Site icon المجرة برس

صالون_الريس في بريد رئيس مجلس السيادة د/ أشرف الريس

#صالون_الريس
في بريد رئيس مجلس السيادة
د/ أشرف الريس
السبت ١ / ٣ / ٢٠٢٥م
أعزائي القراء الكرام تحيةً واحترام وبسم الله نبدأ الكلام…. يواجه السودان اليوم تحديات كبرى تتطلب حلولًا جذرية ومبتكرة، خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية والسياسية المتلاحقة. ومع ذلك، فإن البلاد تمتلك كنزًا ثمينًا يمكن أن يكون مفتاح النهضة إذا ما أُحسن استغلاله ألا وهم الشباب المبدعون. فالمستقبل لا يُبنى إلا بالعقول المستنيرة والأفكار الخلاقة، وأي إهمال لهذه الفئة قد يقود السودان إلى هاوية الانهيار.
فالابتكار: مفتاح النهضة السودانية والعالم اليوم يسير بخطى متسارعة نحو اقتصاد المعرفة، حيث لم تعد الموارد الطبيعية وحدها كافية للنهوض بأي دولة، بل أصبحت العقول هي المورد الحقيقي. وفي السودان، نجد أن الشباب يمتلكون قدرات إبداعية هائلة، سواء في مجالات التكنولوجيا، الزراعة، الطاقة المتجددة، أو حتى الفنون وريادة الأعمال. ومع ذلك، يواجهون عقبات كبيرة، أبرزها غياب الاهتمام والدعم الحكومي، وضعف البنية التحتية، وندرة الفرص التمويلية.
إن دولًا مثل سنغافورة ورواندا حققت نهضتها من خلال التركيز على الابتكار والتعليم، وهذا ما يجب أن يستلهمه السودان. فبدلًا من الاعتماد فقط على الموارد التقليدية مثل الذهب والزراعة، يمكن الاستثمار في العقول، من خلال إنشاء حاضنات أعمال، وتمويل المشاريع الناشئة، وتحفيز البحث العلمي والابتكار، والاختراع.
لا يمكن تحقيق النهضة دون سياسات داعمة للمبدعين. على الحكومة السودانية أن تعي أن الاستثمار في الشباب هو استثمار في المستقبل، وذلك عبر:إصلاح التعليم والتحول نحو نظام تعليمي يشجع على التفكير النقدي والإبداعي، بدلًا من التعليم التقليدي الذي يعتمد على الحفظ والتلقين.
دعم ريادة الأعمال: توفير حوافز للشركات الناشئة، ومنح تمويلات ميسرة لرواد الأعمال، خاصة في القطاعات التكنولوجية والطاقة النظيفة .
تهيئة بيئة بحث علمي حقيقية: دعم الجامعات ومراكز الأبحاث وربطها بسوق العمل، لضمان إنتاج حلول محلية لمشاكل السودان.
إنشاء منصات لدعم الشباب: مثل المنتديات والمسابقات التي تشجع الأفكار المبتكرة وتوفر فرص الاحتضان لها.
إن إهمال الشباب هوالطريق إلى الانهيار، فإن إهمال هذه العقول يقود إلى كارثة محققة. فالشباب الذي لا يجد بيئة حاضنة لإبداعه سيلجأ إلى الهجرة، أو يقع فريسة للإحباط والتطرف والعنف أو الاستغلال فيكون طعنة في خاصرة الدولة. وتشير الإحصاءات إلى أن السودان يفقد سنويًا آلاف الشباب الموهوبين الذين يهاجرون بحثًا عن فرص أفضل، ما يُضعف القوى العاملة الوطنية ويؤدي إلى استنزاف العقول.
كما أن غياب الابتكار والتطوير يعني استمرار الأزمات الاقتصادية، وارتفاع معدلات البطالة، وزيادة الفجوة بين السودان وبقية الدول التي تسير بسرعة نحو المستقبل. إذا لم تتحرك الدولة الآن، فإن التدهور سيكون أسرع مما نتخيل.
وأقول ختامًا السودان اليوم يقف عند مفترق طرق: إما أن يستثمر في شبابه ويطلق العنان لإبداعهم، أو يواصل إهمالهم فيسير نحو الانهيار الحتمي. الفرصة لا تزال قائمة، لكن الوقت يمر بسرعة، وإذا لم يتم اتخاذ خطوات جادة، فقد يكون الأوان قد فات.
إن النهضة ليست مجرد شعارات، بل هي خطط واستراتيجيات تستند إلى العقول قبل الموارد، والشباب السوداني قادر على تحقيق المستحيل متى ما وجد البيئة الحاضنة لأفكاره وطموحاته. فهل نغتنم الفرصة أم نتركها تضيع كما ضاعت فرص كثيرة من قبل؟

#من_اجل_صناعة_مجد_السودان
تحياتي
د /أشرف الطاهر حماد
الأمين العام للجهاز الشعبي لنهضة السودان

Exit mobile version