وصف الخبراء لقاء حميدتي والحلو في جوبا بعد توقيع اتفاق السلام النهائي بين الحكومة وحركات الكفاح المسلح في جوبا وسط أجواء خريفية بمثابة أشعة شمس بددت مخاوف القائد الحلو حينما قال حميدتي “أبشر فلن تُطعن من الخلف”. وأكد الخبراء ان نائب رئيس المجلس السيادي رئيس الوفد الحكومي المفاوض حميدتي اصبح صانع السلام في دولتي شمال وجنوب السودان وصار كالنهر لا يغير مجراه، وإن جاءه فيضان من كل حدب وصوب، وقد يتفرع هنا وهناك ولكنه يعود لمجراه الأصلي الذي لم يتركه أساساً.
ونجح حميدتي بحنكته وشجاعته في تبديد السحب السوداء والحمراء وكل المخاوف من جراء تصريحات القائد عبدالعزيز الحلو بأنه لا يرغب في التفاوض مع الوفد الحكومي برئاسة حميدتي في منبر جوبا بعد توقيع اتفاق السلام بالأحرف الأولى لكن اللقاء أذاب السحابة الداكنة لتعود الحياة الطبيعية إلى سابق عهدها وتدب الفرحة في شوارع الخرطوم وجوبا وكادوقلي وكاودا وانقشعت السحب السوداء فعادت العروس إلي طبيعتها.
وحذر خبراء صناع السلام من تجار الحرب لانهم لا يهدأ لهم بال حتي يدسوا السمُ في العسل ويشعلوا نارا الفتنة من حين إلى آخر ويقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم لان الثعبان يغير جلده لا طبعه فيجب أخذ الحيطة منهم في كل خطوة لكسر جمود عثرة الخلافات لصالح مساعي السلام وفق منهجية جديدة.
ويؤكد الخبراء ان لقاء حميدتي الحلو في جوبا وجد استحسان من الشعب السوداني وفتح جسور تواصل ومبادرات شعبية لابناء جنوب وغرب كردفان وحرك الشارع بطرقة عفوية وتلقائية لاستقبال القائد حميدتي في ساحة الحرية بالخرطوم لتعزيز احلال السلام ومعالجة ما آلت اليه الاوضاع من تدهور وانعدام التنمية المجتمعية والصراعات القبلية والاقتتال دون مبرر.
واشار الخبراء ان حميدتي استخدم عبارة أطفاء شكوك الجنرال الحلو حينما قال له “أبشر بالخير فلن تُطعن من الخلف” الأمر الذي نزل برداً وسلاماً في نفس الحلو وتأكد بان السودان الثورة متوفرة فيه الثقة فالوضع القديم لم يعد موجودا وان الحكومة جاهزة لتقديم استحقاقات السلام وما حدث بيننا سحابة صيف مرت ونحن في الحقيقة إخوان ومصلحتنا هي مصلحة بلدنا ولا مكان للخائن الجبان .
يذكر ان خريجو مدرسة كادوقلي الثانوية “تلو” دشنوا مبادرة للتعايش السلمي والتنمية امس بالخرطوم برعاية عضو المجلس السيادي كباشي للاجابة على سؤال لماذا الاقتتال ومخاطبة التنوع والتعدد والارث التاريخي والحوار ومخاطبة جذور الأزمة التي ظلت تقف حجر عثرة عبر التاريخ وفتح آفاق التواصل مع قائد الحركة الشعبية عبدالعزيز الحلو لإنهاء الحرب في كل إنحاء البلاد لإحداث نهضة تنموية في البلاد التي تعاني من أزمة اقتصادية.
الانتباهة