الجهل المتفشي وسط المواطنين وعدم الإدراك بمدى خطورة فيروس كورونا كوفيد 19 والاستهتار به ساعد وزارة الصحة السودانية علي تعتيم الحقائق وتضليلها وعدم الإفصاح عن الاحصائيات الحقيقية للمصابين بكورونا ، بالاضافة الي مشكلة التشخيص وتضارب التقارير الطبية في نتائج عينات الفحص ، ويرى مراقبون ان الصحة السودانية ارتكبت جملة من الاخطاء والقرارات ذات مالات متعدده تؤدي بحياة المواطنين نتيجة للسياسات المغلوطة التي ينتهجها وزير الصحة السوداني د. اكرم علي التوم والتي اسهمت في ضعف وهشاشة النظام الصحي بالبلاد .
حيث اكد د. امين احمد البيلي استشاري جراحة العظام ان هنالك ضعف في الامكانات الصحية بالبلاد ، بالاضافة الي عدم الدقة في الاحصائيات ،وقال البيلي ان كورونا لم تصل المراحل المتاخرة بعد وانما السودان الان يمر بالمرحلة الاولي وهي مرحلة النفي .
وجزم البيلي بارتفاع معدلات الجهل وسط كافة شرائح المجتمع السوداني وتفشي ظاهرة الاستهتار والدعابة والسخرية تجاه جائحة كورونا .
وحذر البيلي من التمادي في الاستهتار بكورونا ، و انه لمن الضروري اخذ الموضوع بمحمل الجدية لان عدمها يؤدي الي مالا يحمد عقباه ، واشار الى ان القطاع الطبي والصحفيين هم فقط من يدركون خطورة المرض.
وناشد البيلي المواطنين بالابتعاد عن مناطق الزحام والاسواق والمواقف بقدر الامكان تخوفا من الاصابة بكورونا ، التي يصعب تشخيصها نسبه لتشابه اعراضها باعراض الانفلونزا التي ازدادت نسبة الاصابه بها في الآونة الاخيرة.
ونصح البيلي بالتزام المنزل في حال ظهور هذه الاعراض والابتعاد عن المخالطة في المجتمعات ، وغسل اليدين بالماء والصابون لمدة 20 ثانية ، وتجنب المصافحة باليد ، وضرورة تغطية الفم والانف بالمنديل عند العطس ، ونبه البيلي الي ضرورة التخلص من المناديل المستخدمة بطريقة امنة ، وكذلك تجنب الاتصال المباشر مع اي حالة مشتبه او مؤكدة ، وتجنب ملامسة العينين والانف والفم باليد بعد ملامستها للاسطح .
وحث البيلي علي ضرورة تناول الخضر والفواكه وشرب العصائر الطبيعية والاكثار من المشروبات الدافئة ، والحرص علي ممارسة التمارين الرياضية واخذ قسط كافي من الراحة
واشار د. الرشيد سيد احمد اخصائي الصحة العامة ان كبار السن هم اكثر عرضة للاصابة بفيروس كورونا وهم الاكثر تضررا من هذا الوباء العالمي كورونا نسبه لضعف الجهاز المناعي لديهم وقال سيداحمد ان هذا يعني ان اجسامهم اقل عرضة علي محاربة(كوفيد 19).
واضاف سيداحمد ان هذه الاعراض مشابهة بالاعراض التي تظهر عند المصابين بالانفلونزا .
ودعا الي ضرورة اخذ الحيطة والحذر من تفشي المرض خلال الايام القادمة بحسب توقعات منظمة الصحة العالمية خوفا من السيناريو الاسوا في افريقيا .
واكد الدكتور علي بلدو استشاري الطب النفسي والعصبي ان المجتمع السوداني يعاني من عدم الوعي الوطني والنفسي لدي الكثيرين وهذا ناجم عن متلازمة فقدان الثقة في الحكومات بصورة عامة في السودان مما يجعل البعض يعتقد انه لا وجود لفيروس كورونا وانما هي وسيلة حكوميةمن اجل الضغط علي المواطنين ، وان سخونة الجو يمكن ان تقضي عليه .
وقال بلدو ان مايضاعف ويساند ذلك هو عدم وجود قوانين رادعة وعدم الاقتناع بجدوى عدم المخالطة الاجتماعية في الافراح والاتراح في مجتمع معروف بقوة تماسكه الاجتماعي ونسيجه التشابكي.
ويرى بلدو ان هذا مؤشر خطير للتدابير الوقائية يمكن ان تجعلها ( تذهب شمار في مرقة )وقد تزروها رياح الواقع .
ويشير بلدو الي ان ضعف الخطاب الحكومي وعدم الاحترافية الواضحة في اجراءات وزارة الصحة ناتجة عن تطبيق سياسات سيئة يقدمها المسؤلين في إجتماعاتهم مما تجعلهم يمارسون الضبابية وعدم الوضوح وعدم الافصاح عن الحقائق والتكتم عن الارقام والاحصائيات للمصابين بفيروس كورونا كوفيد 19.
وفي ظل غياب المسؤلية وغياب الدور المجتمعي والرقابي والتوعوي للصحة السودانية نجد ان معدلات الاستهتار والجهل وسط المواطنين في تزايد تساءل مراقبون هل وزارة الصحةالسودانية غائبة ام مغيبة ؟ و الي حين اجابة وزيرها د. اكرم علي التوم علي هذا السؤال سيكون السيناريو الأسوأ قد زار السودان
علي بلدو : مايحدث الآن خرمجة صحية (ومجوبكة ) تطيح بالكثيرين
