Site icon المجرة برس

بروفايل ……..د.جبريل ابراهيم….صعود عبر روافع السياسة ..البندقية والسلام

بروفايل
*د. جبريل إبراهيم صعود عبر روافع السياسة والبندقية والسلام

*من الطينة إلى محطات متعددة ..قصة رجل تخصص في الاقتصاد والإدارة وظفرت به السياسة
*لمع اسمه كأحد الخيارات لمنصب رئيس الوزراء أو نائبه

 

مدينة الطينة الوادعة بولاية شمال دارفور تعتبر واحدة من منصات التجارة بين دولتي السودان وتشاد وبالرغم من أن سكانها يمتهنون الزراعة بصورة شبه أساسية وتربية المواشي الا ان التجارة التي تجري في دماءهم تدفعهم دائما إلى ارتياد العواصم العالمية لفتح آفاق اوسع لرؤوس أموالهم، وكرصيفتها مدينة الجنينة تفتح الطينة أبواب محالها التجارية بعد العاشرة صباحاً،فالرجل الذي ينتمي إلى الطريقة التيجانية لا يخرج من منزله الا بعد أداء اوراد ما بعد الشروق وبعد أن يتناول افطاره مع عائلته ثم يزور والديه اذا كانا على قيد الحياة.
في هذا الجو الاريحي بالكفاية الاقتصادية والروحية نشأ الصغير جبريل ابراهيم محمد والذي ولد في العام 1960 وقد توفي والده قبل أن يبلغ الحلم الا ان والدته كالكثيرات من نساء دارفور كانت في اتم الاستعداد لأن توفر لصغيرها واشقائه حياة الكفاية والتي جعلت صغيرها يتعلق بالعلم بعد أن وجد الامان الاجتماعي والاقتصادي لينهل من العلم بل يعب منه عبا حتى أنه قال يوما :لقد سعيت إلى العلم حتى وصلت إلى بلاد واق الواق (وهي اليابان كما هو معروف).
سيرة مسيرة
لقد توفي والد جبريل الصغير وهو في الرابعة من عمره، فربته والدته التي اجتهدت كما أسلفنا وساعدها صغيرها بذكائه الواضح فتلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي في قريته الطينة، ثم انتقل إلى عاصمة الإقليم الفاشر والتحق بمدرسة الفاشر الثانوية، وعقب حصوله على الشهادة الثانوية درس إدارة الأعمال بجامعة الخرطوم، ونال الماجستير والدكتوراه في علم الاقتصاد من جامعة ميجي بطوكيو عام 1987 وعمل أستاذاً مساعدًا ورئيس قسم الاقتصاد بكلية الشريعة، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالمملكة العربية السعودية في الفترة من 1987- 1992.
الى ان دلف الى جامعة الخرطوم، قبل أن يترك السودان في سن الخامسة والعشرين، وأصبح يتحدث اليابانية بطلاقة. لاحقاً عاد إلى السودان، قبل أن يتركه ثانية إلى دبي عام 2002 بسبب معارضته للحكومة. في دبي كان مستشاراً اقتصادياً لحركة العدل والمساواة لست سنوات، قبل أن يسافر للمملكة المتحدة عام 2006 حيث كان سكرتير الحركة للشئون الخارجية.
كان إبراهيم أستاذ جامعي، وجزء من فريق المفاوضات لحركة العدل والمساواة في محادثات السلام الفاشلة التي عًقدت في أبوجا والدوحة.

رئاسة الحركة
لقد خلف الدكتور جبريل اخاه الشهيد الدكتور/ خليل إبراهيم محمد ( مؤسس حركة العدل والمساواة السودانية) في رئاسة  الحركة حيث انتخبه المؤتمر العام لحركة العدل والمساواة في 24-25 يناير 2012 .
هجرته الى أوروبا
منذ العام 1999 غادر السودان  الي دبي  ومنها الي عاصمة الضباب لندن  .  تولى دكتور جبريل ابرهيم محمد  عدة مناصب قيادية في حركة العدل والمساواة عند نشأتها في دارفور في العام  2003، تولى منصب أمين العلاقات الخارجية، والمستشار الاقتصادي للحركة، وكان أبرز ظهور له خلال مفاوضات سلام دارفور في الدوحة، حيث كان يتمتع بمقدرات في التفاوض ويجيد الإنجليزية وعدة لغات آسيوية، وهو رجل أعمال وأكاديمي وتخصص في الاقتصاد والادارة وظفرت به السياسة واجاد في مضمارها.
خطاب استثنائي
قدم الدكتور جبريل إبراهيم خطاب استثنائي في منبر وكالة السودان للانباء خاطب عبره الشعب السوداني وكان خطاباً معبراً عن الراهن وكشف عن حكمة وقدرات ومعرفة واسعة لدكتور جبريل حيث قال فيه أنه بعودة الحركة وقيادتها للوطن تكون قد طويت صفحة الحرب بلارجعة وبدأت مشوار السلام الشامل ليس فقط بوقف الاحتراب بل بتجاوز كل مرارات الماضي وبناء مجتمع متسامح متماسك بين كل مكوناته.
واضاف أن هدف تطبيق إتفاق السلام الشامل أن تعيش كل مكونات المجتمع السوداني في أمان وإستقرار وان ينزع السلاح بكل إطمئنان بعدم عودة الجرائم التي أرتكبت سابقا وانه لن يحدث أي إعتداء جديد على أي أحد مبيناً أنه إذا لم يتنزل السلام للمجتمع ويملك لكافة قطاعات الشعب وتعمل على تنفيذه الادارات الاهلية والمرأة والشباب فلن يتحقق موضحاً أن تحقيق السلام يحتاج أيضاً للامن والامان والاستقرار مشدداً على ضرورة أن يفضي تنفيذ إتفاق السلام لوفاق وطني شامل.
وحث رئيس حركة العدل والمساواة السودانية الاعلام السوداني للتبشير بالسلام وتصحيح المعلومات المضللة حول إتفاق السلام الشامل مؤكداً أن ما أودى بالسودان لهوات سحيقة إحتكار الحقيقة عند طرف واحد وممارسة الاقصاء.
وأشار الدكتور جبريل أن حركة العدل والمساواة السودانية تؤمن إيمان تام بأن السلام لن يتحقق بدون تحقيق العدالة وإستمرار الاحتقانات مؤكداً ضرورة وجود قضاء وطني غير متحيز أو متحزب يعمل على تحقيق العدالة والانصاف في كل ما أرتكب من جرائم ويعمل على جبر الضرر حتى لايأخذ الناس القانون بأيديهم ويسعوا للانتقام .
تجاوز المرارات
وقال جبريل أنهم لايسعون للانتقام من أحد وتجاوزوا مرارات الماضي بتوقيع إتفاق السلام منوهاً إلى أن حركات الكفاح المسلح لم تات للخرطوم للانتقام والتشفي من احد بحسب مايروج له البعض بل يسعون لبناء مجتمع معافى وسودان يسع الجميع.
وقال أن التسامح لايمنع إنصاف المتضررين من الحرب وجبر ضررهم مشدداً أن إتفاق السلام ليس خصماً على أي طرف بل لصالح كل السودانيين وانه بموجب الاتفاق سيعود أربعة مليون مواطن من معسكرات اللجوء والنزوح لمناطقهم الاصلية معلناً انهم سيجدون كل الخدمات موفرة لهم في مناطقهم حسب نصوص الاتفاق موضحاً أن الاموال التي كانت تصرف على الحرب ستدعم مشاريع التنمية والاعمار وتحويل المقاتلين في حركات الكفاح المسلح لمنتجين وفاعلين في المجتمع.
و أن إتفاق السلام الشامل سيسهم في رفع العقوبات عن السودان وجدولة ديونه أو إعفائها مؤكداً أنهم لايملكون عصا سحرية لازالة الصعوبات الاقتصادية والمعيشية التي يعانيها المواطن السوداني الان ولكنهم يملكون ممارسة الصدق مع المواطن السوداني وسيواجهونه بالحقائق وانهم يملكون رؤيا للحلول الاقتصادية سيناقشوها مع شركائهم في الحكومة الانتقالية.
الأزمة الاقتصادية
وقطع الدكتور جبريل بأنهم لايقبلون بأن تقف حرائر السودان في صفوف الخبز والغاز والوقود واصفا قيام المواطن السوداني بجلب الخبز من بلد أخر في حقيبته بالمأساة منوها إلى أنه إن أرادت الحكومة أن تكون حكومة ثورة فلتقضي على هذه الصفوف.
وشدد جبريل على ضرورة وحتمية أن يجد المواطن السوداني خدمات الخبز والدواء والوقود والغاز دون عناء وان تحفظ كرامته مبيناً أن السودان يمتلك موارد إقتصادية ضخمة وانه آن الاوان لبناء وطن قوي مالك لنفسه وقراره مرفوع الرأس بكامل عزته وكرامته ويجب أن تتوقف عملية إستجداء الاخرين وان تتجه الحكومة لبناء شراكات إقتصادية فاعلة مع الاخرين على أساس المصالح المشتركة مشيراً إلى أن الوضع الاقتصادي والمعيشي الان في السودان غير مقبول بغض النظر عن وضع الاشخاص داخل الحكومة.
صعود وترشيح
دكتور جبريل وعقب توقيع السلام صعد نجمه ولمع اسمه ورشح من قبل العديد من الخبراء والمراقبين لشغل منصب رئيس الوزراء باعتباره يجمع بين الخبرة في العمل السياسي والتنفيذي والملف الاقتصادي ، بينما أشارت مصادر مطلعة إلى ترشيح الرجل لشغل حقيبة وزارة المالية ونائباً لرئيس الوزراء في ذات الوقت.

Exit mobile version