مرة أخرى يعيد رئيس اتحاد الكرة، كمال شداد جدل التدخل الحكومي في النشاط الرياضي إلى الواجهة من جديد وذلك عقب رفضه لقرار وزارة الشباب والرياضة الخاص بإيقاف النشاط الرياضي إلى حين انجلاء جائحة كورونا.
وقال شداد في تصريحات صحفية لقناة بي ان سبورت مؤخراً إنه لن يعترف بأي قرار من أي جهة كانت بخلاف لجنة الطوارئ الصحية التي أكد أنها منحتهم موافقة مكتوبة على استئناف النشاط الرياضي لافتاً إلى أن تهميش وزارة الشباب والرياضة لا علاقة لهم به في هذه القضية.
وسابقاً أصدر مجلس إدارة اتحاد الكرة قراراً قضى بموجبه باستكمال الموسم الرياضي وتوجيه لجنة المسابقات لوضع البرمجة الخاصة بذلك.
ومثلت الانتقادات الساخنة التي وجهها شداد لوزيرة الشباب والرياضة ولاء البوشي خاصة تلك المتعلقة بأنه لا عمل للوزارة في عهدها حتى اللحظة بخلاف ترحيل مقرها، والاستغناء عن بعض الموظفين مؤشراً خطيرا يؤكد على أن رئيس اتحاد الكرة غاضب من التدخلات الوزارية في بعض القرارات الخاصة باتحاده وهو الأمر الذي يجعله دوماً يدخل في صراعات مع عدد من رجالات الدولة.
ولا تعد الانتقادات التي وجهها شداد لوزيرة الشباب والرياضة، الأولى حيث سبق وأن دخل في تجاذبات وخلافات مع كثيرين سبقوها في العمل بالوزارة مما جعل الكثيرين يتهيبون الرجل خاصة وأنه يستند على لوائح وموجهات الاتحاد الدولي لكرة القدم ( الفيفا) التي تمنع التدخل الحكومي في الشأن الرياضي.
ولا يعد سجل السودان في الفيفا بالمشرف خصوصاً من حيث التدخلات الحكومية في الشأن الرياضي حيث سبق وأن تم إصدار قرار بتجميد النشاط الكروي من قبل الفيفا في العام (2017) إثر الصراع الانتخابي بين مجموعتي النهضة والتطوير آنذاك.
ورغماً عن الدعم والتأييد الحكومي الكبير في عهد النظام المخلوع لعودة شداد من جديد رئيساً لاتحاد الكرة إلا أن الرجل يتعامل بحذر مع الجهات الحكومية، ودوماً ما يستعيد سيناريوهات التدخل والمؤامرات في أحاديثه.
وقال مصدر مقرب من وزيرة الشباب والرياضة البوشي إن الأخيرة لا خلاف لها مع شداد مشيراً إلى أن البوشي تمارس مهام عملها وقرار إيقاف النشاط الرياضي لا يستهدف به اتحاد الكرة وإنما خصص لجميع الاتحادات والأنشطة الرياضية.
وكشف المصدر النقاب عن أن الوزيرة ولاء جمعها أكثر من لقاء برئيس اتحاد الكرة الحالي خلال بدايات عملها وأكد أن ذلك يعود إلى أن رئيس الاتحاد في الأصل يرتبط بعلاقة صداقة مع والدها البروف عصام البوشي.
ولفت المصدر إلى أن قرار وزارة الشباب والرياضة بإيقاف النشاط الرياضي يستند في الأساس إلى موجهات وزارة الصحة الاتحادية والتي هي عضو في لجنة الطوارئ الصحية مشيراً إلى أن الوزيرة المكلفة بالصحة د سارة عبد العظيم أصدرت قراراً برفض استئناف أي نشاط رياضي ولم تحدد جهة بعينها وإنما يشمل القرار جميع الاتحادات.
وبحسب مصادر متطابقة فإن شقة الخلاف بين الوزارة واتحاد الكرة توسعت حيث لا يعتبر الخلاف بين البوشي وشداد هو الأوحد، إذ إن هناك خلافاً آخر فيما بينها ورئيس لجنة المنتخبات الوطنية حسن برقو كذلك، كما أن وكيل الوزارة أيمن سيد سليم بحسب مقربين له لديه موقف واضح ورافض لعودة النشاط الرياضي في ظل الظروف الراهنة.
يشار إلى أن استئناف مسابقة الدوري الممتاز يقابل بالكثير من التحديات والعقبات والخلافات التي حدثت داخل اتحاد الكرة نفسه.
السوداني