من كان اولى باتصال وزير الخارجية الامريكي لمناقشة الاطار القانوني لرفع اسم السودان من القائمة الامريكية للدول الراعية للارهاب ؟ هل هو حمدوك ام الكونقرس الامريكي من خلال الرئيس الامريكي ترامب !؟ ماهي جهة الاختصاص في ذلك ؟ ام يريد الوزير الامريكي كما عودتنا السياسة الامريكية دائما بتطويل الزمن والمزايدة لمزيد من التنازلات ونحن نعلم ان هناك حكم محكمة واجب السداد والدفع بمليارات الدولارات تعويضا لضحايا التفجيرات بالسفارتين الامريكيتين بدولتي نيروبي وتنزانيا وهو شرط لذلك لانه حق ناتج عن حكم قضائي لا تملك اي سلطة امريكية تجاوزه الا عبر تسوية مرضية بين الضحايا وحكومة السودان ! ترى ماهي الدوافع الحقيقية للاتصال هل لمزيد من التنازل والديون التي ترهق كاهل السودان ؟ في زيارته السابقة حمدوك الي امريكا جاءنا محملا بالتزام دفعه تسوية عن المدمرة كول فهل يلتزم هذه المرة بدفع تسوية اخرى لاسر ضحايا التفجيرين ؟ ومن اين لحكومة السودان وهي كما نعلم لاتملك مالا لشراء القمح الذي تنتجه مزارعها فضلا عن استيراده من الخارج ! بدليل ازمة الخبز الماثلة الان اذن ما جدوى اتصال مايك بومبيو الان ونحن نعيش مع كل العالم ازمة جائحة كورونا ترى هل صحي الضمير الامريكي فجأة ! تجاه ما عاناه السودان من عسف احادي امريكي وطغيان عبر حصار دام سنينا لم يتأثر به سوى الشعب السوداني الصابر ؟
والاهم هو من اين يستطيع السودان هذه المبالغ التي تتزايد يوميا بتزايد سعر الدولار مقابل العملة المحلية وما ينعكس علي املاك واصول البلاد التي تقل قيمتها تبعا لذلك بحيث يصغر ما بايدنا دوما ويكبر الدين الامريكي المستحق لديهم عندنا فبلاين الجنيهات التي كنا سوف ندفعها ستتضاعف الي مالا نستطيع حسابه بعملتنا المحلية ومعروف كيف يتم توفير الدولار بها ؟ بما يزيد من ارتفاعه في السوق الموازي حتى يعانق السحاب ثم يهوي بنا في حالة من انهيار الاقتصاد غير مسبوقة مالم يجد السودان دعما خارجيا وهاهي كورونا تبطئ من انعقاد مؤتمر دعم الاصدقاء الذين اصبحوا بفعل كورونا في معالجة قضاياهم وتلافي اثار الجائحة باقتصاداتهم المنهكة !
اذن من اين للسودان الايفاء بالتزامات المحكمة الامريكية ؟ ولماذا كان اتصال بومبيو ؟ هل يريد مساومة وفرض شروط جديدة علي حكومة ضعيفة لا تمتلك شيئا وهاهي خزينتها خاوية علي عروشها لا تستطيع توفير الخبز لمواطنيها ؟! هل لامريكا قلب يفهم ذلك ام انها تعلم انه الوقت الذي تأخذ فيه البلاد لقمة سائغة فقد تهيأت لها كافة الاسباب لطي البلاد تحت ابطها الامبريالي برائحته المنتنة ؟!
امريكا لا تريد ان ترفع اسم السودان من قائمة هي من الفها ووضع اسماءها وتحكم في مصائر ما فيها من الدول . امريكا تريد عصر البلاد حتى اخر قطرة وهي تعرف ان الاطار القانوني الذي يحتاجه السودان لرفع اسمه من قائمتها ليس محل نقاشه بين وزير خارجيتها ورئيس وزرائه وامنا محله الكونقرس الامريكي والادارة الامريكية هناك اذن لماذا الاتصال ؟ وماالذي يجنيه السودان من ورائه سوى مزيد من الديون والاسى والاذلال الراسمالي وافقار البلاد ونهب ثرواتها قبل ان تتحول الي دولة فاشلة لامريكا النصيب الاكبر من فشلها نتيجة لتعنتها ورفضها رفع اسم البلاد من لائحتها للدول الراعية للارهاب لماذا تريد امريكا معاقبة البلاد بعد التحولات الكبيرة التي احدثتها ثورة ديسمبر المجيدة وهي تعلم انها تحارب الحكومة الخطا ؟