asa194@psu.eduشاهدت عبر (الأسافير) حوارا تلفزيونيا أجرته قناة (ام درمان) الفضائية مع د. محمد محي الدين الجميعابي، الكادر الإسلاموي وأحد حواريي الراحل د. حسن الترابي، زعيم الجبهة الإسلامية السودانية سابقا. بدأ الجميعابي مذهولاً من شعارات الثورية السودانية، وشعار (أي كوز ندوسو دوس) على وجة التحديد. وشاركه في ذلك صلاح قوش، مسؤول الأمن في تنظيم الجماعة الإسلاموية السودانية السابق ورئيس جهاز أمن النظام حتي سقوطه المدوي في أبريل من العام الماضي. إذ صرح قوش لـصحيفة (الإنتباهة) شعار (اي كوز ندوسو دوس) إقصائي! مؤكدا على أنهم- نظام الإنقاذ- كانوا يعاملون المعارضين بصورة كريمة! ولم يقوموا بالمساس بأسرهم طيلة فترة حكمهم!
الجميعابي وقوش يتساءلان- وببراءة الحملان- عن سبب كراهية الشعب لهم- اي الحركة الإسلامية- مثلما تساءل الجنود الأميركيين الذين ضللهتم قيادتهم عند غزو العراق في فجر 19 مارس 2003، إذ قيل لهم أن الشعب العراقي سيستقبلهم بالورود، ولكنه تفاجئوا بمقاومة شرسة وكراهية غير مستترة للوجود الأميركي في بلاد الرافدين. وعلى نفس النسق، ولإنعاش ذاكرة الجميعابي وقوش- كما تقول أغنية المطربة هدى سلطان: ان كنت ناسى افكرك!
في البدء، شعب السودان يكن للأسلامويين الإحترام في أشخاصهم ولكن أفكارهم وفسادهم موضع حربهم- كما قال الأستاذ الشهيد محمود محمد طه من قبل- والدليل على هذا أن الديكتاتور البشير وزمرته لا زالوا على قيد الحياة ولم يطالهم مصير القذافي وصدام وغيرهم من الطغاة. من أين اتى شعار (اي كوز ندوسو دوس)؟ والإجابة على هذا السؤال لكل السودانيين معروفة، ولو راجع الجميعابي وقوش تجربتهما في الحكم لثلاثة عقود خلت لتوصلوا لما توصل له شعب السودان. سانعش ذاكرة قوش والجميعابي قليلا لتسهيل أمر المراجعة عليهما.
عند إذاعة البيان الأول لإنقلاب تنظيمهما على الحكومة الديمقراطية في فجر 30 يونيو 1989م قاموا بحل كافة الأحزاب ومصادرة دورها ووممتلكاتها وإلقاء القبض على كل قادة المعارضة وإيداهم سجن كوبر. وتلى ذلك الإحالة للصالح العام لكل من لا ينتمي لتنظيم الجبهة الإسلاموية، وأحيل الآلاف من الخدمة المدنية والجيش والشرطة والأمن، وحل مكانهم كوادر تنظيم الأخوان المسلمون. في 30 نوفمبر تعرض البروفيسور الجليل الدكتور فاروق محمد أبراهيم للإعتقال والتعذيب الوحشي من قبل بكري حسن صالح ونافع على نافع- الأخير كان تلميذه في جامعة الخرطوم. وحكى بروفيسور فاروق عن تعذيب وحشي وإغتصاب تم للمهندس بدر الدين إدريس، موظف يعمل بوزارة الإسكان. في اللقاء المشار إليه قال الجميعابي أنه في فترة وجوده معتمدا لولاية الخرطوم لم يساعد في أعتقال أحد ولكنه سمع ببيوت الأشباح! دعني أقص عليك قصة الشاب بدر الدين نقلا عن بروفيسور فاروق في حوارا له مع الشاعر بشرى الفاضل. قال بروفيسور فاروق (تجد رابط الحوار كاملا أدناه): تعرض ذلك الشاب لتعذيب لا أخلافي شديد البشاعة، ولم يطلق سراحه إلا بعد أن فقد عقله وقام بذبح زوجته ووالدها وآخرين من أسرته.
ذاك الشاب تم إغتصابه مرارا وتكرارا، ولإذلاله كان ضابط الأمن الأسلامويين المتوضئون بدم شهدائنا عبر (ظلال في الطريق) كانوا ياتون أمام كل المعتقلين رافعين ملابس بدر الدين الداخلية يصيحون باعلى صوت: من نسى “لباسه معنا؟” هل بعد ذلك يحق لك أن تسال لماذا يكرهوننا؟! الغريب في أفاداتك أنك اخليت مسئوليتك عن كل شئ، ربما لا تقع عليك المسؤولية الجنائية ولكن حتما تقع عليك المسؤولية السياسية والأخلاقية بصفتك مسؤولا عن سلامة اهالى الخرطوم في ذلك الوقت بصفتك معتمدا للخرطوم وأميرا للجماعة الإسلامية بالولاية. في محاكمات نورمبرغ لقادة النظام النازي التي شكلها الحلفاء، سُئل أحد الأطباء الذين كانوا يعملون مع هتلر، على الرغم من أنه لم يتولى منصبا سياسيا مثلك، إن كان يعلم مسبقا أن ما كان يقوم به هتلر سيؤدي لتلك النتائج الكارثية، رد عليهم ببسالة وإستقامة أخلاقية: مثلي لا يُسال ذلك السؤال! لاني حتما كنت أعلم ما سيؤول إليه النظام النازي. فهو كان يشير إلى أنه يعلم ذلك لان تأهيله العلمي يتيح له المعرفة مسبقا ما ستؤول إليه الأوضاع. متي تاتيك الشجاعة الأخلاقية أنت وصاحبك قوش أن تقرا أمام الملا بمسئوليتكما- ولو أخلاقيا- عن النتائج الكارثية للنظام الذي اسهمتما في إقامته؟! والاعتذار لشعبنا عن ما أقترفت أيديكما.
أما عن فرية قوش وعدم مساسهم بأسر المعارضين، فاسمحوا لى أن احكي قليلا مما حدث لي شخصيا- وبكل تاكيد ما حدث لي ولآخرين وأخريات لا يساوى مثقال ذرة مما حدث لشهدائنا وشهيداتنا وجرحانا. في صيف 1998 كنت من صغار السن ، ذهبت لمعسكر الدخينات لقضاء الخدمة الإلزامية ثم الذهاب للجامعة بعد ذلك نظرا لأنني من صغار السن. على الرغم من اصرار أفراد أسرتي على عدم الذهاب لمعرفتهم بوحشية النظام، ولكنني صممت على الذهاب أملا في قضاء فترة التدريب الإلزامي حتي أتمكن من اكمال تعليمي الجامعي. لم أكن- ولا زلت- لا أنتمي لاي تنظيم أو حركة مسلحة أو سلمية. عند وصولي للمعسكر سارت الأمور بصورة طبيعية، ولكن بعد صلاة الظهر، جاء أحد الأشخاص بزي عسكري كامل وعرف نفسه بانه يتبع للإستخبارات في المعسكر ويريدني الذهاب معه. ذهب معه إلى خيمة منصوبة على أطراف المعسكر، وجدت فيها أربعة أو خمسة شباب أخرين في كامل زيهم العسكري. كانوا يحملون هراوات طويلة من الخشب، طلبوا مني الجلوس في منتصف الخيمة. قام أحدهم بأخذ حبل وإحكام وثاقه حول رقبتي وربط الطرف الآخر في أعلى الخيمة، وقال لي انهم سيقومون بشنقي نظرا لانني شقيق فلان! ألم تسمع يا قوش بقوله سبحانه وتعالى: “ولا تذر وزارة وزر أخرى”.! فكان ردي أن الخيرة في ما أختار الله! ولم أرى بعدها سوى أنقضاض نفس الشخص على باللكم والضرب في الرأس بتلك الهراوة مستنكرا إيماني بالله!! أيقنت وقتذاك أن هؤلاء الصبية يعتقدون أن الإسلام دخل السودان في 1989!! أستمر التحقيق والضرب والشتم إلى صلاة العصر، وطلب مني الرساليون الصلاة بهم للتاكد من إسلامي! ففعلت! كنت بين مكذب ومصدق لإفعالهم. أفلح الترابي وصحبه في تجييش بعض الشباب وإيهامهم أن ما يقومون به يقربهم إلى الله زلفى! وما حدث بعد ذلك يطول ذكره. ولكن يا قوش سردت لك ما حدث لي شخصيا لاؤكد على كذب روايتك.
بلادنا يا الجميعابي وقوش لن تقبل بعد اليوم بفاشية جديدة متسربلة بإسم الله أو بإسم المؤسسة العسكرية، وعليكما التصالح مع شعبنا والاعتذار له دون أدني مواربة. وسنقتص منكم جميعا عبر المحاكم لان ما فعلتموه بشعبنا يندي له الجبين ولا تقبله أي شريعة سوى كانت سماوية أو وضعية.
الجميعابي وقوش يتساءلان- وببراءة الحملان- عن سبب كراهية الشعب لهم- اي الحركة الإسلامية- مثلما تساءل الجنود الأميركيين الذين ضللهتم قيادتهم عند غزو العراق في فجر 19 مارس 2003، إذ قيل لهم أن الشعب العراقي سيستقبلهم بالورود، ولكنه تفاجئوا بمقاومة شرسة وكراهية غير مستترة للوجود الأميركي في بلاد الرافدين. وعلى نفس النسق، ولإنعاش ذاكرة الجميعابي وقوش- كما تقول أغنية المطربة هدى سلطان: ان كنت ناسى افكرك!
في البدء، شعب السودان يكن للأسلامويين الإحترام في أشخاصهم ولكن أفكارهم وفسادهم موضع حربهم- كما قال الأستاذ الشهيد محمود محمد طه من قبل- والدليل على هذا أن الديكتاتور البشير وزمرته لا زالوا على قيد الحياة ولم يطالهم مصير القذافي وصدام وغيرهم من الطغاة. من أين اتى شعار (اي كوز ندوسو دوس)؟ والإجابة على هذا السؤال لكل السودانيين معروفة، ولو راجع الجميعابي وقوش تجربتهما في الحكم لثلاثة عقود خلت لتوصلوا لما توصل له شعب السودان. سانعش ذاكرة قوش والجميعابي قليلا لتسهيل أمر المراجعة عليهما.
عند إذاعة البيان الأول لإنقلاب تنظيمهما على الحكومة الديمقراطية في فجر 30 يونيو 1989م قاموا بحل كافة الأحزاب ومصادرة دورها ووممتلكاتها وإلقاء القبض على كل قادة المعارضة وإيداهم سجن كوبر. وتلى ذلك الإحالة للصالح العام لكل من لا ينتمي لتنظيم الجبهة الإسلاموية، وأحيل الآلاف من الخدمة المدنية والجيش والشرطة والأمن، وحل مكانهم كوادر تنظيم الأخوان المسلمون. في 30 نوفمبر تعرض البروفيسور الجليل الدكتور فاروق محمد أبراهيم للإعتقال والتعذيب الوحشي من قبل بكري حسن صالح ونافع على نافع- الأخير كان تلميذه في جامعة الخرطوم. وحكى بروفيسور فاروق عن تعذيب وحشي وإغتصاب تم للمهندس بدر الدين إدريس، موظف يعمل بوزارة الإسكان. في اللقاء المشار إليه قال الجميعابي أنه في فترة وجوده معتمدا لولاية الخرطوم لم يساعد في أعتقال أحد ولكنه سمع ببيوت الأشباح! دعني أقص عليك قصة الشاب بدر الدين نقلا عن بروفيسور فاروق في حوارا له مع الشاعر بشرى الفاضل. قال بروفيسور فاروق (تجد رابط الحوار كاملا أدناه): تعرض ذلك الشاب لتعذيب لا أخلافي شديد البشاعة، ولم يطلق سراحه إلا بعد أن فقد عقله وقام بذبح زوجته ووالدها وآخرين من أسرته.
ذاك الشاب تم إغتصابه مرارا وتكرارا، ولإذلاله كان ضابط الأمن الأسلامويين المتوضئون بدم شهدائنا عبر (ظلال في الطريق) كانوا ياتون أمام كل المعتقلين رافعين ملابس بدر الدين الداخلية يصيحون باعلى صوت: من نسى “لباسه معنا؟” هل بعد ذلك يحق لك أن تسال لماذا يكرهوننا؟! الغريب في أفاداتك أنك اخليت مسئوليتك عن كل شئ، ربما لا تقع عليك المسؤولية الجنائية ولكن حتما تقع عليك المسؤولية السياسية والأخلاقية بصفتك مسؤولا عن سلامة اهالى الخرطوم في ذلك الوقت بصفتك معتمدا للخرطوم وأميرا للجماعة الإسلامية بالولاية. في محاكمات نورمبرغ لقادة النظام النازي التي شكلها الحلفاء، سُئل أحد الأطباء الذين كانوا يعملون مع هتلر، على الرغم من أنه لم يتولى منصبا سياسيا مثلك، إن كان يعلم مسبقا أن ما كان يقوم به هتلر سيؤدي لتلك النتائج الكارثية، رد عليهم ببسالة وإستقامة أخلاقية: مثلي لا يُسال ذلك السؤال! لاني حتما كنت أعلم ما سيؤول إليه النظام النازي. فهو كان يشير إلى أنه يعلم ذلك لان تأهيله العلمي يتيح له المعرفة مسبقا ما ستؤول إليه الأوضاع. متي تاتيك الشجاعة الأخلاقية أنت وصاحبك قوش أن تقرا أمام الملا بمسئوليتكما- ولو أخلاقيا- عن النتائج الكارثية للنظام الذي اسهمتما في إقامته؟! والاعتذار لشعبنا عن ما أقترفت أيديكما.
أما عن فرية قوش وعدم مساسهم بأسر المعارضين، فاسمحوا لى أن احكي قليلا مما حدث لي شخصيا- وبكل تاكيد ما حدث لي ولآخرين وأخريات لا يساوى مثقال ذرة مما حدث لشهدائنا وشهيداتنا وجرحانا. في صيف 1998 كنت من صغار السن ، ذهبت لمعسكر الدخينات لقضاء الخدمة الإلزامية ثم الذهاب للجامعة بعد ذلك نظرا لأنني من صغار السن. على الرغم من اصرار أفراد أسرتي على عدم الذهاب لمعرفتهم بوحشية النظام، ولكنني صممت على الذهاب أملا في قضاء فترة التدريب الإلزامي حتي أتمكن من اكمال تعليمي الجامعي. لم أكن- ولا زلت- لا أنتمي لاي تنظيم أو حركة مسلحة أو سلمية. عند وصولي للمعسكر سارت الأمور بصورة طبيعية، ولكن بعد صلاة الظهر، جاء أحد الأشخاص بزي عسكري كامل وعرف نفسه بانه يتبع للإستخبارات في المعسكر ويريدني الذهاب معه. ذهب معه إلى خيمة منصوبة على أطراف المعسكر، وجدت فيها أربعة أو خمسة شباب أخرين في كامل زيهم العسكري. كانوا يحملون هراوات طويلة من الخشب، طلبوا مني الجلوس في منتصف الخيمة. قام أحدهم بأخذ حبل وإحكام وثاقه حول رقبتي وربط الطرف الآخر في أعلى الخيمة، وقال لي انهم سيقومون بشنقي نظرا لانني شقيق فلان! ألم تسمع يا قوش بقوله سبحانه وتعالى: “ولا تذر وزارة وزر أخرى”.! فكان ردي أن الخيرة في ما أختار الله! ولم أرى بعدها سوى أنقضاض نفس الشخص على باللكم والضرب في الرأس بتلك الهراوة مستنكرا إيماني بالله!! أيقنت وقتذاك أن هؤلاء الصبية يعتقدون أن الإسلام دخل السودان في 1989!! أستمر التحقيق والضرب والشتم إلى صلاة العصر، وطلب مني الرساليون الصلاة بهم للتاكد من إسلامي! ففعلت! كنت بين مكذب ومصدق لإفعالهم. أفلح الترابي وصحبه في تجييش بعض الشباب وإيهامهم أن ما يقومون به يقربهم إلى الله زلفى! وما حدث بعد ذلك يطول ذكره. ولكن يا قوش سردت لك ما حدث لي شخصيا لاؤكد على كذب روايتك.
بلادنا يا الجميعابي وقوش لن تقبل بعد اليوم بفاشية جديدة متسربلة بإسم الله أو بإسم المؤسسة العسكرية، وعليكما التصالح مع شعبنا والاعتذار له دون أدني مواربة. وسنقتص منكم جميعا عبر المحاكم لان ما فعلتموه بشعبنا يندي له الجبين ولا تقبله أي شريعة سوى كانت سماوية أو وضعية.