والكورعة لغير الناطقين بها هي لهط الكوارع ، و هي عبارة عن وجبة تتكون من اقدام الضأن، العجول أو البقر ويشمل ذلك جزء من الساق الملفوف و(الضلوف)، تسلق في ماء تبلغ درجة حرارته حرارة السوق، ثم تترك في النار بعد اضافة ما تيسر من بصل”لمن استطاع اليه سبيلا” و توم و جزر و حتى البقدونس ذو الوجاهة والوقار لمدة تقارب مدة أقامة أولئك (الجماعة) فينا، فاذا ما استوت و صارت لزجة كخطاب السياسيين، و مدهنة زلقة كإنتهازي لا يتورع عن بيع امه في سبيل الوصول، تركت قليلا حتي يتم تقطيع (الرغيف) و كأنه وطن بلا وجيع , قطعا لا تتساوى طولا و لا عرضا، وجعلت في (قدح) كبير يشابه ذاك الذي كان يتوسط قصائد المدح ، بعده يرش الممزق المجموع علي شاكلة الحوار المزعوم، بالشوربة الملتهبة النزقة كمزاج موظف في منتصف الشهر، حتي اذا ما أصبح الخبز مبتلا وصار كمن ذهب ليخطب فعقد قرانه فصار لا هو بالعازب و لا هو بالمتزوج؛ جعل في أعلي الخبز كتل اللحم بسيقانه المبتورة من أثر الغام حرب السكاكين الاولي والثانية، و جعلت الشطة و البصل في قالب منفصل لفتح الشهية التي تحتاج مفتاحا (انجليزيا) لفك صواميلها التي (قرطتها) فواتير العلاج ومصاريف المدارس والجمرة الخبيثة التي تحوي الماء منها و الجافة، وحتي مصاريف الغسيل والمكوة لما اهتري من (دلاقين) تستر الجسد وتفضح رقة الحال. جعل تلك الفتة بلحومه و بقية ملحقاته في صينية أو في الارض بحسب عدد الأمة المحتشدة لمهرجان اللهط، فان قام أحدهم بتمزيق اللحم، ومص العضم حتى نخاعه، وازدراد الفتة ازدرادا، وعبَّ الشوربة عباً قيل أنه تكورع، و للكورعة مدارس راسخة في القدم، و قد وجدت مخطوطات استخرجت من قبور ما، بذات الوقت الذي نبش فيه الغراب الارض ليرينا كيف نواري سوءاتنا، ما جعل مثقفي بلادي يستدلون وهم يداعبون “خصل التوتر من رؤوسهم علي وجود الكورعة الكلاسيكية منذ ذاك التاريخ، وسنحدثكم لاحقا عن مدارس الكورعة الحديثة . اما الكركدة فهي لازمة فرضتها تقاليد الكورعة التقليدية المتبعة في نواحي عدة من المناطق المتكورعة، و الكركدة هي أن تحتسي منقوع نبات الكركدي الاحمر كشعار ذاك النادي دون انحياز لأية جهة سياسية او دينية، مخلوطا بالسكر الذي سرق حلاوته من ثغر حبيبتي التي لن اخبركم عنها هنا وسط كل تلك الروائح , مع قليل من الثلج البارد كمشاعر الحكام هذه الايام , تكورع ثم تكركد و تجشأ ملء كرشك و نم , ففي الغد ستتحسس جيبك و ستنتحب.