تسريبات صحفية تفيد تفاقم أزمة الخلاف بين الجبهة الثورية ومكونات قوى الحرية والتغيير المتواجدين بمنبر التفاوض بجوبا عاصمة دول جنوب السودان بحسب موقع خبطة نيوز ونقلا عن الموقع فان مصادر مأذونة أفادت أن الخلافات تركزت حول القضايا الجوهرية التي نوقشت في مسار دارفور وكيفية مشاركة القوى المختلفة بالثورية في مستويات الحكم اضافة لملفات أبرزها الترتيبات الأمنية. وقالت ذات المصادر أن زيارة متوقعة لرئيس الوزراء عبدالله حمدوك الى جوبا الثلاثاء القادم لازالة شقة الخلاف وتقريب وجهات النظر . أنباء زيارة حمدوك المتوقعة لجوبا قوبلت بلإستنكار الشديد من بعض من يرون أن حمدوك قد صب الزيت على النار بزيارته الشهيرة لكاودا فاشعل فتيل الأزمة بما بدا من تعنت في موقف الحلو إزاء علمانية الدولة سيما وأن كثيرون قد توقعو ارتدادا سالبا للزيارة على سير المفاوضات وكان رئيس منبر كوش عضو الحركة الشعبية محمد جلال هاشم في تصريحات صحفية سابقة عقب زيارة حمدوك لكاودا قد بدا غير متفائل وقطع بالنتائج السلبية للزيارة وقال أنها لم تجيئ بدعوة من الحلو إنما بطلب من حمدوك وشبهها بالقفزة في الظلام واستطرد سنرى نتيجة هذه الزيارة مستقبلا خاصة فيما يتعلق بمطلب الحركة الشعبية علمانية الدولة مقابل حق تقرير المصير . التأثيرات السالبة لزيارة حمدوك كان أيضا قد قرأها المحلل السياسي محي الدين محمد محي الدين في اتجاه ان زيارة حمدوك لكاودا وعلاقته بعبدالعزيز آدم الحلو سينظر إليها عقار بشئ من الريبة والشك فقد تعني له انحياز حمدوك لصالح صديقة في الملفات المتعلقة بالمنطقتين كذلك فان تأييد حمدوك موقف الحلو من طرح العلمانية على طاولة التفاوض في الوقت الذي يواجه هذا الأمر بانتقاد حاد من تيارات الإسلام السياسي في الداخل وحركة عقار التي قال رئيسها بضرورة عدم طرح الموضوع الآن وإنما إرجاء بحثه لحين انعقاد المؤتمر الدستوري ، من خلال كل هذه التدخلات ربما بدا ان السلام الذي كانت تلوح بشائرة قد اصبح بعيدا خاصة مع ما تردد كثيرا من قبل الجبهة الثورية وتكرر من ان بعض مكونات قوى الحرية والتغيير تعمل علي تعويق مسيرة السلام ولا تريد انجازه لاجندات خاصة باقتسام الكيكة في الفترة الانتقالية الا انه ايا كانت المعطيات ، وبحسب الكثير من المراقبين فان فرص تحقق السلام متوفرة أكثر من أي وقت مضى لجملة عوامل منها التوافق الكبير على ضرورة إنجاح الانتقال ورسم ملامح مستقبل البلاد السياسي. وكذلك السند الدولي الذي يظهره دعم دول الترويكا لمسار السلام والأهم من ذلك كما يرى المحلل السياسي محي الدين محمد محي الدين تأكيد رئيس وفد التفاوض الحكومي الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) استعداده التخلي عن منصب نائب رئيس مجلس السيادة لعبدالعزيز الحلو من أجل الوصول إلى تسوية سياسية توقف الحرب في المنطقتين وهذا التأكيد بحسب محي الدين يعكس حرص دقلو على الوصول إلى سلام شامل وعادل ويضيف محي الدين احسب أن على الحركات أن تبدي ذات الحرص. ويبقى تصريح نائب رئيس مجلس السيادة بشأن رفضه للنص على علمانية الدولة يجد قبولا من التيارات التي ترفض مثل هذا الشرط وهو كذلك يعكس تفهمه للتباين الكبير في الرؤى وضرورة مناقشة قضايا مستقبل نظام الحكم في منبر شامل مثل المؤتمر الدستوري حتى لا تعيق التوصل للسلام.