3 يونيو ذكرى مُرّة وجرح غائر
3 يونيو وصمة عار في جبين كل الأجهزة النظامية وكل من ارتدى الميري لا فرق بين أي مسمى وجهاز ووحدة، بعد ان خاب وخسر من راهن وظن أن العسكر سيحميه وذهب الى دار الجيش مؤتمنا.
يومٌ توشحت فيه السماء بالسواد بعد ان فُتحت النيران وقُتل الأبرياء واُغتصبت الحرائر وحرقت الخيام وتناثرت جثث العزّل وانتحبت الأُمهات ولطِّمت الخدود وانتصبت سرادق العزاء.
يومٌ حنث فيه العسكر قسمهم ورموه وراء ظهورهم ونقضوا فيه ميثاقهم يوم ان أقسموا على حماية البلاد والعباد.
عامٌ مضى على مجزرة القيادة والجناة معرفون ولا زالوا بيننا يمشون في الأسواق ويأكلون ويتمتعون كما تأكل الأنعام.
عامٌ مضى ولم يغير العسكر أساليبهم القمعية وتحرشاتهم واستفزازاتهم التي جُبلوا عليها، وإرهابهم اللفظي والمعنوي وتنمرهم يزكم الأُنوف، تكاد جذوة الثورة تُشعل من جديد لولا ان تهادن الثوار وتواثقوا على المضي قدما في درب السلمية.
معظم من ارتدى البزة العسكرية متعالٍ متعجرف متسلط يزعم أنه محصن وفوق القانون، اذا أتى الى منفذ خدمة أخذ قبل المسحتق واذا مشى في الأرض اختال وتبختر واذا رأى الناس اغترّ وتغطرس واذا قومته اخذته العزة بالإثم واذا نفّذ القانون أسرف وبطش.
ما حدث أمام القيادة بمقر الاعتصام من عدوان آثم وغشيم جريمة نكراء لا تنسى ولا تغتفر تعبر عن غدر وخيانة وطنية عظيمة في حق أبرياء وعزل لا حول لهم ولا قوة لا يشفع فيه أسف الكباشي عن الانحرافات والتجاوزات في خطة التنفيذ فهو فعلٌ مدبّر من سبق الاصرار والترصد وموثق ومبذول في كل الوسائط الإعلامية لمن أراد ان يتقصى ويسير في درب العدالة، وهى جريمة ضد الإنسانية لا تسقط بقادم الأيام ولا يقابلها سوى القصاص العادل للشهداء وأُسرهم المفجوعة وتقديم الجناة للمحاكمة الفورية.
عام مضى ولجنة التحقيق في فض الاعتصام في سبات عميق والمتورطون أحرارا طلقاء إن سنحت الفرصة لن يتوانوا في قتل الثوار من جديد، ولا زالوا يغتالونهم معنويا كل يوم في منافذ الخدمات ومحطات الوقود ومراكز الجمهور بالاحتيال واستغلال النفوذ والرشوة ولا زالت الاجهزة النظامية تحتل الخرطوم وتطوّق مدنها وتجوب الولايات وتهدر طاقات الدولة، لكن يومًا ما سيحكم الله وهو خير الحاكمين وشهداءنا في عليين، وشهدانا ما ماتوا عايشين مع الثوار.