Site icon المجرة برس

#صالون_الريس التجربة السودانية ..السودان رواندا أخرى د/أشرف الريس

#صالون_الريس
التجربة السودانية ..السودان رواندا أخرى
د/أشرف الريس
أعزائي القراء الكرام تحيةً واحترام وبسم الله نبدأ الكلام…
سمعنا الكثير عن التجربة الرواندية وكيف استطاع بول كاغامي أن يحول رواندا من الدمار إلى النهضة و التجربة الرواندية تُعتبر نموذجًا ملهمًا. فبعد عقدين من الزمن على صراعات مدمرة، وبعد أن تم قتل مليون شخص في مئة يوم استطاعت رواندا أن تحقق قفزات نوعية في مجالات عديدة، مثل التعليم، والصحة، والأمن، والاقتصاد. ويبرز السؤال: هل يمكن لسودان ما بعد الحرب أن يستفيد من التجربة الرواندية ويطبقها في سياقه المحلي؟
فالعوامل المشتركة بين السودان ورواندا كثيرة .
بدايةً، من المهم الإشارة إلى أن السودان ورواندا يواجهان تحديات مماثلة في العديد من المجالات، مثل الفقر، نقص الخدمات الأساسية، والتحولات السياسية الكبيرة. فكما كانت رواندا تعاني من أزمة اقتصادية وإنسانية خانقة عقب الإبادة الجماعية التي وقعت عام 1994، يواجه السودان منذ سنوات طويلة مشاكل اقتصادية، واجتماعية، وحروب أهلية وختمت بحرب الخامس عشر من أبريل التي أكلت الأخضر واليابس لذلك، فإن التجربة الرواندية تقدم دروسًا هامة حول كيفية التعافي، وإعادة بناء الدولة. ومن أبرز مقومات النجاح التي اعتمدت عليها رواندا في تحقيق تحولها هو التركيز على بناء مؤسسات الدولة،و سيادة القانون، والاستثمار في الإنسان من خلال التعليم والرعاية الصحية. كما أن رواندا اتبعت سياسة حازمة تجاه محاربة الفساد، من خلال تعزيز الشفافية والمساءلة في مختلف مستويات الحكم.فالاستثمار في التعليم والصحة سعت له الحكومة الرواندية منذ بداية التحول بتقديم خدمات التعليم والصحة للجميع، حيث زادت ميزانيات هذه القطاعات بشكل ملحوظ. وهذا ما انعكس إيجابيًا على تحسن مستويات التعليم وجودة الرعاية الصحية، وهو ما يُعد من أولويات السودان في هذه المرحلة. وايضاً طبقت الحوكمة ومكافحة الفساد وكان للقيادة الرواندية دور كبير في مكافحة الفساد من خلال تبني سياسات صارمة ضد الفساد وتحقيق المساءلة في جميع أجهزة الدولة. وهذا النموذج يمكن أن يُحاكى في السودان، حيث توجد تحديات كبيرة تتعلق بالفساد الإداري والمالي، وقد يكون من الضروري إنشاء آليات رقابية فعالة لمكافحته. وايضاً تبنت رواندا سياسة المصالحة الوطنية التي كانت تُعد ضرورية للتعايش السلمي بعد الحرب الأهلية. وفي السودان، يمكن ان تطبق المصالحة الوطنية بعد انتهاء معركة الكرامة على الرغم من ان عملية المصالحة تظل من التحديات الكبرى، وقد تكون التجربة الرواندية نموذجًا يُستلهم منه.
بينما تعتبر التجربة الرواندية نموذجًا ناجحًا، فإن تطبيقها في السودان لا يخلو من التحديات. أولاً، النظام السياسي في السودان يختلف عن النظام الرواندي في بعض الجوانب المهمة، وهو ما قد يجعل من الصعب تكييف بعض السياسات.و ثانيًا، السودان يواجه نزاعات داخلية معقدة تتطلب وقتًا أطول لاحتوائها وإيجاد حلول دائمة لها بالاضافة للتحدي الكبير الماثل في ادارة التنوع الثقافي.
أقول ختاماً إن تطبيق التجربة الرواندية في السودان قد يكون خطوة واعدة نحو التغيير الشامل، ولكن نجاحها يتطلب تكييف السياسات والبرامج بما يتناسب مع خصوصيات السودان. على الرغم من التحديات القائمة، ويمكن للسودان الاستفادة من الدروس الرواندية في مجالات عديدة، مثل تحسين قطاع التعليم والصحة، تعزيز المؤسسات الحكومية، والتصدي للفساد، مما يساهم في تعزيز الاستقرار والتنمية المستدامة في البلاد وبالاستفادة من هذه الدروس ومن تجارب دول اخرى نجحت في النهضة كماليزيا وسنغافورة يمكن ان نؤسس لتجربة سودانية جديدة تكون مضرب مثل ، فالسودانيون متفردون بطبعهم.
#من_أجل_صناعة_مجد_السودان
تحياتي
د/اشرف الطاهر حماد
الامين العام للجهاز الشعبي لنهضة السودان

Exit mobile version