زمان في واحد فات اتاوق زرعه يوم الجمعة و جاي راجع ؛ و طبعا عندنا الجمعة دي ما بمشوا بيها الزراعة الا كن زول ماشي تتاوقه من البهايم؛ فزولنا دا لقى له جزلان واقع في طريق ( ام دُج)،،،، و الجزلان دا المطبقة حقة الرجال بتصنع يدويا من الجلد و بكون كبيييير بملا جيب الجلابية و فيه اربعة او خمسة جيب : جيب للقروش الكبار؛ و جيب للقروش الوسطانيات؛ و جيب للفكة؛ و جيب للمهمات، ياخي لمن كانن حاجاتنا كبار كبار كان خيرنا راقد و اي شي متوفر؛ هسه انتو متذكرين جوال العيش الكبير ( ابو لوتوة ابو زيق) البشيل اربعين ملوة داك؟ و شوال السكر مائة كيلو؛ الشوال الما بعتله الا عتالي من عتالي؛؟ ياخي هسه اختفن المواعين الكبار و جننا شويويل العيش الصغير ( الكلينكيت) و شويويلات السكر زنة عشرة كيلو و خمسة كيلو؛ ياخي الماعون الصغير : بمحق الزاد؛ و بقلل البركة؛ فكل ما صغرنا مواعيننا كل ما اظروطت فينا اكثر، اها المزارعي دا لمن جا قاطع شارع ام دج؛ ما عارف تسمية ام دُج دي جات من وين؟ لكن بعتقد انها جاية من الدججان و الدجيج و الدججة؛ ففلان دجا دجيج يعني مشي كثيرا و دا دجاج اي كثير الحوامة او داج يعني المشي و ام دُج ديل بسوقوا بهايمهم من غرب السودان للخرطوم سيرا علي الأقدام؛ و الدججة معناتها التحميل و منها التدجج الذي ذكره عنترة ( مدجج) فالمدجج هو المحمل بكل انواع الاسلحة و ام دج بكونوا محملين باسلحتهم لانهم سايقين ليهم بهايم بأموال كثيرة فلازم يتدججوا بالسلاح و كل مستزمات السفر؛ و زمان انحنا سايرين و قيلوا جنبنا ام دُج اديناهم لبن فادونا عصيدة بملاح تقلية ظابطة جنس ظبطة و دي اول مرة اعرف انو الرجال بعرفوا بسوطوا و بخفقوا؛ و الزمن داك كانن السواطة و العواسة لغة و مجاز كانن حرف خالصة للمراة لكن هسه دا الا نسكت بس، اها المزارعي راجع من زرعه و مفلس عينه طالعة لقى الجزلان قدامه؛ رفعه اتاكد منه تمام دا جزلان و تقيييل كمان؛ ما فتحه؛ رفع جلابيته و دخله في جيب العراقي و جاء فطر و قيلل و قام استحمى لظهر الجمعة و من حرصه خشى بالجزلان الحمام عشان سره ما ينكشف؛ بعد صلاة الجمعة نوه للناس في الجامع انه لقى شغل واقع لو في زول فاقد حاجة؛؟ مافي زول قال فاقد حاجة؛ كرر و كرر؛ لمن مافي زول قام او رفع يده؛ قال للناس الشغل اللقيته جزلان، برضو مافي زول قال بِغِم؛ فقال ليهم الجزلان دا تقيييل انا ما فتحته و لكن بشبه القروش الكثار، مافي زول قال حاجة، سلم الجزلان للامام؛ و الامام نوه و نوه؛ لمن مافي زول قال دا حقي؛ الإمام شعق الجزلان في الجامع و قال خليه يقعد لمن سيده يظهر، الجامع مبني من قصب الدخن؛ و اي سور مبنى من القصب بين المطرق و القصب بكون في مكان لشعقان الحاجات؛ الزمن اللقى فيه المزارعي الجزلان كان بداية الخريف و الجامع مبنى من قصب الدخن و بابه معمول من الحطب؛ و الجزلان قعد في الجامع دا من بداية الخريف لحدي الدرت و الناس حصدوا حصادهم ولا بان له سيد ولا زول هبشه، فالامام بعد صلاة الجمعة فاكر المصلين في امر الجزلان و يعملوا به شنو؟ بعد جدال و نقاش طويل اتفقوا يفتحوا الجزلان و لو وجدوا قروشه كثار يجددوا بيها الجامع صدقة لسيده، فلمن فتحتوا الجزلان لقوا القروش الفيه اكثر مما تخيلوا بكثير؛ فجددوا الجامع و اشتروا كم تيس كرامة لبنيان الجامع؛ و عملوا ازيار وقف لسيد الجزلان و باقي القروش قسموها لفقراء الحلة و الحلال المجاورة، الكلام دا حقيقي و دا زمن الناس ما متعلمين و لكن عالمين؛ فالمزارعي لا خريج ولا حافظ و لكنه بخاف الله و عارف نفسه لمن لقى الجزلان ما شافه زول و لكن الله شايفه، و الامام قرايته تعبانة و خطبته من الكتب الصفراء و لكنه صادق في قوله و فعله؛ و المجتمع يحترم الاعراف و التقاليد و يؤمن بقداسة بيت الله فلا يعتدي علي ما بداخله، قريب دا كنت في مدينة ما سمعت بان حرامي كسر مسجدها و سرق مراوحه، مسجد من طوب و مقفول بباب من حديد و بطبلة كبيرة يُكسر و تسرق مراوحه!! و مسجد من قش و مسدود بسدادة حطب و يخرِف فيه مال طائل ولا حد يمد له يده !!! دا لمن كنا امينين بيننا و بين انفسنا حيث كنا نخاف الله في حركاتنا و سكناتنا و في حلنا و ترحالنا و كنا بنولي امامتنا لمن يخاف الله و سريرته مثل علانيته؛ فكنا نحترم شيوخنا و نجلهم لمرحلة التقديس لانهم يترفعون عن الصغائر؛ و يبعدون انفسهم عن الشبهات؛ فلا تجد شيخ في مكان مريب؛ او تحوم حوله تهمة؛فكان الشيخ يامك بافعاله قبل أقواله؛ و كان للمجتمع محكمة لا تسجن ولا تجلد و لكنها اعدل من محكمة العدل الدولية؛ فكان الفرد يعمل ليبني وطنه؛ و بنصر دينه من خلال بحثه عن الحلال في ماكله و مشربه و الطريق القويم في بناء اسرته؛ فكيف وصل بنا الحال لسرقة جامع؟ و قتل امام؟ البلد دي دايرة اعادة ضبط على كل المستويات لان في ناس كثاااااااااار في مواقع ما مواقعهم و لو استمرت الشغلانة كدة فبعد كل احدوثة حنسمع باعجوبة؛ اللهم استرنا و اهدينا و اهدي بنا و جنبنا الفتن ما ظهر منها و ما بطن