أكد سفير السودان في واشنطون السفير د. نورالدين ساتي أن المبلغ المطلوب من السودان لصالح ضحايا تفجير السفارتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا قد تم تأمينه.
وأكد السفير ساتي في الندوة التي أقامها المنتدى الثقافي جنوب كاليفورنيا أمس: (لا توجد بينة تدين السودان). وأوضح السفير ساتي أنه فى مهمة كبيرة من أجل إزاحة السودان من قائمة الإرهاب وإزالة هذا الوصم من الشعب السوداني. مشيراً إلى أنهم في الطريق الصحيح وهناك دعم وتعاون من الإدارة الأمريكية والكونغرس في قضيتين وهما إزاحة البلاد من قائمة الإرهاب والجوانب القانونية والقضائية المتعلقة بها. وأكد أن إصلاح العلاقات السودانية الأمريكية قد تتبلور في روح جديدة تنتجها مرحلة بناء الثقة وحلحلة بعض القضايا المتعلقة بالحريات الدينية وحقوق الإنسان وتحقيق الأمن والسلام. مضيفاً أنه لا بد من دفع قضية السلام إلى الأمام والعمل على تحقيق الاستقرار السياسي في البلاد.
وأشار ساتي إلى أن السودان دولة مفصلية ومحورية في أفريقيا وهي دولة مفتوحة على جيرانها موضحاً أن إتفاقية السلام التي وقعت مؤخراً لابد أن تخضع للواقع السوداني بتعديل القوانين وإزالة التناقضات الداخلية مثل حقوق الأقليات وحماية المدنيين.
وأعلن السفير ساتي عن عودة السفارة السودانية لحضن الوطن وأنها مفتوحة لكل السودانيين للتفاكر حول القضايا التي تهم البلاد بدون فرز أو تمييز. وطالب الجاليات السودانية فى كل مكان بالإلتفاف حول السفارة السودانية وتقديم الأفكار، مؤكداً أن هناك مشروع لعمل قاعدة معلومات مفصلة تخص السودانيين ومؤهلاتهم من مهندسين وأطباء ورجال أعمال وكيفية اسهامهم فى بناء الوطن. وكشف عن طرح مبادرة لدعم ضحايا الفيضانات والسيول وأنه تم جمع مبلغ 7 ألف دولار وجزء من المبلغ في طريقه للسودان. إضافة إلى مشروع مع المؤسسات الأمريكية مثل منظمة المساعدة الأمريكية لإيجاد حلول للتحويلات المالية والاستفادة منها لمصلحة السودانيين في الداخل والخارج. كما أعلن ساتي عن مشروع لفتح قنصليات في بعض المناطق ذات الثقل السوداني مشيراً إلى أن القرار يعتمد على الإمكانيات المالية المتاحة.
وحظيت الندوة بنقاش مستفيض حول أموال التعويضات، خاصة وأن بعض الأخبار تناقلت صدور بيان من السيناتور مانديز يطالب فيه الحكومة السودانية بدفع تعويضات إلى ضحايا (11) سبتمبر بعد ادعت بعض الجهات تورط السودان فى هذه التفجيرات، رغم نفي الحكومة السودانية لهذا الأمر وتأكيد تقرير المحقق المستقل بعدم ضلوع السودان في هذه الاعتداءات.
وفي الندوة تناول الأستاذ عبدالمنعم صالح عدد من القضايا المتعلقة بممارسات النظام البائد وسجله الأسود في حقوق الانسان. وكيف كانت الولايات المتحدة تراقب ضلوع النظام فى عدد من العمليات الإرهابية. وكيف أن السفير ساتي قبل المهمة الصعبة وهو لها.
وقدم الندوة المهندس عبدالمجيد الذي قسم الفرص بدون تمييز وطرح الكثير من الأسئلة الجادة والتي ملأت الفراغات للقضايا التي تحتاج للمزيد من الايضاح. ونسق اللقاء الأستاذ كمال بروح طيبة ومشاركة بناءة. وشارك فى اللقاء الاستاذ مهدى داؤود الخليفة الذي أشاد بالسفير ساتي وأنه ينحدر من عائلة ثورية (والده د. ساتى نقيب الأطباء في ثورة اكتوبر). كما شارك في اللقاء الأستاذ الرشيد وهو من الرعيل الأول من السودانيين الذين بنوا علاقات راسخة مع عدد من رجال الكونغرس والساسة الأمريكان. كما شارك فى اللقاء السفير الفاتح حمد الذي عمل مع السفير ساتي لسنوات طويلة وأوضح أن مهمة السفير ساتي مهمة صعبة ولكنه مؤهل للقيام بها على أكمل وجه.
يذكر أن السفير ساتي قد جاء لهذا المنصب الرفيع مستنداً على خبرة امتدت لعقدين من الزمان فى العمل الدولي المتعلق بالسلام وفض النزاعات في عدد من الدول الأفريقية.
الانتباهة