د. كاستيلو قرنق : تاسيس ولايات جديدة مرتبط بتكاليف مالية كبيرة سيدفعها المواطن في النهايةليس بالضرورة ان يكون لأي اثنية ولاية بل يمكنهم التشارك في ولاية واحدة
لهذه الأسباب استباب الأمن في البحر الاحمر ذو أهمية حيوية بالنسبة لإقتصاد جنوب السودان.
خطة أمريكية قديمة قدمت لي تشمل بناء خط انابيب بترول يبدأ من السعودية
علاقاتنا جيدة مع السعودية وليس بمستغرب ان تؤرق الحرب في اليمن القيادة الجنوبية
رئيس الحركة الوطنية لجنوب السودان الموقعة على اتفاقية السلام المنشطة د. كاستيلو قرنق رينج لوال، يعتبر من القادة الجنوبيين المهمومين بقضية الامن والسلام والاستقرار في دولة جنوب السودان ، وهو أحد القادة الذين ظلوا يقومون بتحركات واسعة من أجل تنمية وتطوير الدولة الجنوبية، ورفع مستويات المعيشه لدي المواطن فيها.
عدد من الأسئلة الملحة تم طرحها عليه، تتعلق بزيادة عدد الولايات في دولة جنوب السودان، وانعكاسات زيادة تلك الولايات علي الاقتصاد، وعلي انسان الجنوب، بجانب امن البحر الاحمر واهميته الاستراتيجية لدولة جنوب السودان.
د. كاستيلو، بداية نرجو ان توضح المشاكل الأساسية التي تواجه تكوين عدد الولايات في دولة جنوب السودان ؟
المشكلة الأساسية الآن في قضية عدد الولايات، وهي مرتبطة بالأمكانيات المالية و تعداد سكان كل ولاية علي حدا، وأنه لا بد من الشرح الكافي للمواطن لكي يتفهم بأن تأسيس الولاية الجديدة؛ مرتبط بتكاليف مالية كبيرة سيدفعها المواطن في النهاية، او ستخصم من حسابه من موارد التنمية، واننا في جنوب السودان لا توجد لدينا خبرة ذاتية تجعلنا نفهم كيفية إدارة النظام الفدرالي.
ففي كل الأنظمة الفيدرالية لا تدفع الحكومة الفدرالية المركزية كل تكاليف تسير الولاية، المتمثلة في مرتبات أعضاء البرلمان الولائي والحكومة الولائية والشرطة وكل المتطلبات الأخرى مثل التعليم والصحة وغيرها، لان كل هذه التكاليف تدفعها الولاية بإمكانياتها الذاتية، وتساهم الحكومة الفيدرالية المركزية في دفع تكاليف قوات حرس الحدود، والشرطة الجنائية الفيدرالية، وبعض المشاريع الأنمائية، كما ان النظام الفدرالي لا يعني زيادة او تقسيم الحكومة الفدرالية لحكومات ولائية صغيرة، كما هو الحال في جنوب السودان اضافة الى تكاليف تسير الحكومات على الحكومة الفدرالية .
هذه الأموال التي تذهب الى الحكومة الفدرالية الكثيرة تسحب من موارد التنمية ، بما يعني بأن الدولة في النهائية تعمل على خلق مناصب لأحتواء الطبقة العليا الحاكمة، بدلاً من توسيع المشاريع التنموية للمواطن العادي، والتجربة الكينية بمثابة عبرة لكل من يريد زيادة عدد الولايات الى ما فوق طاقة تحمل الدولة ، والكينيون الأن بدأو في المراجعة والنقاش حول تقليل عدد الولايات لأنها تفوق 40 ولاية، وهي مكلفة في تسير دولاب الدولة، بالأضافة الى زيادة نسبة الفساد المالي. فمن المعروف بإن كل ما قل عدد الولايات في الدول النامية، زادت مواردها المالية اكثر، وبالتالي تذهب هذه الاموال الي خدمات الى التعليم والصحه والمشاريع التنموية الاخرى .
اذن ماهي المشاكل التي يمكن ان تحدث في حال المضي في تقسيم الولايات في دولة كجنوب السودان؟
أود أن أقول ان الذين يطالبون بزيادة عدد الولايات أقل عدداً، وهذا لا يعني بإنهم ضد الحكومة او غير ديمقراطيين او غير وطنيين، فزيادة الولايات بدون موارد مالية موازية ستسبب في نهاية الأمر مشاكل سياسية جديدة، فالمراكز القديمة مثل اويل وقوقريال و بانتيو و بور لها بنيات اساسية، يمكن البناء عليها بدلاً من أن تبدأ الولاية الجديدة من الصفر وبحسبان الظروف المالية الحالية، فان هذا سيسبب معضلات عويصة لكثير من الولايات الجديدة، بالاضافة الى أن الولايات في حد ذاتها لا ترتبط بالأثنيات، فالنظام الفدرالي لا يستخدم لحل مشاكل الأثنيات بل لمحاربة التخلف وتقريب الأدارة الى المواطن. فالمانيا الثرية وهي من أغني الدول في العالم لها 16 ولاية، وعدد سكانها يفوق الـ 80 مليون نسمة، ولها قبائل متعددة تختلف في عاداتها ، فيمكن للأثنيات المتعددة ان تشارك في ولاية واحدة تكون لها في نفس الوقت مراكزها الخاصة لتركز فيها على الجوانب الثقافية.
اذا توفرت الامكانيات المالية هل ستكون هنالك مشكلة في زيادة عدد الولايات ؟
إذا كانت الأمكانيات المادية متوفرة والمؤهلات العلمية والأدارية موجودة، يمكن زيادة عدد الولايات الى ما فوق الأربعين او الخمسين ولاية ، ولكن أن تفعل ذلك دون مؤهلات ادارية علمية او مالية، فهذا سيؤدي حتماً الى فشل التجربة والعودة الى المربع الأول، والسؤال الأهم الذي يطرح نفسه هو أن كل من يتحدث عن الفدرالية عليه ان يسأل نفسه .. كيف تمول مثل هذا الأنظمة ؟
د. كاستيلو ، الحديث الان يدور حول الأمن القومي وأمن البحر الأحمر ، ماهي أهمية بالنسبة لدولة الجنوب ؟
أمن دول منطقة البحر الاحمر ذو أهمية قصوى بالنسبة لجنوب السودان فهو ما يربط ويقوي العلاقة بين المملكة العربية السعودية وجنوب السوان، هذا امر مهم جداً، حيث لاحظنا أن السفير السعودي على بن حسن جعفر بذل في الآونة الأخيرة جهود ذات اهمية كبرى بالنسبة لشعب جنوب السودان وحكومته، كما اتضح جليا في حفاوة الاستقبال التي حظي بها سفير المملكة في جوبا.
كما أن استباب الأمن ذو أهمية حيوية بالنسبة لاقتصاد جنوب السودان، الذي يعتمد اعتماداً كلياً على تصدير النفط على الممرات المائية للبحر الاحمر، وكل ما يؤثر سلباً على تصدير النفط يضر اضراراً مباشرا بأمن شعب جنوب السودان، إذ ليس من مخرج لايصال النفط الى الأسواق العالمية غير البحر الاحمر، والجنوب لا يملك موارد أخرى في الوقت الحالي يمكنها ان تعوض عن فشل تصدير النفط .
هل تعتقد ان علاقات الجنوب مع السعودية ودول البحر الاحمر مهمة لجوبا مستقبلا ؟
أؤكد أن العلاقات مع السعودية والدول الأخرى مثل اريتريا و اليمن وحتى مصر، تصب في النهاية في رفع مستوى المعيشة واستباب الأمن في جنوب السودان و السودان معاً، ولذلك ليس من الغريب بان الحرب في اليمن تؤرق القيادة الجنوبية لأن باب المندب مخرج لصادرات الجنوب، والذين يظنون بأن الذي يحدث في اليمن لا يهمنا في شيء يقرأون الخريطة الجيوسياسية قراءة خاطئة، وأن تقربنا للدول العربية ليس مجرد مدعاة للشك بل قرأءة سياسية صحيحة ومفيدة للجانبين وقد وجدت القبول من قبل الدول الغربية، وأعجب بها السياسيون الذين تحدثت معهم بعد عودتي من افريقيا .
وتوجد خطة امريكية قديمة قدمت لي اثناء زيارتي للكويت، هذه الخطة تشمل بناء خط انابيب بترولية يبدا من السعودية مروراً باليمن وباب المندب ثم عبره الي اثيوبيا وجنوب السودان ماراً بافريقيا الوسطى والكاميرون الى المحيط الأطلسي.
ذكرت في حديثك بن هنالك خطة استراتيجية امريكية لبناء خط انابيب ماهو المقصود من هذه الخطة ؟
المقصود من هذا الخطة الإستراتيجية هو استمرار انسياب تصدير النفط السعودي، والجنوب السوداني، والسوداني الى الاسواق الغربية عبر المحيط الأطلسي، حتى ولو توتر الأمن في الشرق الأوسط للأسباب التي نعرفها جميعنا ، وطالما هذا الخط لم يتم بناءه بعد، فإعتمادنا الأوحد الأن لتصدير النفط وصادرات السودان الأخرى والأستيراد يعتمد اعتمادا كليا على أمن البحر الاحمر.
وهذا رداً على من سالوني في الأونة الأخيرة عن أهمية علاقات جنوب السودان والمملكة العربية السعودية، هذا الى الجانب الروحي والأنساني أذ يوجد في جنوب السودان أيضاً عدد مقدر من المسلمين بما في ذلك مستشار الرئيس سلفاكير الشيخ جمعة سعيد للشؤون الدينية والشيخ عبد الله برج الأمين العام للمجلس الإسلامي بدولة جنوب السودان فعلاقاتنا مع جيراننا لا تعتمد اعتمادا كليا على المصالح الاقتصادية ويجب علينا الا نتجاهلها ايضا وما يهم جنوب السودان لا بد ان يهم السودان أيضاً فصادرتنا النفطية تمر عبرة الأراضي السودانية وميناء بشائر على البحر الاحمر.
عدد من الأسئلة الملحة تم طرحها عليه، تتعلق بزيادة عدد الولايات في دولة جنوب السودان، وانعكاسات زيادة تلك الولايات علي الاقتصاد، وعلي انسان الجنوب، بجانب امن البحر الاحمر واهميته الاستراتيجية لدولة جنوب السودان.
ففي كل الأنظمة الفيدرالية لا تدفع الحكومة الفدرالية المركزية كل تكاليف تسير الولاية، المتمثلة في مرتبات أعضاء البرلمان الولائي والحكومة الولائية والشرطة وكل المتطلبات الأخرى مثل التعليم والصحة وغيرها، لان كل هذه التكاليف تدفعها الولاية بإمكانياتها الذاتية، وتساهم الحكومة الفيدرالية المركزية في دفع تكاليف قوات حرس الحدود، والشرطة الجنائية الفيدرالية، وبعض المشاريع الأنمائية، كما ان النظام الفدرالي لا يعني زيادة او تقسيم الحكومة الفدرالية لحكومات ولائية صغيرة، كما هو الحال في جنوب السودان اضافة الى تكاليف تسير الحكومات على الحكومة الفدرالية .
هذه الأموال التي تذهب الى الحكومة الفدرالية الكثيرة تسحب من موارد التنمية ، بما يعني بأن الدولة في النهائية تعمل على خلق مناصب لأحتواء الطبقة العليا الحاكمة، بدلاً من توسيع المشاريع التنموية للمواطن العادي، والتجربة الكينية بمثابة عبرة لكل من يريد زيادة عدد الولايات الى ما فوق طاقة تحمل الدولة ، والكينيون الأن بدأو في المراجعة والنقاش حول تقليل عدد الولايات لأنها تفوق 40 ولاية، وهي مكلفة في تسير دولاب الدولة، بالأضافة الى زيادة نسبة الفساد المالي. فمن المعروف بإن كل ما قل عدد الولايات في الدول النامية، زادت مواردها المالية اكثر، وبالتالي تذهب هذه الاموال الي خدمات الى التعليم والصحه والمشاريع التنموية الاخرى .
كما أن استباب الأمن ذو أهمية حيوية بالنسبة لاقتصاد جنوب السودان، الذي يعتمد اعتماداً كلياً على تصدير النفط على الممرات المائية للبحر الاحمر، وكل ما يؤثر سلباً على تصدير النفط يضر اضراراً مباشرا بأمن شعب جنوب السودان، إذ ليس من مخرج لايصال النفط الى الأسواق العالمية غير البحر الاحمر، والجنوب لا يملك موارد أخرى في الوقت الحالي يمكنها ان تعوض عن فشل تصدير النفط .
وتوجد خطة امريكية قديمة قدمت لي اثناء زيارتي للكويت، هذه الخطة تشمل بناء خط انابيب بترولية يبدا من السعودية مروراً باليمن وباب المندب ثم عبره الي اثيوبيا وجنوب السودان ماراً بافريقيا الوسطى والكاميرون الى المحيط الأطلسي.
وهذا رداً على من سالوني في الأونة الأخيرة عن أهمية علاقات جنوب السودان والمملكة العربية السعودية، هذا الى الجانب الروحي والأنساني أذ يوجد في جنوب السودان أيضاً عدد مقدر من المسلمين بما في ذلك مستشار الرئيس سلفاكير الشيخ جمعة سعيد للشؤون الدينية والشيخ عبد الله برج الأمين العام للمجلس الإسلامي بدولة جنوب السودان فعلاقاتنا مع جيراننا لا تعتمد اعتمادا كليا على المصالح الاقتصادية ويجب علينا الا نتجاهلها ايضا وما يهم جنوب السودان لا بد ان يهم السودان أيضاً فصادرتنا النفطية تمر عبرة الأراضي السودانية وميناء بشائر على البحر الاحمر.