على مر السنين لم نرى توحد للشعب السوداني والتفافه حول قيادته مثلما اتحد ذاك اليوم فالشعب الذي يفاجئ العالم دائما بوثباته الفريدة ليسطر ثبات الامة رغم الابتلاءات والمحن التي يمر بها وبرغم الحزن الذي نعيشه بسب انتهاكات المليشيا في شرق الجزيرة الا ان نهاية تقدم الحاضنة السياسية للمليشيا قد حفرت قبرها في قلب لندن حين اظهروا ابتسامتهم وسعادتهم عند سماع تاكيد حياة قائدهم الذي دمر السودان (حميدتي) بعد ان مات مائة موتة وحتى الان نحن نحسبه ميت .. يوم امس سطر الشعبَ السوداني اعظم البطولات حين وقف امام قاعة المؤتمر التي دنست بوجود هولاء المرتزقة الخونة في قلب لندن وهتفوا ( بى كم بى كم بى كم قحاتة باعوا الدم) هذه العبارة التي هزت اقدام قيادات تقدم الفاشلة التي فشلت في الحفاظ على ثورتها المجيدة ورمت بنا الى التهلكة وذهبوا وهم ينعمون بالعيش الرغيد بين الدول .. فما حدث امس قد يكون نهاية اليمة لكيان تقدم الذي يقوده حمدوك ولا نعلم باي صفة يقود وفدا يمثل السودان في الخارج فكيف لشخص مطالب للعدالة في بلده بان يمثلها في الخارج ويعقد مؤتمرات باسم شعبها .. ياسادة قحت قد انكشف الغطاء ورايتم بان لا وجود لكم بين الشعب السوداني فلكم ان تتلافوا ما تبقي لكم من كرامة تحفظ ماء وجهكم امام الانسان السوداني ان وجدت .. فغياب قيادات تقدم عن مؤتمرها الاخير يدل على تقهقركم وضعفكم البائس ولنتسائل قليلا اين ياسر عرمان و مريم الصادق من هذه الجمعة التي يتراسها زعيمكم حمدوك هل لنا ان نعتبر ان غيابهم وتصريحات عرمان امس ان سفينة قحت قد غرقت ولن ينجو منها احد ?! حين قال :(ماحدث لتقدم في لندن هو نعي للاحزاب السياسية) .. فالي مذبلة التاريخ كل الاحزاب التي انحدرت بنا الى اسفل المنحدرات ويتمت اطفالنا وهتكت اعراض نسائنا وهجرت اهالينا في الخرطوم والجزيرة ودارفور .