مميزالمقالاتعمر الكردفاني

بيت الشورة عمر الكردفاني شمس الدين كباشي ….الرجل الثاني ام رجل الثواني

236views

 

 

 

 

بيت الشورة

عمر الكردفاني

شمس الدين كباشي ….الرجل الثاني ام رجل الثواني ؟

ما جعلني أفارق تغطية فعاليات المجلس السيادي السوداني ملاحظة صغيرة ابديتها في حضرة سعادة الفريق أول شمس الدين كباشي نائب القائد العام للقوات المسلحة ،وكان الرجل قد دعا الى مؤتمر صحافي بالقصر الجمهوري ولكني عندما دلفت إلى القاعة وجدت أن معظم الحضور من الصحافيين هم من صغار الصحافيين وبعضا من النشطاء الاسفيريين ،وهذا ليس قدحا في الزملاء الأفاضل ولكني ابديت ملاحظتي للسيد الفريق اول كباشي قائلا :لم لم يحضر ايا من رؤساء التحرير أو كبار الكتاب ،انبرى لي الاخ العميد ابو هاجة (هائجا) لقد قدمنا لهم الدعوة ،وقد ظن الرجل أنني اقدح في مهنيته ولكني والحق يقال كنت الوم الزملاء في تقصيرهم بتغطية حدث مهم في حضرة الرجل الثاني في الدولة ،المهم (من ديك وعيك) لم يدعني أحد لحضور اي محفل رئاسي مع اني احمل معظم القاب الصحافة :ناشر لصحيفة ورقية وصحيفتين الكترونيتين وعضو مؤسس لجمعية الصحافة الإلكترونية ومستشار لجهة سيادية وكاتب راتب (بدأت عمودي بيت الشورة بعد ثلاثين عاما من العمل الصحفي ).
المهم في الأمر أن نصيحتي التي كانت من باب الغيرة على أعلى مؤسسات الدولة جرت علي قطيعة من اعلام المجلس حتى الآن .
ما أردت قوله هو أن قادة القوات المسلحة الحاليين ليسو قادة عسكريون فحسب حتى يحتكر أخبارهم الإعلام العسكري  بل هم ساسة من الطراز الرفيع ولديهم تقاطعات بحكم المناصب مع كافة ملفات الدولة الأمنية والاقتصادية والإنسانية وكل ما يتعلق بحياة المواطن لذا وجب على الإعلام السوداني أن يقدمهم حسب ما يرتدون من معاطف وليس بالبدلة العسكرية فقط ، نعم هم ينأوؤن بأنفسهم عن الإعلام ولكن وجب على الإعلام أن يطاردهم بحثا عن مناقب يمكنها أن تقدمهم للعالم ليجدوا ما يستحقون من احترام ،فالاعلام هو الذي يقدم بلاده وقادتها إلى العالم .
صديق عزيز وعسكري قح واداري رفيع المستوى امتدت علاقتي به إلى نحو الثلاثين عاما ظل كما هو بابتسامته الخجولة وتواضعه الجم وانضباطه المشهود وأناقته الارستقراطية فأردت أن أقدمه للرأي العام إلا أن الرجل رفضا رفضا قاطعا وقال لي بالحرف :احب العمل دون اضواء.
هكذا هم القادة العسكريون في السودان والذين لا ازكيهم ولكن الجميع يدري أنهم ينأؤون بأنفسهم عن الفساد ليس نزاهة فقط ولكن لأن الاخلاق العسكرية لها هذه البصمة الرجولية في الحفاظ على الكرامة من أن تدنس بالخلق الدنئ لأن رجلا يحمل روحه في كفه لا وقت له في التلذذ بالحياة .
نعود إلى سعادة الفريق أول شمس الدين كباشي الذي وان رفعته رتبته إلى درجة نائب القائد العام فإن نجابته جعلت منه هذه الكتلة من النشاط العملياتي والمرفق ببعض الزيارات الخارجية والتي بعضها سري والآخر علني في الترتيب الدقيق لمعركة الكرامة فالرجل ممن يتابعون الأمور بصورة شخصية وأذكر أنه يوما تواصل معي في شأن تتريس شارع شهير بالخرطوم لاني اسكن على اتجاهه وهو ما يدلل على أن للرجل (تربيزة رمل )ضخمة قد تتسع لمساحة السودان لذا فمن الواجب أن نقدمه للعالم بصورته التي يستحق حتى يتعامل معه من يحتمع معه وفق الصورة الذهنية التي يستحق منا كاعلاميين بعيدا عن التنميط قريبا من معركة الكرامة ووجب علينا أن تشبهه بعظام لاعبي الكرة ممن يطلق عليهم لقب (رجل الثواني ) فالفريق أول شمس الدين يحمل هم هذا الوطن على أكتافه ويجوب الفيافي متفقدا المتحركات تارة وطورا يحمل عصا الترحال مخترقا المحافل الدولية متحرفا (لمعركة الكرامة) وهو الذي قال يوما في محفل :إذا ترجلت من الوظيفة الآن فإن لدي مزرعة في جنوب كردفان تقيني شر العوز ، وحقا لامثاله يجب أن تساق المناصب وأفاد الرتب وتقدم التكاليف لانه ما جبل يوما على التشبث بكرسي أو الانتفاع بمنصب .

ثم ماذا بعد؟

هنالك صوت لوم نحونا كسودانيين بأننا لا نعرف كيف نقدم منتجنا على المستوى التجاري ولا نعرف كيفية تقديم أنفسنا كمنافسين حتى على مستوى البحث عن وظائف إذ تجد منسوبي الدول يرتدون الزي الكامل الأنيق ونحن شعث غبر كأننا نتقدم إلى وظيفة (حفار قبور) مع كامل احترامنا لاصحاب هذه الحرفة المرتبطة بالأجر قبل الأجرة ،بالتالي نحن لربما حسدا من عند أنفسنا لا نقدم قادتنا السياسيين والاقتصاديين والأكاديميين والعسكريين كما ينبغي حتى تفتح لهم الابواب أو على الأقل يستطيع العالم أن ينزلهم منازلهم ويفوضهم حسب مقدراتهم وأوزانهم التي بتنا نغمطنهم فيها إلى درجة أن نسخر من رئيس دولتنا وهو يتوجه إلى أروقة الأمم المتحدة ليقول :احمل اليكم غبن الشعب السوداني من هذا الصمت المريب تجاه ما يمارس ضده من تطهير عرقي.

ليصلك كل جديد انضم لقروب الواتس آب

Leave a Response

ثلاثة + 16 =