من دفتر مقاربات ومقارنات
————————-
السودان لن يجوع
قصاصات: من داخل الكوخ الاخضر
————————–
دكتور مهندس/ نجاة الامين عبدالرحمن
(خبير الاستراتيجية والقانونية)
بلا شك،ان القانون الدولى الانسانى ومبادئه ،له مهام وادوار مهمة فى الحد من النزاعات المسلحة فى العالم ، وحماية الاشخاص المدنيين غير المشاركين فى النزاع او الحرب ، كذلك حماية الذين اوقفوا المشاركة فى النزاع او الحرب ، كما انه يحظر تجويع المدنيين كاسلوب من اساليب الحرب وهذا ما نصت عليه البرتوكولات (1/54-1/14) وحسب مانصت عليه اللجنة الدولية للصليب الاحمر ICRC ،وانه ومن المعلوم بالضرورة وجود علاقة وطيدة مابين القانون الدولى الانسانى والكيانات التابعة للامم المتحدة المسئولة بشكل اساسى عن تقديم العون والمساعدات الانسانية ومن هذه الكيانات كمثال ،برنامج الامم المتحدة الانمائى UNDP , وكالة الامم المتحدة لللاجئين UNHCR, ومنظمة الامم المتحدة للطفولة UNICEF, وبرنامج الغذاء العالمى WFP, وهذه لها دور رئيسى فى مساعدات الاغذية وتقديمها للملايين من الناس بالعالم ، وهذا البرنامج هو المعنى بمكافحة الجوع ،والاستجابة لحالات الطوارئ كما يعمل على انقاذ الارواح عن طريق توفير الغذاء للجوعى والمستضعفين على نحو السرعة ،كما يعمل على تأمين الغذاء الكافئ لكافة الشعوب التى تعانى الحروب والنزاعات وخلافها من المشاكل المختلفة ، كاحد اسبب حدوث المجاعة ككارثة انسانية ، وعلى الجميع احترام هذه المبادئ والالتزام بالمواثيق والبرتوكلات التى ابرمت بهذا الخصوص كما يلزم العاملين القائمين واليات التنفيذ التابعة لهذه الوكلات المتخصصة والمنظمات الرسمية والغير حكومية ، ان تقدم العون والاغاثة ، لكل المحتاجين على السواء دون تمييز او تسيس ، ولكن لابد ان نشير الى ان هنالك بعض من المنظمات لها ادوار سالبةوكما انها غير محايدة وبعض منها لها اجندة خفية.. ولكن وللاسف ان مجلس الامن اللامن الدولى.. واعضائه الخمسة عشر الا واحد(الفيتو) يصوتون ويصرخون، ويتلاسنون(الملاسنة) ، لاصدار قرار (مفخخ ) للسودان وللاسف بدعوة ،وتايد ،وتعاون ومساعدة، من هولاء المتوهمين ،انصاف الناشطين وانصاف السياسين، خالى البطون، ناقصى العقول، من ابناء الوطن بالداخل والخارج ،المرتهنين للمجتمع الدولى وحلفائهم ، يتم التصويت على مشروع هذا القرار(العار) الذى افشله الدب الروسى ..دون مراعاة لسيادة الدولة السودانية وعدم الاعتراف بوطنيةجيشها فى المحافظة على الدولة وشعبها كمثله ككل جيوش العالم فى المحافظة على بلدانها من اى متمرداو معتدى اوباغى..ويتعمد مجلس الامن اللامن واعضاءه التساوى او المساواة بين الجيش الوطنى لدولة السودان وبين المارق المعتدى المتمرد، وكانه دولة عضو بالامم المتحدة لاكمسلح متمرد خارج على القانون وعلى الدولة، واعضاء المجلس الببغاؤات يصوتون ويصرخون ،ويصيحون ، و يتلاسنون ومجلسهم (اللامن) يصدر قراره الفاشل ، مقتديا ومستخدما استراتيجية المطامع والمصالح الامريكية (العولمة العسكرية/الهيمنة والسيطرة) تطبيقا وتنفيذا وطاعة للادارة الامريكية ، عبر تهديد الاطراف الاصلب واغراء الاطراف الواهية والضعيفة، وليتم تقديم مشروع قراره (العار) بحجة او زريعة ومبرر وجود حالة انسانية سئية ومأساوية..! وانهم متخوفين وقلقون، من احتمال حدوث مجاعة بالسودان وان الوضع بالبلاد كارثى ، فيه اكلن النساء صفق الشجر.. وشربن الحساءمياه الترع ..واكل الاطفال تراب الرمل.. واكل الرجال فتافيت بيوت النمل ..هكذا صور لهم ،خيالهم المختلج وزكاءهم الاصطناعى المضطرب ، حال الشعب السودانى وانه لابد من حماية المدنيين اثناء الصراعات المسلحة ، بدون شك ان الامر يكون مقبولا اذا كانت هذه المخاوف مصحوبة بتوفير الاحتياجات والمطلوبات من الاغاثة ،دون تمييز اوتسيس، مع عدم استخدام المجاعة كاسلوب من اساليب الحرب، وكما لابد من الاشارة الى ان تقديم المساعدات والعون الانسانى له اسس وضوابط يتم اتخاذها لمواجهة هذه الظروف الطارئة ولها من الاليات والتقنيات الحديثة للتنبؤ بالكوارث قبل وقوعها مثل الاستشعار عن بعد ..والانذار المبكر للتوقعات ..والشاهد وبما لايدع مجالا للشك ومعلوم للجميع بان المتمردالمسلح الباغى المعتدى هو المنتهك لحقوق السودانيين بالنهب والسرقة والاتلاف لكل الممتلكات المادية والحيوانية والمحصولات النباتية وهو المتسبب فى استخدام سياسة التجويع كاسلوب للحرب ، فكان لهولاء قبل ابداء القلق و الخوف من حدوث المجاعة وادعى الانسانية، (الحنية من الحنان والعطف) ،كان لهولاء الصائحون اصحاب الاجندة الخفية(جلب الاسلحة والذخائر والمرتزقة)، اصطحاب مبادئ القانون الدولى لتوقيف وردع المتمرد المسلح ، المتسبب فى التجويع والارهاب والاتلاف ،وسرقة مخازن وشاحنات برنامج الاغذية واغلاق الطرق ، فهذه من اساليب استخدام المجاعة لاغراض سياسية، وهنا لابد ان نقف عند مفهوم المجاعة فهى ندرة فى الغذاء على نطاق واسع وتسببها عدة عوامل واسباب منها الطبيعية ومنها التى تحدث بفعل الانسان منها :الحروب،التضخم،فشل المواسم الزراعية،عدم توازن السكان، السياسات الحكومية، الجفاف،الاعاصير،الفيضانات،قلة الامطار ،الامراض(امراض النبات والحيوان) ،الحرائق، الزحف الصحراوى والجراد.. والمجاعة يعرفها خبراء الزراعة والامن الغذائي بانها حالة شديدة من فقدان الامن الغذائي فى بلد ما او منطقة ما بحيث يؤدى ذلك ارتفاع معدل الوفيات بشكل اكثر من المعتاد ،نتيجة نقص فى المواد الغذائية(كما ونوعا) ،او تعذر الحصول على مايكفى منها بسبب الجفاف او الامراض(النبات والحيوان) او النزاعات او الحروب.. لذلك فانه بمجرد الاعلان عن وجود مجاعة لبلد ما ، او منطقة ما ،لابد من اصطحاب مؤشرات تصنيف الامن الغذائي ،متعددة القطاعات باعتبار الجوانب المتعدة لابعاد الامن الغذائي ،ومنها على سبيل للمثال:
– معدلات الوفيات الاولية.
– سوء التغذية الحاد.
– الحصول على الاغذية. وتوفرها.
– التنوع الغذائي.
– الحصول على الماء وتوفره.
– وسائل كسب العيش.
– الامن المدنى.
– المخاطر.
– متوسط استهلاك الفرد من المواد الغذائية ،وهذا لا يتم الا بمعرفة التعداد السكانى لما له علاقة بالوفرة فى الغذاء.
ومن باب المفيد المختصر نشير الى انه قبل الاعلان لحالة المجاعة توجد معاييرعلمية تم تصنيفها وفقا لمستويات تمثل مراحل الشدة وهى تعرف بالنظام المتكامل لتصنيف مراحل الامن الغذائي وهى:
-المرحلة الاولى: امنة غذائيا بوجه عام.
-المرحلة الثانية:غير امنة غذائيا ، متوسطة/عند الحافة.
-المرحلة الثالثة:ازمة غذائية شديدة وازمة فى سبل كسب العيش او الرزق،
-المرحلة الرابعة:حالة طوارئ انسانية.
-المرحلة الخامسة: مجاعة (كارثة انسانية).
لنهدا قليلا ونطرح سؤال لابد منه فهل هولاء القلقون، والمتخوفون، مدعى الانسانية، هل كانت بتقاريرهم المضروبة ال كوبى بيست Copypaste اى اشارة او اسناد يشير فيه لهذه التصنفات او على الاقل مرجعية الى اى من الادلة المعمول بها قبل اعلان حالة المجاعة ؟!! ونذكرها للتذكير وهى :
– نسبة 20% على الاقل من السكان تواجه حالة نقص شديد فى الاغذية مع ندرة محدودة على مواجهة الموقف.
– يجب انتشار سوء التغذية الحاد الشامل بنسبة 30%
– يجب ان يتجاوز معدلات الوفيات الاولية وقوع حالتين وفاة لكل الف نسمة يوميا.
حقيقة الامر يكون مقبولا عندما تكون تقارير هولاء المتخوفين متضمنة، التعداد السكانى الحالى وكيفية اعداده ،وخاصة والبلاد الان تعيش حالة حرب ودمار ونزوح وتشريد للسكان ،وتهجير قسرى من مناطقهم وقراهم فالامر فى اعتقادى عبارة عن سياسة افتعال وجود مجاعة اى انتهاج سياسة التجويع، كما اسلفنا لخدمة مصالح لبعض من هذه المنظمات العاملة فى العون الانسانى المعادية للسودان ولها اجندة خفية..(سابقة شريان الشمال) ، مرت بالسودان عدة مجاعات ولاسباب مختلفة وكان للمنظمات المحلية والمنظمات التابعة للامم المتحدة الرسمية وغير الرسمية والحكومية ادوار ملموسة فى تقديم العون الانسانى ومكافحة وصد وتفادى كثير من اسباب وقوع الكوارث، وكما نجد ان السودان له فضل كبير فى تأسيس كثير من المنظمات التى تعمل فى المجال الانسانى كمنظمة الايقادIGAD لمكافحة الجراد والتصحر، وغيرها من المنظمات ،ومن اهم المجاعات التى مرت على السودان واخطرها مجاعة سنة ستة 1306ه الموافق 1888م والتى كان سببها انشغال عمال الزراعة (المزارعين) بالقتال فى صفوف جيوش المهدية حيث حملات الخليفة التعايشى واستهدافه المزارعين وتجنيدهم ..مما كان ذلك له اثر فى تقليص المساحات المزروعة وقلة الغذاء..كذلك نذكر مجاعة عام 1985م-1988م وكان من اهم اسبابها حرب الجنوب -الجفاف-قلة الامطار-وفيضان عام 88 الذى غمر كل المساحات المزروعة ،واتلف المحاصيل الزراعية ،وتسبب فى افشال الموسم الزراعى ، كذلك مجاعة سنة 1998م بسبب الحرب فى منطقة بحر الغزال.. فالمجاعة ليس حصريا او مقصورة ومقسمة ومرسومة للسودان وسكانه فقط..فالسودان كغيره من دول العالم معرض، لكثير من الكوارث والجوائح لا قضاضة فى ذلك .. ! فهذه بعض مجاعات تاريخيةضربت العالم ،فى حقب زمنية مختلفة ،ولاسباب مختلفة مثالا لا حصرا:
-مجاعة الصين بسبب الفيضانات التى دمرت المحاصيل الزراعية
مجاعة بيافرا -نيجيريا
-مجاعة الاتحاد السوفيتى -كمبوديا-مجاعة تشاليسيا-مجاعة الهند بسبب تغلبات المناخ والجفاف حيث ذبلت وماتت المحاصيل ونفقت الماشية بسبب نقص المياه والغذاء-مجاعة ايرلندا بسبب مرض قاتل اصاب محاصيل البطاطا-مجاعة فيتنام حيث اجبر المزراعين زراعة المطاط بدلا للارز-مجاعة روسيا حيث اجبر الجنود البلاشفة المزراعين بالتضحية بمحاصليهم لصالحهم-كذلك مجاعة روسيا لسياسة ستالين(تطبيق الاشتراكية) ، باتباع سياسة الزراعة الجماعية المشتركة وسلبه اراضى المملوكة للمزارعين مما ادى الى ترك المزارعين الملاك الزراعة ..فهذه بعض من مجاعات حدثت فى العالم ،ولاسباب متعددة ومختلفة تسببت فى وفاة الاف من الناس بهذه الكارثة الانسانية المؤلمة ..وللتذكير والحقيقة عندما نتحدث عن المجاعة فى السودان لابد من نشير الى خيرات السودان الوطن القارة فهو المعروف بسلة غذاء العالم ،يتصدر السودان الدول الافريقية من حيث المساحة الصالحة للزراعة والاكثر وفرة فى موارد المياه ،ومساحات الغابات والمراعى، فموقع السودان الحغرافى يجعله متميزا حيث يقع فى قلب القارة الافريقية ، مما يجعله معبرا ومركزا مهما لتبادل السلع والخدمات مع البلدان المجاورة، كما تتوفر به امكانيات وموارد طبيعية ضخمة ، تشمل الاراضى الصالحة للزراعة ،وموارد المياه الوفيرة من الامطار،والانهار،والمياه السطحية والجوفية ، الى جانب وجود ثروة حيوانية ضخمة،كما توجد مراعى طبيعية والغابات، وانه بلا شك ان الزراعة بشقيها النباتى والحيوانى فى السودان تمثل العمود الفقرى للاقتصادفى البلاد ،وهى تقسم الى نوعين بحسب نوعية الرى هما 1/الزراعة المطرية 2/الزراعة المروية ..وتجود ارض السودان بكثير من المحصولات الزراعية النقدية (للتصدير) ،مثال الصمغ العربى ،القطن، السمسم ..الخ .. وكثير من المحاصيل النباتية الطبية والعشبية والعطرية ومثال لها لا للحصر :القرض ، الحرجل ، المحاريب ،المورنقة..وكثير من المحاصيل النباتية الغذائية من الدوم، النبق ،التبلدي (قونقليز) ،التمرهندى، الزونية (ثمار شجر النيم ) ،القضيم ،الترمس، العرديب، الكركديه، اللالوب .. وثروة حيوانية هائلة من (الانعام :الضان والماعز والبقر والابل ) ،والثروة السمكية البحرية والنيلية، والثروة الداجنة والسمان والنعام والنحل..والخ..وهذه محصولات غذائية متوفرة طوال العام ويعرفها كل السودانين وهى على سبيل المثال: الذرة-القمح-الفول السودانى-قصب السكر-زهرة الشمس-الدخن-محاصيل الخضر والفاكهة والتوابل.. ومثال للخضر :البصل-الطماطم-الباذنحان-الليمون-الفاصولية-البامية-البطاطيس-الكوسا-القرع-الملوخيا-الرجلة-الفلفلية-الخ..اما الفاكهة مثال:المانجو-الجوافة-الموز-البرتقال-الاناناس -الباباى -القريب فورت القشطة-التمور ..الخ.. والسودان له تجارب عديدة مع المجاعة ككارثة انسانية ، لاسباب ومسببات عديدة منها (الحرب) ولكنه خرج منها معافيا اقوى واقوى واكبر ومازال حتى الان سلة غذاء العالم .. ولكن مايثير الدهشة مايدور الان من تامر (كيد ومكايدة) و(تكبر ومكابرة) ، لجعل الجوع حجة ومبرر للتدخل والتحكم فى قرار الشعب السودانى بحجة الاغاثة لخدمة الاجندة الخفية للمتمردالمسلح ..ولكن لا والف لا فمن لا
يملك (قوته ) غذاءه لا يملك قراره ،وفى استراحة سياحية معرفية حول بعض من ملامح التدبير والاقتصاد المنزلى السودانى الاصيل وعلاقته بالامن الغذائي لتوفير الغذاء المتوازن واستدامة الصحة والعافية للاسرة السودانية الكريمة (البيت الكبير والبيت الصغير) من خلال مايعرف ويتعارف عليه بين اهلنا العزاز ب(صينية الغداء) ..فهذه بعض من المحاصيل الزراعية الاساسية التى لا يمكن لاحد ان يتخيل او يتصور خلو البئية السودانية، منها سواء فى القرى او الحضر او المدن او الارياف او الحلال او البلدات ومنها
الذرةالبيضاء ،الرفيعة،الصفراء ..والخ..ومنها تصنع “الكسرة ” وهى الاكلة الشعبية المفضلة، لا يخلو بيت سودانى منها ، ومديدة النشا ، العصيدة او اللقمة ،خبزالعيشة(الرغيفة/نسبة من القمح والذرة) .
-الدخن ومنه تصنع عصيدة الدخن باللبن والعسل والسمن البلدى،ام جينغر.
-الحلبة يصنع منها مديدة الحلبة.
-البلح او التمر يصنع منه مديدة البلح(البربور) ، كما يصنع منه قراصة التمر. .
-القمح يطحن ويضاف له العسل والطحنية ويصنع منه اكلة شهية وشهيرة (المخبازة) بشرق السودان -الرغيف-القراصة.
-الفول السودانى ومنه تصنع الدكوة
-ومن محاصيل الثروة الحيوانية نذكر:
-السمك ويصنع منه الفسيخ ، التركين او الميلوحة.
-الانعام الضان ومن شحمها يصنع الربيت -الضان والماعز والبقر والابل ومن البانها القارص الفرصة والروب ..وما ذكر من قبل فهو قليل من كثير.
-نحن نشبع الفوج البيجينا جيعان.
-نحن سلة غذاء العالم والسودان.
-نحن فى شان البلد والله نموت موت الضان.
-والتفوت النفوس فى شان رفعة السودان. لم ولن يجوع السودان ..يابلادى.
انتهى،،،
ديسمبر /2024م