كان اشرس واعنف اشتباك شهدته مدينة سنار من الناحية الغربية؛ اقترب العدو كثيرا من سنار التقاطع وكاد يتجاوز آخر ارتكاز؛ كان هجوم العدو الذي انطلق من جبل مويا بعد بسط سيطرته عليه على ارتكازين في آن واحد ثم جاءت مجموعة غير متوقعة من العدو غائرة من الناحية الشمالية لكنها تفاجأت بغابة السنط والمياه المندلقة من الترعة الرئيسية والتي غمر بها الجيش الشوارع لتكون موانعا اصطناعية توقف تقدم العدو.
قررت العودة من السوق إلى المنزل في سنار التقاطع عندما اشتد الاشتباك وحمي وطيس المعركة ، كانت أصوات المدافع والراجمات تلاحق مسامعنا في السوق وتقلقنا اكثر على عائلتنا؛ ليس هناك وسيلة لتقلنا ليس هناك بد سوى المسير راجلين لكننا وجدنا حافلة متوجهة إلى قرية الديم تسلقنا سقفها الممتلئ بالركاب، لاباس سننزل عند الدوار ومنه راجلين مسافة ثلاثة كيلو إلى منزلنا، كانت الضربات تشتد كلما اقتربنا ونكاد نميز أصوات جميع الاسلحة الثقيلة المتبادلة كنا نترقب بروز العدو في اي لحظة كانت سيارات الاسعاف تنقل الجرحي الى المستشفى العسكري داخل المدينة.
اقترب العدو من قرية ريبا المحاذية لإحياء سنار التقاطع صار الرصاص يتطاير من حولنا وجمع الأطفال عشرات الاعيرة النارية للمدافع الثنائية ومنها من اجتاز أبواب المنازل ولكن لم يصب احد ولله الحمد.
تجلت بسالة إنسان سنار أمام اعيننا، خرج النساء قبل الرجال في أحياء كوستي واللعوتة وهم يحملون السواطير والعكاكيز لصد العدو الذي كان على تخوم المدينة، حاول الجيش ارجاعهم دون جدوى أصروا على القتال بجانب الجيش ، انتهت المعركة بتراجع العدو بعد دخول الغروب وتلاحمت هذه الطلائع مع الجنود وقدموا الاكل ومياه الشرب.
نواصل