Site icon المجرة برس

ملاحات (417) .. درب الفيل غطى درب الجمل .. محمد بشير الجبوري

في واحد من المزارعين في نهاية الخريف؛ و دا طبعا نهاية الخريف بتعرف بفترة الدرت؛ و الدرت دا احسن اوقات المزارع لانه دا حصاد ايام طويلة؛ و بالمناسبة مافي حاجة اتعب من الزراعة؛ فلو ان العمل عبادة فالزراعة أكثر الاعمال فيها التعبد؛ ففي الزراعة الصبر الذي يتجلى بادخار المزارع لتيرابه و هو في امس الحوجة لاكله او لبيعه؛ و لكنه يستخسره في نفسه لتتواصل حلقة الزراعة؛
الصبر على اعمال الزراعة الشاقة من بربار الشجر؛ و جرجاره؛ و لممانه؛ و حرقة في حر الصيف الحارقة؛
و الصبر على التيراب من سلكابه؛ و دفنه فردل فردل؛ و حرتانه شقاية شقاية؛ و لممانه قندول قندول؛ او بيت فول بيت فول؛ فبالاضافة للصبر ايضا في الزراعة اليقين حيث يبذر المزارع بذرته في ابهى مراحل التوكل على الله منتظراً نجاحها من الكريم الرزاق الرحيم؛ فلولا اليقين لما رمى المزارع تيرابه في الوطاة و انتظره ثلاثة شهور ليحصده؛
فمزارعنا دا جاي لزرعه منتشي و متمني ان يجده زي امبارح و اكثر نضارة و اخضرار و لكنه لقى ليك اثر جمل خرب الزرع دا جنس خراب ! :
درش السبلي ما خلى عرق شايل سبلية؛
فجق الفول دا خلاه التقول دردقوا فيه برميل مليان؛
ياخي الجمل دا دقش ليك الدخن دا خلاه التقول هبت عليه صرصر؛
و العجب القنبروه خرطه خرطة قضيم؛
سيد الزرع طوالي انقلب للحلة و ساق له ناس و جو قصوا درب الجمل؛ ياخي المزارع و اجاويده ماسكين درب الجمل داهو خشى بهنا؛
ياهو مرق بجاي؛
ياخي الدرب شرّق؛
تاني اتجه صعيد؛
ياخي محل ما الدرب كتل ملف هم لافين وراه زي التقول الجمل دا اكل زراعة الحلة كلها؛
و طبعا في حساسية بين الرعاة و المزارعين؛ ياخي المزارع دا كن مراده ما يشوف بهيمة بعينة؛ و الكلام دا زمن الناس متخصين و اي زول ميت بشغله يعني المزارع مزارع تاني ما عنده اي صنعة خلاف الزراعة و مستقر في حلته او اريته جنب زرعه كن اشتهى اللبن بشيل له دقيق بمشى ببدله بلبن من ناس البهايم؛
و سيد البهايم حرفته رعى ماشيته؛ لا بسكن في حلة؛ ولا بخش في مدينة؛ مسكنه محل القش السمح و الموية الكثيرة؛ التاجر تاجر و تجارته مكفياه؛ و كذلك الافندي و الموظف؛
هسه الدنيا اتركشت و تكون شغال بالصباح موظف و بضاعتك تحت تربيزتك؛ و لمن تطلع من المكتب تفك سعيتك تسرح بيها؛ و الجمعة و السبت شغال في زرعك و برضو ما بتكفي جزؤ من احتياجاتك؛
اها جماعتنا لاقطين درب الجمل و مركزين فيه لمن بُت كدة مرقوا في درب فيل ياخي جماعتنا ديل شتو شتة عيال طرطاق تاني ما اتلاقوا الا في حلتهم؛ فدي زي حالتنا دي غيرنا حكومتنا الكانت وافقة معضلة ضد تعاون العالم معانا و كلنا اتساندنا و اتكاتفنا و اتقدمنا للعالم مودينه للجمل الخرب ززاعتنا وقت خلاص قربنا من الجمل نمرق في درب فيل الكورونا و نجروا دنقاس نخلو الجمل راتع في الزراعة و اي زول قافل بيته عليه، نسال الله ان يرفع البلاء و يزيل الكورونا و يخلي العالم يجينا راجع عشان عشان يخلصنا من كابوس الجمل الخرب مسراتنا عشرات السنين

Exit mobile version