الاخبار

تعليق التفاوض مع الحلو.. مفاوضات جوبا.. متاريس وعقبات

179views

جاءت جولة المفاوضات الحالية التي تشهدها عاصمة جنوب السودان (جوبا) مختلفة عن سابقاتها، حيث اعترض طريقها عدد من المتاريس الموضوعة من هنا هناك، وكان اول وابرز تلك المتاريس هو رفض الشعبية شمال لتحرير السودان بقيادة عبد العزيز الحلو رئاسة النائب الأول لمجلس السيادة الفريق اول محمد حمدان حميدتي التيم الحكومي المفاوض، واصطدمت الوساطة الجنوب سودانية التي يقودها المستشار الامني والسياسي لرئيس جنوب السودان توت قلوك، اصطدمت بتمسك الشعبية شمال قيادة الحلو بموقفها الرافض لحميدتي، ولم يكن امامها خيار غير تعليق التفاوض مع حركة الحلو إلى اجل غير مسمى.
خلافات وساطات
الحركة الشعبية شمال لتحرير السودان وبعد جلوسها على طاولة التفاوض لمدة اقل من ربع ساعة، خرج وفدها المفاوض من قاعات فندق برميد بجوبا احتجاجاً على قيادة حميدتي التفاوض، وقالت الحركة الشعبية في تعميم صحفي ان قوات الدعم السريع مارست انتهاكات ضد العزل المدنيين في مناطق كسلا وفتابرنو وبورتسودان والجنينة وقريضة وام دافوق، وطالبت الشعبية شمال بإبعاد حميدتي من التفاوض باعتباره يفتقد للحياد ويعمل على اشعال الحرب ومازالت قواته تعتدي على المدنيين في جبال النوبة ودارفور. وبعدها غادر وفد الحركة مقر التفاوض، ولم تمض ساعات حتى أعلنت الحكومة طبقاً لتقارير اعلامية تمسكها برئاسة حميدتي للتفاوض وعدم سحبه، وازاء الموقف المتعنت من الطرفين سعى الرئيس سلفا كير ميارديت الى رتق الفتق وعدم توسعه. وعملت (الإنتباهة) ان سلفا كير جمع حميدتي والحلو في جلسة سرية لتقريب وجهات النظر بغية الوصول الى نقطة مشتركة، ولكن لم تفلح جهوده في تقريب الشقة، حيث أعلنت الوساطة أمس (الجمعة) على لسان توت قلواك تأجيل التفاوض مع الحركة الشعبية شمال الى اجل غير مسمى.
محلك سر
ظلت المفاوضات مع الحركة الشعبية شمال لتحرير السودان محلك سر منذ بدء التفاوض في عاصمة جنوب السودان في أكتوبر من العام الماضي، حيث عجزت الوساطة الجنوب سودانية عن دفع حركة الحلو خطوات الى الامام مماثلة لما حدث من اختراق في ملف التفاوض مع حركات دارفور والشعبية شمال قيادة مالك عقار، حيث اقتربت الحركات الأخيرة من التوقيع النهائي مع الحكومة السودانية، وقطعت شوطاً كبيراً في الملفات السياسية والإنسانية والأمنية التي يتوقع أن تتوج بتوقيع على الدمج والتسريح قريباً، فيما لم يفلح التفاوض مع الشعبية شمال لتحرير السودان في احراز اي تقدم. وطبقاً لمراقبين فإن الاشتراطات القاسية التي وضعتها الشعبية شمال لتحرير السودان في الجولة الماضية والحالية هي التي جعلت المفاوضات لا تراوح مكانها، وتمسكت في الجولة الأولى بدولة علمانية او تقرير المصير مما حدا بالوساطة لتجميد التفاوض إلى اجل غير مسمى، فيما تمسكت في الجولة الحالية بابعاد الفريق اول حميدتي من قيادة التفاوض واتهمت قواته بمعاداة السلام والمواطنين. ويرى مراقبون ان المواقف التي تطرحها الشعبية شمال لتحرير السودان حالياً ليست وليدة اللحظة، اذ ظلت تتمسك بها منذ عهد النظام السابق، وأنها تسعى لفرض شروطها وعدم تقديم تنازلات تساهم في دفع عملية السلام الى الامام.
تكتم حول الخلاف
رغم أن المعلن من خلافات يشير الى انهيار التفاوض بسبب موقف الشعبية شمال لتحرير السودان من رئاسة حميدتي الفريق الحكومي المفاوض، الا ان الوساطة لم تشر الى ذلك في بيانها، واكتفت بإعلان تعليق التفاوض الى أجل غير مسمى، مع إشارة الى استمرار وجود وفد الحلو بجوبا، وتأكيده على استمرار التفاوض في المسارات الأخرى. وبالمقابل رفض المتحدث الرسمي باسم الوساطة ضيو مطوك الكشف عن اسباب تعليق التفاوض، وقال باقتضاب لـ (الانتباهة): (صحيح علقنا التفاوض)، ولم يخض مطوك في أسباب تعليق التفاوض.
اجتماع آخر
الى ذلك قال مصدر مطلع لـ (الإنتباهة) ان الرئيس الجنوب سوداني سلفا كير ميارديت ابدى انزعاجه من تعليق التفاوض، وقال المصدر ان سلفا كير سيجمع بين حميدتي والحلو في الساعات القادمة لاقناعهما بالاستمرار في التفاوض. وقال المصدر ان بقاء وفد حركة الحلو في جوبا مؤشر ايجابي لامكانية اقناعهم بالعودة للتفاوض.
استمرار المفاوضات
وبعيداً عن تعليق التفاوض مع الحركة الشعبية بقيادة الحلو، فإن الوساطة أعلنت استمرار التفاوض مع الأطراف الأخرى, ومن المتوقع ان يشهد فندق بريميد اليوم (السبت) إحدى الجلسات مع الجبهة الثورية المنضوية تحتها حركات دارفور المسلحة، للمضي في إكمال ملف الترتيبات الامنية الذي بات قاب قوسين او أدنى من التوقيع النهائي عليه.

الانتباهة

ليصلك كل جديد انضم لقروب الواتس آب

Leave a Response

6 + ثمانية عشر =