ما الذي يمكن ان يحدثه ارتفاع الدولار الجنوني مقابل الجنيه السوداني في مقبل الأيام القادمة في الخارطة السياسة لحكومة حمدوك ؟ وهل سيؤدي ارتفاع الدولار إلي مضاعفة فشل وزير المالية ونشوب خلافات حادة مع الحاضنة السياسية لحكومة حمدوك “قحت”؟
وماذا يتوقع خبراء الإقتصاد بعدما تخطي الدولار حاجز (140) جنيها في السوق الاسود وتأثيره علي الامن الغذائي السوداني في ظل الأزمة الإقتصادية الخانقة ؟
حذر خبراء إقتصاديون من مغبة تجاهل حكومة حمدوك للواقع السياسي الإقتصادي التي يمر بها البلاد وتصاعد ارتفاع سعر الدولار بالسوق الموازي مقابل الجنيه السوداني الأمر الذي قد يؤدي إلي انهيار كامل للدولة السودانية برمتها كما انهار برج التجارة الدولية .
ويرى الخبير الاقتصادي حافظ اسماعيل ان الدولار سيرتفع إلي ما لا نهاية خلال الايام القادمة ولا احد يستطيع تحديد رقم معين يقف فيه الدولار مقابل الجنيه السوداني ما لم يعالج العجز الكلي في السياسية الاقتصادية.
وأكد الخبير حافظ اسماعيل أن السياسات الجزئية التي تتخذها حكومة حمدوك لا تؤدي الي حل الازمة الاقتصادية الحالية ولابد من إزالة كافة التشوهات حتي يتعافي الاقتصاد واذا لم يفعل وزير المالية سنصل الي مرحلة الانهيار الشامل والتدهور الكامل واستمرار المعاناة بصورة قاتلة.
وقال الخبير حافظ ان وزير المالية والاقتصاد الوطني وقوى اعلان الحرية والتغيير ليست لهما رؤية ولا تملك رؤية للخروج بالبلاد من الازمة الاقتصادية وأعرب عن دهشته ان يكون في الدولة اربعة اسعار مختلفة لسعر الصرف ، لابد من وقف هذا التخبط بتوحيد سعر الصرف وزيادة الاجور لمواجهة التشوهات برفع الدعم لمنع التهريب والفساد في في الدولة وتكوين شركة مساهمة عامة للمواصلات تقوم الحكومة بدفع تكلفة التشغيل بدلا من دعم الطلمبات .
وفي ذات الاتجاه يرى الخبير في الدراسات الاستراتيجية دكتور محمد علي تورشين ان تخبط وزير المالية والاقتصادي الوطني إبراهيم البدوي في تعويم سعر الصرف للقطاع الخاص وقراراته الفردية تصريحاته الصادمة في الوقت الخاطي لتعديل سعر الصرف حتي يستقطب النقد الأجنبي ادت الي ان يكون سعر الصرف السائد في السوق أعلي بشكل كبير جدا.
وقال تورشين أذا لم يتدخل الحكماء من النخب السياسية والاقتصادية لانقاذ البلاد من عبث وزير المالية والحاضنة السياسية لها قوى إعلان الحرية والتغيير ستتفاقم الامور ويتدهور سعر الصرف وستنهار البلاد علي رأس الجميع.
وفي ذات الاتجاه يقول الخبير الاقتصادي حافظ اسماعيل عندما تكون لديك سياسية فاشلة ولا تسمع لوجهات النظر الأخري وتريد ان تضع العربة أمام الحصان وفي نفس الوقت الحاضنة السياسية لحكومة حمدوك لا تثق في وزير ماليتها وتحذره من الانفراد بقرارات رفع الدعم ماذا تعتقد ان يحدث؟
كل الدلائل تؤكد فشل وزير المالية السوداني ابراهيم البدوي لمعالجة الأزمة الاقتصادية وخاصة حينما قال كانت خطتي تقوم علي تعويم سعر الصرف للقطاع الخاص لان التجارب والتحاليل أثبتت ان ذلك ليس له علاقة بالتضخم الاقتصادي، لكن حدث تدخل من الحاضنة السياسية لقوى اعلان الحرية والتغيير لعدم تنفيذ ذلك بحجة ان البلد ليست مستعدة لهذه التعويم وبالتالي الموازنة اصبحت للاسف موازنة تخصيص ايرادات وليس موازنة سياسات.
واضاف البدوي في حجته لتأكيد فشل الحاضنة السياسية لقوى اعلان الحرية والتغيير بقوله ان موازنة عام 2020 تغيبت عنها السياسات المتعلقة بالدعم والسياسات النقدية اللازمة لمواجهة تدهور سعر الصرف فالاقتصاد مثل الانسان المريض ان لم تعطه الدواء سيموت.
وتابع البدوي عندما تكون لديك سياسية فاشلة من قبل حاضنة سياسة التي طلبت منا بعدم القيام بأي اجراء تجاه سعر الصرف واستجبنا لها انتظارا للمؤتمر الاقتصادي الذي اوقف بسبب وباء كورونا فماذا نفعل غير رفع الدعم