Site icon المجرة برس

“رؤى جديدة” .. “الفوضى الأمنية بالخرطوم ،هواجس لا تنتهي” .. سماهر الزين

من الصعب الحصول على الصورة الكاملة للأعمال الوحشية التي تتم بالعاصمة السودانية الخرطوم، وهي تحتاج الي إجابات مقنعة للراي العام السوداني، جراء التدهور الامني المتلاحق، والمشاهد الفوضوية اليومية بالعاصمة القومية وأطرافها الممتدة ، وقد تدهشك كمية الإحصاءات والتقارير الأمنية اليومية لقوات الشرطة؛ عن جرائم التعدي على الأشخاص والممتلكات والمشاجرات وبلاغات الأذي الجسيم والتهديد، وكلها مصدرها الإنتشار الغير مرخص للسلاح الناري، ونشاط مهربي الأسلحة عبر الحدود المفتوحة، سواء كان بولايات دارفور وكردفان وكذلك الولاية الشمالية ، وقد تزايدت تلك الضبطيات بصورة متكررة مما يدلل على وجود روؤس مدبرة لتلك التجارة، والأنتشار الكبير للأسلحة، وقد يشترك فيه أصحاب الأجندة السياسية، خاصة وان السودان في طور التغيير وإنتزاع الحقوق المسلوبة وتفشي النزعة الإنتقامية لدي العديد من الأشخاص والجماعات ، وهو أمر غير مستغرب في ظل وجود أكثر من 36 حركة مسلحة بالسودان، ووجود خلايا لها بالعاصمة وهي تسعي لإسترداد حقوقها السياسية والإقتصادية والإجتماعية ، حيث يظل الرهان على وجود قوات الدعم السريع والاجهزة الامنية الاخري للتصدي لكل أشكال التهديد التي تؤرق المجتمع السوداني وتعمل على محاصرة التفلتات الأمنية بالمركز والولايات ،وقد شهد الشارع السوداني بالخرطوم تجدد ظهور عصابات النيقرز التي روعت المواطنين بالأسواق والساحات وأحدثت تفلتاتهم خسائر كبيرة مما دفع المواطنين الإستغاثة بقوات الدعم السريع وكذلك حادثة جنود هيئة العمليات بجهاز المخابرات العامة والتي تصدت لها القوات الأمنية بجدارة وبأقل خسائر ممكنة حفاظا على أرواح المواطنين ، ولم يفق الشارع السوداني من صدمة النزاعات القبلية التي حدثت بولاية غرب دارفور بمدينة الجنينة وأحداث ولاية البحر الاحمر بين قبلتي النوبة والبني عامر ، والصراع بين الأمرأر احد بطون الهدندوة والبن عامر ، وكذلك تجدد الصراع في ولاية جنوب كردفان بين قبليتي الغلفان ودار نعيلة وهو مؤشر لبروز صراعات في مناطق أخرى في السودان إن لم يتم إحتواءها ، ويرى المراقبون بالرغم من إنتشار المهددات بشكل لافت في الولايات الا ان الخرطوم هي الأكثر تأهيلا لحدوث صراعات وربما تكون الأعنف والأشرس وذلك لعدد من الاسباب التي ذكرت وكذلك الوضع الإقتصادي المتأرجح والإرتفاع الجنوني للأسعار بالإضافة الي الوجود الأجنبي الكثيف بالسودان وإنتشار جرائم التزوير للعملة وتجارة المخدرات وتجارة البشر فضلا عن إذدحام العاصمة الخرطوم بمواطني الولايات والأرياف بحثا عن وضع أفضل وحياة مستقرة
تفائل الناس بالتغيير في السودان ولكن لكل عملية إصلاح هنالك تبعات وإفرازات جديدة تفرض نفسها خاصة إذا كان الإتهام بكبت الحريات والعدالة والمساواة فيبقى الحل في تفعيل القوانين الرادعة ومحاسبة المتفلتين وأصحاب الأجندة ، ويظل الأمل معقود في قوات الدعم السريع صاحبة التجربة المتفردة في حراسة القيم والمبادئ ومكتسبات الثورة السودانية .
Exit mobile version