Site icon المجرة برس

التأثيرات السلبية لزيارة كاودا على مفاوضات جوبا

بات المراقبون لعملية السلام في السودان التي تجري الآن في جوبا عاصمة دولة جنوب السودان، اكثر يقينا بأن تعنت قائد الحركة الشعبية شمال الجنرال عبد العزيز آدم الحلو، تجاه العملية السلمية التي يتفاوض السودانيون حولها على طاولة منبر جوبا بهدف ايجاد حلول تنهي الحرب وتحقيق السلام والاستقرار كمطلب من مطالب الثورة الأساسية والذي يحظي بتنسيق ودعم من المجتمع الإقليمي والدولي ، يعود هذا التعنت للزيارة التي قام بها عبد الله حمدوك رئيس الوزراء الي كاودا وهي زيارة أعلن انها من اجل السلام لكن في الواقع تأكد للمراقبين أنها كانت ضد السلام وخصما على مفاوضات منبر جوبا بين الحكومة والحركات الكفاح المسلح ومن بينها حركة الحلو نفسها حيث عادت للتفاوض بعد المهلة التي حددت لها لمشاورة قواعدها اكثر تشددا وتعنتا من ذي قبل وتأتي زيارة حمدوك لكاودا في الوقت الذي يبذل فيه نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي ورئيس وفد التفاوض الفريق اول محمد حمدان دقلو جهودا مضنية للملمة أوراق التفاوض المبعثرة بالتنسيق والتعاون مع رئيس دولة جنوب الفريق سلفاكير ميارديت والشركاء والوساطة لوضع حد للاحتراب في السودان بما يساعد في حل مشكلة الحرب أيضا في جنوب السودان، وقد ركزت جهود وفد التفاوض بصورة اساسية على مناقشة ومعالجة جذور المشكلة في السودان عبر خمس مسارات بحيث يعالج اي مسار قضايا إقليم من الأقاليم لوحده في شكل برتكول ثم يتم جمع كل البرتكولات في اتفاق سلام واحد يتضمن هذا الاتفاق حلول للقضايا القومية، وقد احدثت هذه الجهود اختراقا في عدد من المسارات وجعلت الوصول إلى اتفاق سلام شامل وعادل ومستدام أمرا ممكنا.
وكنتيجة للجهود التي قام بها رئيس الوفد ومعاونوه في هذا الصدد يعكف فريق فني من خبراء محليين واقليميين ودولين على صياغة ما يتم الاتفاق عليه ومعالجته في شكل ببرتكولات لكل مسار تضمن في اتفاق سلام واحد.
ورغم التقدم الملحوظ في قضايا التفاوض الا ان التقدير الخاطئ لرئيس مجلس الوزراء بزيارة كاودا ولقاء الحلو في منطقة خارج سيطرة الدولة والسيادة بما يوضح عدم اكتراثه لجهود السلام وكيف أخطأ حمدوك حيث اعطي الحلو بهذه الزيارة صكوكا وكرت تفاوضي جعله اكثر تشددا ورفع شعار العلمانية او تقرير المصير.
وبالتالي تفتح الزيارة لكاودا بابا الي الفوضى من خلال رفع سقوفات المطالب خلافا للواقع الذي يؤكد انه لا تستطيع جهة واحدة فرض رؤيتها وحكمها على السودانين،خاصة وهناك إجماع شعبي بأن تحديد مسار السودان مسئولية المؤتمر الدستوري، كون السودان لا يحكم الا بالتوافق، الذي تتاح الفرصة الآن لتحقيقه عبر منبر التفاوض في جوبا.
وتقول الحركة الشعبية شمال بقيادة مالك عقار التي انشقت عن الحلو وتتفاوض في مسار المنطقتين عن قضايا منطقة النيل الأزرق، من المستقرب ان النوبة هم اصل السودان فكيف تكون المطالبه بفصل هذا الأصل، واعتبرت دعوة الانفصال وتقرير المصير تجيير لقضية النوبة و
إثارة للنعرات والفتن ومعلوم تاريخيا ان النوبة وقفوا مع الإمام المهدي وان المنطقة بها خليط من المسلمين وغير المسلمين وعدد من العرقيات الأخري.
ويقول مالك عقار رئيس الحركة ان طرح موضوع العلمانية يطيل أمد الحرب ويزيد من معاناة المواطنين في المنطقتين.
وكانت حركة عقار اكثر وضوحا وحددت موقفها من طرح العلمانية في التفاوض وقالت في هذا الخصوص إن تقرير المصير لن يحقق السلام في المنطقتين والحكم الذاتي هو البديل مع إعطاء حق التشريع للمنطقتين .
وأوضحت ان علاقة الدين بالدولة مكانها المؤتمر الدستوري وليس شرطاً لتحقيق السلام.
وربط الدكتور صلاح البندر، القيادي السابق بالحزب الشيوعي بين الزيارة ومشروع قديم خطط له تحت ما عرف ببرنامج شريان الحياة لاخضاع السودان، وذلك كان واضحا من خلال وصول حمدوك لكاودا على طائرة برنامج الغذاء العالمي،
وتساءل البندر عن ممارسات وتكتيكات لبعض الجهات لزعزعة الاستقرار، وبالتالي افشال السلام. وأثارت الزيارة أيضآ جملة تساؤلات لدى الرأي العام، ولماذا ترك حمدوك كل الحركات المسلحة وركز جهوده على حركة الحلو مما خلق تاثيرا سالبا على الأوضاع التي يبذل رئيس وفد التفاوض الفريق دقلو جهودا متواصلة مع الوساطة والاطراف الإقليمية والدولية لحلحلة الامور والوصل لسلام، بينما حمدوك من خلال زيارته لكاودا يكسر هذه الجهود ومتى يبلغ البنيان يوما تمامه اذا كنت تبنيه وغيرك يهدم.
Exit mobile version