Site icon المجرة برس

حكومة حمدوك بين الرشاقة والترهل وضعف الاداء

في الوقت الذي تتجه فيه توقعات الناس الي تغيير محدود للحكومة الانتقالية خاصة وقد كثر اللغط حول هذا الامر ، بل وقد تمت بعض التسريبات بمطالبات لبعض مكونات قحت باعفاء بعض الوزراء نتيجة ضعف الاداء او اثارة الازمات وافتعالها بدلا من اطفائها ، وكلنا مايزال يذكر كم الجدل التي اثارتها تصريحات بعض الوزراء ، الا ان كل تلك التوقعات التي ذهب الي تغيير محدود في الحكومة باستبدال بعض الوزراء كلها تخيب امام واقعة استجابة مجلس السيادة الانتقالي لتعيين ثلاثة وزراء دولة جدد !!؟
نعم في الوقت الذي ينتظر الناس اعفاء بعض الوزراء ، الحكومة الانتقالية تزيدهم ؟! ثلاثة جدد .. ولنا ان نتساءل هل هؤلاء الجدد ، واعني وزراء الدولة بالخارجية والعمل والبنية التحتية ، هم افضل من الوزراء الاتحاديين لهذه الوزارات ؟ ولهذا يتم تطعيم هذه الوزارات بهم ككفاءات ذات فاعلية ؟! ولكنا نقول بكل بساطة اذن لماذا لايتم اعفاء هؤلاء الوزراء واستبدالهم بالجدد ؟! ام ان حمدوك حقيقة لايستطيع تغيير اي وزير الا بالتوافق مع قوى اعلان الحرية والتغيير ؟! الحاضنة السياسية للحكومة ، هذه الحاضنة التي اشاعت في بداية الامر ان الحكومة لا يتم تكوينها الا من كفاءات ذات قدرات عالية ، لان مهمام الفترة الانتقالية ذات خصوصية ، لنفاجأ بان غالب الوزارات كانت اشبه بالمحاصصات الحزبية وهو مايجعل السيد حمدوك لايستطيع اقالة وزرائه ضعيفي الاداء ومايجعله مغلول اليد تجاه اي تغيير محدود كان او واسع في حكومته ، ولكن يبدو انه يستطيع ان يعين اخرين جدد ! وهو يحاول اغتنام هذه الفرصة بالترميم لبعض الوزارات ، بان يعين وزراء دولة يرى انهم ذوي كفاءة وفاعلية ليسندوا ضعف وزاراتهم . وربما طابقوا واقع نظرته في العمل والفاعلية وكانوا قدر توقعاته او لم يكونوا كذلك ، بحيث تظل حكومته ذات اداء ضعيف ، وزيادة علي ذلك تفقد رشاقتها لتكون اكثر ترهلا وبطا ، بحيث تقود تعييناته الي نتائج عكسية وكله بسبب المحاصصة التي تبنتها قحت واقعا ورفضتها اعلاما وتصريحا ، فكانت فيها ذات ازدواجية لاتليق بها كتحالف انجز اعظم ثورة في التاريخ السوداني الحديث .
الا ان حكومته لم تكن في قامة هذه الثورة كما صرح بذلك المهندس عمر الدقير رئيس حزب المؤتمر السوداني وهو غير متهم بالتاكيد . وكلامه كان نتاجا لحرصه علي الثورة وتحقيق مطلوباتها وهو يرى الاوضاع ان لم تتدهور فهي لم تتحسن وقد بلغ الناس حدا من التعب بتدهور احوالهم المعيشية وتكاثر الازمات في المواصلات والوقود والخبز وغلاء الاسعار وارتفاع الدولار وغيرها من المشاكل والازمات التي تستوجب تغييرا ولو محدودا في حكومة حمدوك باجماع رؤية المواطنين بان هنالك وزراء لم يكن اداءهم في مستوى الثورة ووعيها ومطلوباتها . نعم ربما اختلف تقييم المواطنيين عن تقييم السيد حمدوك ، ولكنه علي الاقل يستدعي الوقوف والتأمل حول اداء حكومته ، ويستدعي ابراز الحقائق بكل شفافية ومخاطبة مواطنيه بالتحديات التي تواجه حكومته والتقرب منهم لانهم سنده الوحيد ومحيطه الذي يسبح فيه مع وزرائه . بالمكاشفة والصراحة والشفافية يكون قريبا من المواطنين بدلا من هذا الغموض وعدم المخاطبة والشرح الذي يجعله بعيدا عنهم ويخلق بينه وبينهم هوة للتباعد لتجد فجأة حكومة الثورة نفسها بعيدة عن الثوار وغريبة عنهم .
والشعب بثورته هو من يسند هذه الحكومة ويدعمها فهل تستمع اليه !؟
Exit mobile version