تابعت فيديو لأحد الأغبياء المهووسين بكلمة (ذكر) والذي يعتقد أن الرجولة هي شارب كثيف مليء بالأتربة والجراثيم و جلابية وعمه تغطي عقلاً خاوياً .
ذلك الساذج ومثله كُثر اعترضوا على اختيار الدكتورة آمنة والياً لولاية نهر النيل ، والدكتورة آمال والياً للولاية الشمالية ، وكنت أتمنى أن يطلب منه أن يكتب فقط ما قاله في ورقة ، لنحصد الأخطاء الإملائية والجهل الأعمى ونطلب حينها من الواليتين أن تقدما له محاضرة في قواعد النحو الأولية عله يغادر مربع الفاقد التربوي .
هذا الأبله والذين مثله هم أنفسهم الذين صبروا على حكم المخلوع ثلاثين سنة بحسابات أنه رجل وصمتوا تحت غطاء. البديل منو…؟؟ وإن كان فاسداً المهم أنه رجل وإن كان قاتلاً فالمهم أنه رجل وان أفقر البلاد وفصل الجنوب وباع الحدود وجوع العباد وسهل الفساد، فالمهم انه رجل .
حقيقة أننا لدينا رأي في تعريف كلمة رجل نفسها ، فهل كل رجل رجل وهل كل ذكر هو رجل أم أن هناك ربع رجل ونصف رجل وشبيه بالرجال، هل الرجولة اسم أم صفة ، وهل الرجولة مظهر خارجي وفسيولوجي أم أنها سلوك … أليست كلمة رجولة نفسها مؤنث …!!
حسناً، ألم يسمع ذلك المعتوه وأشباهه بقائدة ألمانيا انجلينا ميركل، ألم يسمع برئيسة وزراء نيوزيلندا ألم يسمع بمارجريت تاتشر وكروزون أكينو وبنازير بوتو وهيلاري كلينتون .
دعك من كل هذا، ألم تسمع بالملكة السودانية أماني ريناس التي حاربت ملك العالم الإمبراطور أغسطس الذي اجتاح العالم بما فيها مصر، حيث قادت جيشها وذهبت إلى أسوان وطردت الحامية الرومانية وأسرت عدداً من المصريين واستولت على تماثيل أغسطس المصنوعة من الذهب والبرونز.
لن أحدثك عن مهيرة بنت عبود، ولا عن الكنداكات القدامى ولا حتى اللائي شاركن في ثورة ١٩ ديسمبر، ولن أحدثك عن رسولك الكريم الذي قال: خذوا نصف دينكم من هذه الحميراء.
لن أحدثك عن كل هذا ولا عن تاريخ النساء ما قبل الميلاد وفي عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم ) ، ولكني أقول لك وآسفاه على أمك …؟؟
وآسفاه على امرأة حملتك وهناً على وهن ، وهي تعتقد أنها تحمل إنساناً له فهم وقيم ومروءة وعقل ، ثم أنجبتك وهي تموت ألف مرة مع كل طلقة من طلقات الولادة ثم أرضعتك من دمها لبناً سائغاً لذة للشاربين ثم سهرت وكافحت الحمى والفايروسات .
ثم وأنت يا صاحب الشارب العريض والدقن الكثيف كنت تتبول عليها وتتبرز على ملابسها وجسدها وتقض نومها وتسرق راحتها ونومها واسترخاءها ، ثم ظلت تركض خلفك في الأرجاء مخافة ان يصيبك سوء إنها هي هي إنها هذه المرأة نفسها.
وظلت خلفك أكلا وشربا ونوما وعلاجا واستحماما ومداواة وسهرا ، ولا بأس ان تتحول هذه المرأة لمهرج يتراقص أمامك بالقصص والأحاجي والترانيم ، ثم تحصنك من العين العنية الكافرة وتقرأ على رأسك المعوذتين وآية الكرسي وشيئا من بخور التيمان .
وحين يشتد عودك وتقوى تقولها (حرم ما تحكمنا مرا).
خارج السور
في القرن الواحد والعشرين في ثورة التكنولوجيا والحدث الأعظم ( أجهزة النانو ) ، في عالم تصعد فيه رائدات الفضاء إلى كوكب المريخ للبحث عن إمكانية الحياة هناك ، وتقود المقاتلات الحربية نساء من أمريكا وأوربا وإسرائيل والإمارات ، في وقت يتقوس فيه ظهر عالمات الفايروسات للبحث عن مصل علاجي ويستنجد العالم كله بالبريطانية خبيرة الفايروسات للتصدي لكورونا ، في هذا الوقت يخرج جاهل ساذج ليقول(حرم ما تحكمنا مرا)…!!؟