إعداد:جمال الدين حسين
يعتبر القائد بالعدل والمساواة السلطان ابراهيم ابكر هاشم كاتما لاسرار حركة العدل والمساواة وصندوقها الاسود،فالرجل منذ ان تم القاء القبض عليه واودع السجن عقب عملية الذراع الطويل الى ان خرج منه لم ينبس ببنت شفة عن اسرار الحركة ،وبعد ان خرج لم يسعى الى الاعلام ليستعرض مجاهداته التي كان اخرها انقاذ الشهيد خليل إبراهيم عندما جنحت سيارته عند مدخل سوق ليبيا ثم أمن لقائده الخروج الآمن ومن ثم وقع هو في الأسر، وقد سعى احد الزملاء الصحافيين للتوثيق للسلطان الا انه لم يمنحه اكثر من عشرين بالمئة مما يختزن من اسرار وحكى لي الزميل صاحب الحوار أن الرجل كان يغلق التسجيل بيده ثم يحكي بعضا من الحكايات عن الشهيد خليل إبراهيم والتي ابكت بعضها محدثي ولكنه حافظ على عهده مع السلطان ان لا يبوح بها مشيرا إلى أن بعضها يمكن أن ينشر يوما .
وعودا على بدء لهذا البروفايل عن السلطان ابراهيم أنه كتب رجل إدارة أهلية من دارفور ترعرع في كنف ال(حاكورة) إلى أن بلغ مبلغ تسلمه السلطنة وهو مؤهل شرعيا بحفظه للقرآن والحديث وعرفيا لمعرفته بأصول كل قبائل الحاكورة واكاديميا بما ينال من علم ،وقد واصل السلطان بعد ذلك دراسته حتى نال بكالوريوس القانون من جامعة النيلين.
الميلاد والنشأة:
ولد السلطان ابراهيم ابكر هاشم بقرية قردود محلية كلبس، مارس مهنة الرعي في سن مبكرة من طفولته ثم التحق بالخلوة لدراسة وحفظ القرآن الكريم قبل ان ينخرط في التعليم الاكاديمي المنتظم مصحوبا بنشاط سياسي كثيف
دخل العمل السياسي باكرا منذ عام 1980وكان احد طاقم تأمين انتفاضة الفاشر ثم انتخب نائبا في مجلس الشعب الإقليمي سنة 1981 وفي 9 مارس 1984 اعتقل مع آخرين بتهمة تهريب سلاح من الصحراء إلى الخرطوم لغرض الانقلاب على ثورة مايو برئاسة الرئيس جعفر نميري وتم إطلاق سراحه بموجب بيان دستوري رقم 4 الذي أصدره المشير عبد الرحمن محمد الحسن سوار دهب في 6 أبريل سنة 1985 ثم انتخب عضوا في الجمعية التأسيسية سنة 1986 ومن أهم المحطات التي مر بها هو إفرازات المسألة المستعجلة التي تقدم بها لاستجواب رئيس الوزراء سنة 1987 عن وجود القوات الأجنبية المتواجدة في دارفور وتمارس النهب والابتزاز على المواطنين في شمال الجنينة بموجب اتفاقية ثلاثية بين الجماهيرية العربية الليبية وحكومة السودان والمعارضة التشادية التي يتزعمها الشيخ ابن عمر حيث أفرزت تلك المسألة المستعجلة إلى قيام مظاهرة مليونية تندد بسياسة حزب الأمة تجاه دارفور مما أدى إلى اعتصام رئيس القضاء آنذاك وتقديم نواب القضاء استقالاتهم للتدخل السافر من السلطة التنفيذية في شئون السلطة القضائية ومحصلة تلك المظاهرة حل حكومة الوفاق الوطني بين حزب الامه والاتحادي الديمقراطي وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية وفي النهاية كما يقول المثل ( الخيل تجقلب والشكر لحماد).
والسلطان ابراهيم يعتبر صندوقا اسودا لكل الاحداث التي تمس دارفور منذ مطلع السبعينات وقد حضر أيضا احتجاج قادة العمل السياسي من دارفور على عدم اهتمام الحكومة وحاضنتها السياسية بمشاكل دارفور وحضر الاجتماع الشهير الذي قال فيه الراحل المقيم سليمان مصطفى(امبرو):لو خيروني بين دارفور والحركة الإسلامية لاخترت دارفور
هذا غيض من فيض من سيرة رجل سبر أغوار السياسة سلما وخربت وقاد الرجال في المدينة والميدان فاكتسب هذه الشفافية والوضوح والتقى باسمه ليقترن باثنين من الألقاب التي لا ينال أحدها الا اولي الشكيمة والبأس فكان هو صاحب الصولجانين …….السلطان والقائد