أصدر المؤتمر الشعبي في السودان، تصريحا صحفيا مساء اليوم الاثنين، حول بيان إنسحاب الحزب الشيوعي من ائتلاف اعلان قوى الحرية والتغيير الحاكم، دعا فيه جميع الأحزاب لتوافقٍ سياسيٍ يُعيد مدنية الدولة والتوجه نحو الإنتخابات، ويجنب البلاد شر التمزق والإنزلاق الفوضوي (وفق البيان).
وفيما يلي نص البيان كاملا:
بسم الله الرحمن الرحيم
تصريح صحفي حول بيان إنسحاب الشيوعي
بيان الحزب الشيوعي حَمل حيثيات ومواقف، ومن ثَم نتائج مترتبة، أما حيثيات البيان فقد أكدت على صحة توجه الشعبي من أول يوم في التغيير أن تحالف العسكر والمدنيين في مجلس السيادة ليس في مصلحة التجربة الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة ( طالبنا بمجلس سيادة مدني بعيد عن المجلس العسكري الذي تنحصر مهمته في حماية الدولة وحفظ الموارد وحماية النظام الديمقراطي).
كما أننا طالبنا في حينها بأن تكون فترة الإنتقال محدودة – عام واحد- لضعف وهشاشة الحكم الإنتقالي وما يتمخض عنه من إضعاف للدولة وجعلها رهينة للإبتزاز السياسي كما فعل ترمب، وأداة طيّعة في يد السفارات، وهو ما يقوم به – الحاكم العام- السفير المتوهم بإستمرار حالة الإستعمار الى يومِنا هذا.
موقف الحزب الشيوعي كان بائناً يوم نَعى صديق يوسف الوثيقة الدستورية بعد توقيع إتفاق جوبا، ونعيه يعني عملياً أن الحاضنة الجديدة ليس بها مكان للحزب الشيوعي.
للأسف التجربة خصماً على مبادئ الحزب حيث مارَس وزراءه الإعتقال التحفظي وكبت الحريات، وتشريد العاملين، أما أصالة أو تضامناً، كان الحزب بوابة لسرقة الثورة لأنه لم يتخذ موقف المفاصلة من أول الإنحراف بل طمعاً في أجندة تكتيكية تماهى مع الأجندة الأمريكية التي هي خَصم إستراتيجي عليه.
لكنّا نحمد للحزب إعتذاره واستبانته للنصح ضُحى الغد، لكن ليس كافياً أن يُعلن إنسحابه واعتذاره بل عليه سحب عضويته ليتسق قولُه وفعلُه، وأن يعمل الحزب مع القوى الأخرى للوصول العاجل للإجراءات الإنتخابية لضمان مسيرة الثورة بدلاً عن الإقصاء وتصفية الخصومات السياسية.
وضَح من الإجتماع الأخير لقحت مع لجان المقاومة أن جميع أحزاب قحت سيعزلها الشارع، وأن الشباب خرج على أجندتها الأمريكية التي لا تهتم بمعاش الناس ولا تعليمهم، وترهن إرادة الدولة وقرارها للخارج.
أما النتائج المترتبة على هذا البيان
لم تعد الوثيقة الدستورية صالحة للتداول، ولم تعد قحت مطبخاً سياسياً لفترة الإنتقال، وليس بإمكان الحكومة المُضي قدماً دون قاعدة سياسية داعمة.
عليه ندعو جميع الأحزاب لتوافقٍ سياسيٍ يُعيد مدنية الدولة والتوجه نحو الإنتخابات، ويجنب البلاد شر التمزق والإنزلاق الفوضوي، هي دعوة لنا وللحزب الشيوعي، ولجميع أحزاب السودان.
عبدالوهاب أحمد سعد
الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي
9 نوفمبر 2020م
السوداني