نظرية الرؤى:” أحلامٌ مَقْصُوصٌ تَحْلِيقُها” .. رؤي حسن
المجرة
هب أنك نائم, وحُلمك سافر على عجل, حتماً ستركض خلفه مغمض العينين, تنخرط في البكاء بصمت. صوتك يصدأ, وحنجرتك تذوب, الكلمات الهاربة من لثغتك ستقع وراءك, وأنت لازلت مغمض العينين, لن تراها وستموت كلمة وراء أخري, لتنبت أشجار فوق صدرك, وفي الصباح حين تفيق ستقطف الشجرة الملعونة وأنت لا تدري.. ! غفلتك لا تصحو إلا حين موتها, وانتباهتك دائمة التنزه في وجوه الفتيات, يجذبك لون ” جوبا” , ونتوءاتها شديدة الانجراف, يعلو بصرك حيث الأشجار الطويلة, حتى أن طلَّها يهطل فوق جبينك, قميصك المُبتل مدعاة للسؤال , هل كنت نائم أم أن هناك رياح جنوبية فاتنة أقبلت عليك بغيومها, وبكت. سيقانك تسرق الخطى نحو الباب, وأنت لا تعيّ, قميصك المشنوق على كتفك لاذ بالفرار, وأنت لازلت مغمض العينين, علامة على ظهرك وشت بك, فألفتك المباني, وأعمدة الإنارة الناعسة, حتى أن الشارع كله صار يألفك ويلقي لك التحية أملاً في انتهاء الحُلم, سريرك سيلحق بك حتى لا تُباغتك الشمس خلسة, عصاك المهداة بلون الأبنوس ستوكزك, ولكن حلمك هذة المرة لا قرارة فيه. سفرك مقرون بانبلاج الصبح, وقت لا حرارة فيه, حتى عناقه يصير رطباً, وأنت بين قرني شيطان كثير الدوار, تعج حقيبتك بعلب النسيان, أقراص النوم, شريط تسجيل يحفظ صوتها, ومحفظة نقود ليس بها سوى ورقة نقدية مقطوع رأسها, وصورة تذكارية, ليتك تعلم أن الأقراص مدعاة لحلم آخر, وسفر جديد, وسيلة عبور لجبال شاهقة لن تصلها, وغيوم لا تحملك, جرب أن تقنع جفنك بأن النهار يدوم, ولا داعي لليلٍ طويل تمور فيه غرفتك.