ما يزال الشعب السوداني ينتظر نتائج تداعيات تمرد هيئة العمليات بجهاز الأمن والمخابرات العامة في الخرطوم والأبيض وحقلي سفيان وحديد بولاية غرب كرفان بعد أن اعلن رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان بحسم التمرد وسيطرة القوات المسلحة علي الأمر وعادة الحياة الي طبيعتها.
ويتسأل المراقب الحصيف للوضع الراهن السياسي في السودان بعد نزع فتيل بركان هيئة العمليات الهائج من غضب التسريح أو الدمج في قوات الدعم السريع والجيش عن سيناريوهات مستقبلية لها في ظل الأستقطاب الحاد من النظام البائد وتفكيك من قبل قوى إعلان الحرية والتغيير.
ونصت الوثيقة الدستورية الإنتقالية على تحجيم جهاز الأمن الذي كان يتمتع بنفوذ واسع في النظام السابق ويمتلك قوات قتالية وسلطة الاعتقال، وقصرت دوره على جمع المعلومات وتحليلها لتقديمها للحكومة.
النار بتحرق الواطيها
شكل الإبقاء على قوات هيئة العمليات بجهاز المخابرات العامة السوداني والاحتفاظ بأسلحتها خطرا محدقا بالثورة ومطلب ثوري قبل عملية فض الأعتصام، التي أطاحت بالرئيس المخلوع البشير بحسب محللين وعسكريين، نظرا لمهام هذه القوات القتالية ونوعية العتاد الذي تتسلح به.
هل الأحتكام إلي القانون سينصف قوات هيئة العمليات ويطفئ بركان غضبها بعد فقد كافة الامتيازات والصلاحيات التي كانت تتمتع بها ؟
ضبابية المشهد القانوني
علي الرغم من ضبابية المشهد وأنسداد الأفق في وجه هيئة العمليات بعد الصاقها بتهمة التمرد ضد الحكومة الإنتقالية وتصاعد الحراك الثوري المطالب بتفكيكها، بحجة أنها تمتلك مصفحات وليس مدرعات، ومدربة بشكل جيد على الأسلحة الثقيلة قد تساهم في زعزعة الأمن مستقبلا في ظل الهشاشة في الوضع السياسي الراهن .
يرى الخبراء في التحليل الاستراتيجي أن (13 ) ألف مقاتل من هيئة العمليات بجهاز الأمن والمخابرات أذا لم تحسن الحكومة التعامل معهم بأستراتيجية ستكون بمثابة براميل موقوته قابل للإنفجار في أي لحظة وتقضي علي الأخضر واليابس .
ويعزز هذا الاتجاه الخبير الأمني والإستراتيجي، الفريق أمن حنفي أن (13 ) ألف مقاتل يجب الأ يوصم بالتمرد، وما حدث مجرد حالة أحتقان بسبب مستحقات مالية لنهاية خدمة هذه العناصر وتسريحها وكان الأفضل معالجة الأحتقان بالطرق الاداري.
الجانب الأمني
تسريح (8 ) ألف مقاتل من قوات العمليات بجهاز المخابرات بالطريقة التي سيتم بعد التمرد ستخلق غبن علي المدي القريب والبعيد ، حيث تشعر تلك القوات التي قبلت الدمج في القوات المسلحة والدعم السريع أن مستقبلها غير مأمون في ظل تصريحات قوى إعلان الحرية والتغيير ولجان المقاونة وأليها البحث عن سيناريوهات بديلة في حالة الأحتفاظ بها أو التسريح المستقبلي .
الاحساس بالتهميش والأقصاء والأضطهاد قد تجعل قوات العمليات بجهاز المخابرات تقبل بالعروض الاقيلمية التي تريد توظيف القوات في تحقيق مصالحها في السودان كمخلب قط في ظل الأزمة الأقتصادية المستفحلة.
الجانب الأجتماعي
ويقول عضو هيئة محامي دارفور يوسف ابشر تصريحات مجلسي السيادة والوزراء ولجان المقاومة المختلفة والتشدد بتفكيك دولة التمكين ومحاسبة الفساد وتقديمهم الي العدالة، قد يقدح في شعار الثورة سلمية سلمية وانتهاك للحرية، وتسهم في تفكيك النسيج الاجتماعي والسلم المجتمعي وبث روح الانتقام وممارسة قانون الغابة بشرعية الثورة لان الجميع سواسية أمام القانون.
الجانب السياسي
وعلي منوال الطلاق بالأحسان يؤكد المقدم ركن محمد خليل الصائم حسب حديث سابق للجزيرة نت أن ما تم هو من جهاز المخابرات العامة “تمرد منسق” يتجاوز مسألة المستحقات المالية بسبب تحرك أفراد قوات هيئة العمليات في ثلاثة مواقع بالعاصمة الخرطوم ومدينة الأُبيّض بولاية شمال كردفان وأن التحركات تندرج تحت محاولات النظام البائد للعودة من جديد عبر سينارو الفوضي لإفشال حكومة الثورة .
مآلات التسريح
يقول الخبير السياسي محمد جلال هاشم عضو الحركة الشعبية رئيس منبر كوث أفضل ايقاظ واستفزاز الخلايا النائمة ، دعونا لا نقفذ في الظلام والاستجابة لقوي إعلان الحرية والتغيير بممارسة التمكين باسم شرعية الثورة، لابد رفض جملة وتفصيلا المحاصصة التي تقوم بها للسيطرة علي السلطة وعرقلة السلام واستمرار الحرب .
وتابع جلال هاشم نأسف ان نقول ” لدينا شعب عملاق يتقدمه الأقزام ” قوى إعلان الحرية والتغيير تخاف من الخلايا النائمة، تستطيع تغيير الموازين لانها تابعة الي النظام البائد، نحن في الحركة الشعبية نريد حلها بعد تحقيق السلام وحل كافة اجسام قوي الحرية لانها غير ثوري .
هل ينفجر البركان
وطبقا لمصدر في جهاز المخابرات العامة فضل عدم ذكر اسمه ان عناصر قوات العمليات بجهاز المخابرات امامها خياران لا ثلاث لها ، المواجهة بكل ضراوة مع قوى إعلان الحرية والتغيير وتجمع المهنيين وحكومة حمدوك دفاعا عن الحياة بكرامة أو التسريح بالإحسان وصرف حقوقنا كاملة وبدون استفزاز لاننا من حمي الوطن وحقول البترول الخرطوم من دخول المتمرين او دونه …..)
الرؤية المستقبلية
هذة الفرضية يعززها ما ذهب الية الخبير الأمني حنفي عبد الله في حديث سابق للجزيرة نت أن يجب المسارعة بحسم الخيارات المطروحة لقوات هيئة العمليات، إما باستيعابها في قوات الجيش والدعم السريع أو تسريحها مع توفير مكافآت نهاية خدمة مجزية لان البلاد في حاجة الي تماسك وجداني وترضي وطني وليس الي التشظي والاحتراب واقصاء الآخر .
وتظل عدد من الأسئلة مطروحة في حاجة ماسة للإجابة … كيف يمكن الخروج من الأحتقان وعدم قبول الآخر ؟ هل سيكون أنعقاد المؤتمر الدستوي القومي قبل أو بعد احلال السلام مائدة لحقن الدماء ؟ وهل تتراجع القوي السياسية ومنظمات المجتمع المدني والطوائف الدينية بان السودان علي حافة الهاوية ولابد من التوافق السياسي او تسوية تاريخة لتجاوز شبح الانفصال ؟