بيت الشورة
عمر الكردفاني
وزارة الداخلية والهزات الارتدادية
ظلت وزارة الداخلية السودانية وجهة للإعلام السوداني منذ أكثر من ستة أشهر على خلفية الأنشطة التي دأب الإعلام السوداني على تغطيتها وهي أنشطة تصب مباشرة في مصلحة المواطن البسيط الذي وصلته الوزارة بالأمن عن طريق انتشار رجال الشرطة بكل المدن الآمنة و صلته بالدواء وهي توزع أكثر من عشرة أطنان من الأدوية حتى مدن الفاشر والدمازين ووصلته بطواف السيد الوزير على دور الايواء لتوزيع الغذاء والكساء والغطاء , وكلها أنشطة ما كان لها أن تقوم لولا أن طاقم الوزارة قد دأب على إنفاذ البرامج بالسرعة والانضباط المطلوبين مع مساندة فعالة من أجنحة الوزارة في قوات الجمارك وقوات الدفاع المدني ومفوضية اللاجئين وغيرها .
ما جعلني اسوق هذه المقدمة هو ما قام به وزير الداخلية خلال زيارته الأولى إلى نيويورك والتي عقد فيها لقاءات ثنائية مع عدة ممثلين لوزارات الداخلية في الدول الأعضاء بمنظمة الأمم المتحدة وهو ما ربط السيد الوزير بعد ذلك بأنشطة متقاربة على ذات النسق يسر أمرها توفيق الله سبحانه وتعالى ومن ثم إلمام السيد الوزير باللغة الإنجليزية وثقافته العالية في السياسة والاقتصاد الدوليين وهي ندية لابد منها ليشعر الآخر أنه يلتقي وزيرا مختلفا من دولة كانت تصنف مع العالم الثالث ، الإعلام من جانبه كان سباقا في التوثيق والمتابعة والتحليل خاصة التلفزيون الرسمي ووكالة السودان للأنباء يساندهما رهط وطني من حملة اقلام الصحف الإلكترونية خاصة تلك التي تتم ترجمة موادها الى الانحليزيةة، هذا العمل الوطني الخالص كان لابد أن له من تضحية ونكران ذات خاصة فيما يتعلق بالجانب المرهق من العمل الميداني إلا وهو عمل اللجان والتنسيق والذي يتبدى فيه الجانب الإداري المحكم لعمل الطاقم الإداري الذي يتناغم مع السيد الوزير حلا وترحالا قوافلا واجتماعات فقد رأينا يوما معظم طاقم الوزارة يساعد في نقل وتصنيف الأدوية .
الجانب الآخر للوزارة تبدى في استقبال مكونات المجتمع المدني وهؤلاء هم من يستطيعون نقل نبض الشارع ومتطلبات الأمن فيستطيعون تنوير السيد الوزير بما يجعله على اطلاع دائم على نبضات الشارع خاصة تلك التي قد تحمل مؤشرا محتملا من انفلات الأمن كما أن هذه المكونات الاجتماعية المختلفة عندما تجد الاحترام من الوزارة فإنها تنقل هذا الإحساس إلى الشارع العريض وهو المعني باهتمام الوزارة وشغلها الشاغل إذ أنها تعمل بنظام امير القوم خادمهم .
ثم ماذا بعد ؟
ما قصدته بالهزات الارتدادية هو هذه اللقاءات المتتابعة من مسؤولين دوليين دأبوا على زيارة الوزارة للقاء الوزير وهي دلالة على أنه قد أفلح في نقل رسالة الوطن واستطاع أن يفتح نفاجا بينه والمؤسسات الدولية ما جعلها ترغب في التواصل المتتابع لفتح الملفات المشتركة التي تصب في صالح البلاد والعباد فاللغة المشتركة والتناغم تصنع نوعا من الالفة الخاصة التي تربط السيد الوزير بنظرائه عالميا .
المطلوب من الإعلام الوطني في الفترة المقبلة التفكير خارج الصندوق لمساندة الوزارة في النشر بالدوريات العالمية من أجل إيصال صوت الوزارة والبلاد إلى العالم أجمع لأن الهزات الارتدادية تشبه إلى حد كبير صدى الصوت الذي قد يصل إلى آفاق أوسع مما يتخيل السامع إذا تم توجيهه الوجهات الصحيحة باحهزة اعلام وطنية فاعلة