الصراع بين مكونات المرحلة الانتقالية هل يقود الي فشلها ؟؟!
المجرة
تحليل سياسي ما كشفه سكرتير الحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب عن صراعاتٍ داخل السلطة. بقوله : ( الآن تتمّ في داخل السلطة صراعاتٍ كما كان يحدث في النظام البائد بين القوى الحاكمة في حد ذاتها وأصبحت تتكوّن مراكز قوى داخلها ) . كما جاء في تصريحاته لصحيفة السوداني ، يعتبر من التصريحات الخطيرة والشجاعة في الوقت نفسه ، وقد اكدت ما رشح من الكثير من التحليلات السياسية التي رأت ان هنالك خطب ما في تحالف اعلان قوى الحرية والتغيير ، الذي تمتد فسيفسائه من اقصى اليمين لاقصى اليسار ، ومع انه امر جيد وباهر ، ان يتخلق هكذا جسم او منظومة سياسية بالبلاد لما نجده فيها من عشم ، في تغيير الاوضاع المتدهورة في شتى المجالات ، الاقتصادية ، والقانونية ، و العسكرية ، والامنية ، و قضايا المواطنين واوضاعهم المعيشية ، وقضية السلام والعدالة الاجتماعية ، خاصة ان البلد تعيش اوضاعا استثنائية ، بواقع انتقالها من مرحلة الثورة الي مرحلة الدولة ، وبداية إعادة التأسيس . وبناء ما دمرته الانقاذ ، وهو دمار شامل ليس بمقدور حزب واحد ، ولا بمكنته او مكنة الحكومة لوحدها ان تحدث الاصلاح ، لهذا كان ( العشم ) والامل في هكذا تحالف عريض لانجاز كل هذه المهام ، ولكن تصريح الخطيب يؤكد تخوفات المشفقين ، وصواب المحللين السياسيين ، الذي قالوا ان هنالك خطب ما في هذا التحالف ، بدليل انه بعد مرور قرابة الستة شهور من عمر حكومة الفترة الانتقالية – والتي يعتبر تحالف ( قحت ) هو الحاضنة السياسية لها – لم يقدم معالجة حقيقية للاوضاع المأزومة بالبلاد ، بل ربما ازدادت تعقيدا واصبحت اكثر قتامة مما كانت عليه !! للدرجة التي يصرح فيها الخطيب بذلك ويزيد عليه : أنّ الوضع السياسي الراهن مهددًا لوحدة السودان. وقال إنّ الفترة الانتقالية تمضي في اتجاه هبوطٍ ناعم بلباس جديد من أركانه النظام البائد ممثلاً في المكوّن العسكري بمجلس السيادة بجانب ما أسماها بـ”برجوازية صغيرة” ليست لها مصلحة في تغيير تلك السياسات ) . وصابا جام غضبه علي محاولات ما سماه استبدال تمكين بتمكين وأشار إلى أنّ تعيين أشخاص من خارج الخدمة المدنية بحجة تفكيك التمكين خطأ مرفوض . كل هذه التصريحات تعكس حقيقة واحدة ، وهي عدم تماسك مكونات قحت ، او بالاحرى عدم تماسك كامل مكونات الفترة الانتقالية ، وهو السبب الاساس في عدم القدرة علي تغيير الاوضاع الي الافضل ، بصورة تنعكس علي حياة المواطنين وبنية البلاد وتطورها . وكان من المؤمل ان لاتعيش الفترة الانتقالية اي صراع للمكون الحزبي السياسي ، بحكم ماتواضعت عليه الوثيقة الدستورية من تعيين كفاءات ( تكنوقراط ) لاعلاقة لهم بالاحزاب ، التي يجب ان تعمل الي مابعد المرحلة الانتقالية ، وتجهز نفسها للتنافس الانتخابي عبر صناديق الاقتراع . الا انه فيما يبدو من كلام الخطيب ، ربما هنالك ما استعجل من هذه الاحزاب ، لحصاد مكاسب لايحوزها او يستطيعها عبر التنافس الحر الانتخابي . فعمل علي تأزيم المرحلة عبر الصراع والاستقطاب السياسي . ولئن جاءت تصريحات سكرتير عام الحزب الشيوعي من منطلق الشفافية ، ومحاولة وضع حزبه في خانة الموضوعية عبر النقد الذاتي ، الا انه ليس مبرأً البتة من تلوث هذا الصراع الدائر ، بل ربما هنالك من يحمله عبأه الاكبر ، بحيث اصبح بالنسبة لهم لايمثل سوى حالة نفسية اشبه بفصام دكتور جيكل في القصة الخيالية – لروبرت لوييس ستيفنسون ! . وعلي الرغم من انه اي الحزب الشيوعي من اكثر مكونات قحت انتقادا الا انه ايضا من افعلها مشاركة في اجهزة حكم الفترة الانتقالية بكوادره والمتعاطفين مع رؤيته وان لم يكونوا عبر قنواته الرسمية . وان ذلك يعكس مدى الاضراب وعدم التماسك الذي اصاب مكونات قحت واذا اضفنا اليه ما قاله مؤخرا القائد حميدتي في لقائه بقناة سودانية24 بتعثر الشراكة بين المكونين العسكري والمدني . نعلم مدي حجم الصراع الدائر بين جميع المكونات دون اي استثناء .!؟ فهل ترى تمضي الفترة الانتقالية رغم كل شئ الي غاياتها المرجوة ؟؟!!