Site icon المجرة برس

“بسكـوتـة نـاعمـة في قلب أعزل” .. منتصر منصور

هذه الفتاة كرمة..
تغتالني عناقيدها الندية..
يسكرني عصيرها، عبيرها، عطرها..
أحياناً أخون الرجل داخلي ، كانت كخمر يتعتق كل يوم..
(عندما يتحدث ا لرجل عن الطقس، اعلم أنّه يمر بتجربة حب خائبة، فتوقف عن الحديث عن النساء) توقف صديقي عن الحديث بغتةً ، وأوقفني عنه.
هي قشدة قهوتي ، كيف يكف الرجل عن القهوة والحب..

يهدر المطر غزيراً ،كرواية محتشده التفاصيل وملهمة ، انتظر نهايتها بشغف لميقات حبيبة ،قلبي متأنق ، ابتسامتي مزهوة وعشب روحي أخضر..
ماذا اخترت سيدي سالتني تلك الفتاة؟
كان الحساء منتهيا ،كواجب مدرسي ، حياتي غير عقلانية ومتشككة ، وفتاتي قصيرة الأمد ،شفتاي تجد الضحكة في أكثر الاماكن غرابة.
بقدر ماتبدو الأشياء غريبة ومستحيلة ، تبدأ خيوط الملل بالظهور (يهمس لي الرجل داخل عقلي).
عيناها ترمش ببطء ، سحابه تخفي الشمس حينا ، ويبزغ بؤبؤها عنوة ، يترهل الأحساس ،تتمرجح اشياء داخلها ، همست انعقد لواء للفراش ..وانثالت جدائل الخريف المتبرجة ،فاح الشجو وقلبي غير محصّن ..
يسألني عن تلك الصديقه التي قابلها علي الانترنت وقابلتها علي الحقيقه..
فيسبوك يبدو كحفل تنكري لم يكن مدعو اليه أحد، لا يمكن لاحد طردك ، وجهك مخفي ،تفاصيلك ،سنك ،عملك ومزاجيتك ،فقط عليك الرقص والدوران، احتساء المشروب ،والخروج بصحبة فتاة غير التي اتت معك.
تتركها قبل ان تفرغ اول كيس بقالة للقمامة.
ماذا دهي العالم؟
هي تردد كلماتها كوالدة تعيد تحفيظ صغيرها ، وأنا أبدو ساهماً ولا أحفل بما أخوضه ، كنت أصيب قلبها ، أصب شيكولاتة علي بسكوتة صغيرة ، أعض اصبعها الصغير.. هي ناعمه من الخارج هشه من الداخل ، معها (تحلو المشاركه) ايضا..
أعلم أنِّي أبدو مجنوناً ، يصنع الإرباك ، أوزعه علي شغفها الحار ، كعبوة شاي لبتون ،مغموسة ، وافرغه بمولارية خاصة ،أسحبه أجعلها تنتعش ، ويبقي طعم مر ، ابدو شريراً الآن.. وتبدو حلوة بسكر..
انظري اليه ،لا تحدقي في عينيه البنيتان.. فانا لست مسئولاً عن ماسيحدث لك ، حتي لاتقفزي للمستوي الثاني ،وتتارجحي.. هكذا يخاطبها في عقلي ويستدير موجها حديثه (ذلك الآخر هنا يبدو مقيتاً)
ان تعيش حياتك علي دراجه ،تعتمر خوذه ،افضل من باص يضج ،كثير المحطات ،علي ظهره دعايه غبيه لشركة ما تسهم في سلبك اسباب الحياه..

قال صديق نائي القلب ، يخبئ نايه بين اجمة سيدات ، يبدو حاذقاً ، يعرف متي يدحرج ابتسامته ويصيب بها بولينج قلوب كثيرة، اجعل سقف اشواقك قصيرا حتي تعبر اليك العذاري ،عندما تتذرع بالانشغال ، ناضل بقوة لحضانة روحك فانت الأحق بكل فكرة يعملها خيالك تصادف الواقع..
كانت الحياة مكررة كبريد صوتي ، تتحول بعدها لمستمع جيد لترهات الغير.
تبدأ في تقطيعك كبيتزا وقضمك.. يبدو أكل البيتزا ملهماً كما قال صديقي الغائب لوجه الانسانية ومبادراتها التي لا تنتهي..
العشق مبادرة ، منتظم كممارسة يوجا ، تتقطع الأنفاس أحيانا ، لتعطى لشغف ، حتي يسيل ماء الرأس عرقاً او تخليقاً …
يسألني
هل خصرها منحوتاً ..؟
لم نصل لتلك اللحظه…
كان يتحدث كموسيقي ، يلوٌح بتفاصيل فتاة اخري ، حتي ماج اللحن في راسي،
حسنا.. هي كذلك…
افرغت صبري ودلقت قارورة باردة ،ووقفت..
كنت كمن ينقذ وردة من العطش ، ويحفظ نكهتها لتعود للبستان ، فارهه بلونها ، ينتظرها عطر جرئ ، وقبلات…
مابين خوض مغامرة ما والخوف من الايذاء شعرة تفكير يقطعها العزم او التهور، كان صديقي يتحدث كسياسي ،منحته بزته الرسميه، مظهرا راسماليا فجاً ،هو يعرف كرهي لاؤليك الليبرالين المتشدقين حدجته ،فصمت..
كانت فتاتي تعشق الثورة ، واللون الأحمر ، كانت تسدل ملابسها ، وتبدو حريصة علي مكياجها ، وانا لن أجرؤ علي افساده ، ستغضب ،تركتها تتحدث عن نفسها ،واوقفت محطة صديقي الاذاعية، وأنصت لكتاب خديها المفتوح علي كم سطر ولون..وتشكيل حاذق..
لم يدر احدهما انه يتحدث عن الاخر ، تركتهما يتحدثان بحريه ، كنت رابطا ، اصنع رؤياهما ،ثقتهما ،كان الوقت صديقي الذي يجمعني بصديق رائع ،وانثي
رهيفة واليقه…
كان الرجل الاخر يقف في جانب ،وانا في جانب آخر ، ينظرني ، يسير لاعلي كمصعد الي افكاري ، كانه يشير بيديه ،ويقول
سنلتقي لاحقا ، انا مربك الآن..
صديقي يبدو سعيداً كمن حصل علي حسم مناسب من المطعم ،بعد ان دفع فاتورة ، غيابه عني ، كنت اتبع قلبي ، واعبر بين الجموع ، احمل ذكرياتي الخاصه ، حواري مع فتاه تسير بقربي.. اشعرتني بالتوازن ،منذ ان تركنا علي كرمة ،قبله معلقه معها ، يبدو زهرها ارجوانيا ، وفاقعا ايضا ، ننتقل من عالم لاخر
انفاس صديقي تتوقف… حين اتحدث عن الحب ،في طقس مناسب اسمه فتاه خمريه…!
صديقي الآن يرحل مع فتاة تدعمه ابتسامتها…
الرجل الاخر ، يشد علي يدي مودعا لاعلي ، وانا… ممسكاً اسفل يد حبيبتي…

Exit mobile version