احداث الامس المؤسفة التي كانت نتيجة لتمرد بعض عناصر هيئة العمليات بجهاز الامن والمخابرات السابق علي انها احداث مؤسفة ناتجة عن اهمال وتقصير مؤسسي الا انها قادت الي تمتين العلاقة مابين مكونات المرحلة الانتقالية ، وتجسير الفجوة النفسية فيما بين المكون العسكري والمكون المدني واظهرت ضرورة التوحد في مابين مكونات المرحلة الانتقالية لعبور آمن ومتماسك ومستقر حتى تستطيع انجاز مهام الثورة ومطلوباتها وتهيئة البلاد لانتخابات نزيهة وشفافة ليختار الشعب ممثليه عبر صناديق الاقتراع . وهي مهام تعتبر كبيرة اذا تم انجازها فضلا عن اصلاح الاوضاع الاقتصادية والمعيشية للمواطنين و وضع البلاد في مسارها السليم . وقد كانت الخشية من تشاكس مكونات المرحلة الانتقالية ليس بين العسكر والمدنيين وحسب وانما بين تحالف قوى اعلان الحرية والتغيير ومكوناته المختلفة فهو ايضا خليط ممتد من اليمين الي اليسار ! بما فيه من اختلافات موضوعية وسياسية وخلافه من التنافس الذي ينشأ عادة بين الاحزاب والقوى السياسية بحيث تأتي لحظات يقلق فيها المشفقون علي مصير التحالف الذي يمثل حاضنة لحكومة المرحلة . حتى اظهرت احداث التمرد المؤسفة تحديات المرحلة بضرورة التوحد وهو ما اشار اليه رموز وقيادات حكومة المرحلة الانتقالية بداية ببيان مجلس الوزراء الذي اعلن الحادثة للمواطنين مؤكدا تضامن الحكومة لمعالجة الازمة ثم كان المؤتمر الصحفي لنائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق اول محمد حمدان دقلو من جوبا حيث اشار فيه بصريح العبارة تماسك مكونات المرحلة الانتقالية وانهم جميعا مع المدنية وتحقيق مطلوبات الثورة متوحدين امام الاخطار ومايحاك ضد البلاد واستقرارها من قوى الردة والثورة المضادة وليس ببعيد ما اكداه رئيسي مجلسي السيادة والوزراء في مؤتمرهما الصحفي صباحا بتماسك جميع مكونات المرحلة للعبور بالفترة الانتقالية ، حيث قال رئيس مجلس السيادة الانتقالي البرهان : ( القوات المسلحة السودانية والقوى السياسية وكل هياكل حكم الفترة الانتقالية وقوى اعلان الحرية والتغيير وقفت اليوم صفا واحدا ضد هذه المؤامرة ) واشار ايضا رئيس مجلس الوزراء الانتقالي حمدوك لضرورة تماسك مكونات المرحلة بقوله : ( اريد ان اؤكد لشعبنا ولكل شعوب العالم الاخرى ان هذا النموذج السوداني الذي يقوم علي الشراكة الصلبة بين المكون العسكري والمدني يتقدم بثبات نحو بناء وتقديم تجربة راسخة وقوية نستطيع ان نرفد بها الاقليم وبقية العالم لهذا النموذج ) . هذا بخلاف ما اعلنته حركات الكفاح المسلح من وقوفها في خندق واحد مع المكون العسكري ضد قوى الردة وكل من يحاول قطع الطريق امام ثورة الشعب . الان الشعب كله اصبح حزمة واحدة بمختلف مكوناته التي ذابت فروقاتها امام تحديات المرحلة وذلك ماهو مطلوب من اجل التغيير وتحقيق استقرار الفترة الانتقالية