا بصمات واضحة في دول الاتحاد السوفيتي من حيث تمثيل بلاده في الدعوة إلى الإسلام وعكس الصورة الزاهية للسوداني الاصيل ,الفريق شرطة حقوقي عثمان كباشي تحدث أيضا مثنيا على طرفي الاتفاق حاثا إياهم على العمل معا من اجل رفعة المجتمع وقال إن الاتفاق المبرم يعتبر نموذجا لما يمكن أن تكون عليه الشراكة بين المجتمعات والشركات العاملة في مجال الذهب ممثل الشركة السودانية للموارد المعدنية الاستاذ تيتا أكد أنهم في الشركة يسعون دائما إلى خدمة المجتمعات المحلية بالإضافة إلى الحفاظ على مقدرات الشركات العاملة في مجال الذهب مشيرا إلى أن العلاقة الثلاثية دائما تنبني على الثقة المتبادلة قبل تبادل الانصبة وقال إن مجتمع البشاريين مجتمع متكاتف وله من الشباب من يمثله خير تمثيل لذا فإن الذي تم من اتفاق يعتبر نموذجا يحتذى خاصة وأن الشركة اصلا لا تسعى إلى الربح بقد ما تسعى إلى التنسيق والإشراف على هذا النشاط الاقتصادي المهم
الاحتفال الذي حضره مجموعة من المهتمين بمجال التعدين والشراكات الذكية اختتمه الفريق النعيم بأي من الذكر الحكيم