يبدو أن كل الفرص تضاءلت والآمال تبددت أمام الحالمين برفع إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب بعد اعتراض نافذين من مجلسي الشيوخ والنواب في إقرار التسوية بإزالة السودان من القائمة بالرغم من تأييد بقية الأعضاء من الحزبيين الديمقراطي والجمهوري. ويتزامن اعتراض تسوية بالرغم من الخطابات التي وجهها البرلمان العربي لرئيس مجلس الشيوخ والخارجية الأمريكية برفع إسم السودان من قائمة الإرهاب استناداً إلى الجهود التي بذلها السودان في تنفيذ المسارات الخمسة المتفق عليها مع واشنطن بشأن مكافحة الإرهاب.
وكشفت مصادر دبلوماسية أن حكومة حمدوك تحصلت على قرض مالي من بنك التنمية الأفريقي لدفع أموال تسوية أسر ضحايا سفارتي واشنطن في نيروبي ودار السلام والبارجة (يو أس كول) الامريكية وباتت أكثر تفاعلاً بشطبها من القائمة، بل أبدت مرونة في تطبيع العلاقات مع إسرائيل اقتصادياً.
وتأتي التسوية كجزء من سلسلة من المطالبات التي طال أمدها تقضي بان تدفع الخرطوم تعويضات بقيمة (335) مليون دولار لأسر ضحايا تفجيرات سفارتي واشنطن في نيروبي ودار السلام والبارجة كول قرب شواطئ اليمن كخطوة أخيرة لشطب إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
ويرى الخبراء أن واشنطن لم ترفع إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب حتى ولو دفعت حكومة حمدوك كافة التعويضات لأسر الضحايا وستبحث عن تعويض لمجموعة إضافية في ضحايا هجمات 11 سبتمبر التي شنتها القاعدة لإقحام السودان فيها وسترفع واشنطن سياسة العصا والجزرة لحكومة حمدوك التي يسيل لعابها للتطبيع مع واشنطن وستقدم مزيداً من التنازلات مقابل الوعود الجوفاء بإزالة السودان من قائمة الإرهاب .
ويؤكد عدد من المراقبين لهذا الملف بأنهم باتوا غير واثقين من جدية واشنطن في الوفاء بتعهداتها المتعلقة برفع إسم السودان من القائمة وأن تصريح وزير الخارجية الأمريكي قبل زيارته للخرطوم بأن رفع إسم السودان من قائمة الإرهاب في متناول اليد، يعني وفاء السودان بجميع الشروط القانونية والسياسية وتكتمل الصفقة إزالة السودان من الإرهاب بتوصية من الرئيس الامريكي دونالد ترامب بالتطبيع مع إسرائيل.
وأعرب الخبراء عن تخوفهم أخذ حمدوك قروض مالية من بنك التنمية الافريقي لدفع تسوية لأسر ضحايا سفارتي نيروبي ودارالسلام والمدمرة كول الامريكية لإزالة اسم السودان من القائمة قد تؤدي الي تفاقم الوضع الاقتصادي وزيادة افقار الشعب السودان الذي اصبح علي حافة الجوع وحمدوك لن يستطيع عمل أي إصلاحات في البلاد وما يقدمه عبارة عن إبادة للشعب السودان الصبور. وأكد الخبراء ان اتصال بومبيو مع حمدوك جاء في إطار بحث واشنطن مصالحها ولتذكير حمدوك بان البحرين حسمت موضوع تطبيع العلاقات مع إسرائيل فهل الخرطوم على استعداد لاستكمال التطبيع؟.
الانتباهة