Site icon المجرة برس

قحت والمناورات السياسية

يرى كثير من المراقبين ان رفض قحت في خطاب المجلس المركزي الذي ارسلته لمجلس الوزراء الانتقالي الذي رفضت فيه القرارات الأخيرة بالتحرير الجزئي لأسعار الوقود والقمح وعدته خرقا لاتفاق 28 ديسمبر 2019 في الاجتماع المشترك لمجلس الوزراء والمجلس المركزي ولجنة الخبراء الاقتصاديين لقوى الحرية والتغيير. الذي اقر عدم تضمين موازنة 2020 أي رفع للدعم عن أي سلعة ماهو الا مناورة سياسية خوفا من انفجار الجماهير وخوفا علي تدني شعبيتها من بينهم خاصة وان غالب الثوار الشباب لم يعرفو بانتماء حزبي ولا التزام سياسي بعينه، وانما خرجوا رفضا للظلم وانتهاك الكرامة ولما كابدوه من شظف الحياة ومعاناة المعيشة في حالة اشبه بهذه الاوضاع التي يعيشها في ظل حكومة الثورة !
وهو ( تشابه الاوضاع المعيشية ) ما يجعل من قحت السعي لتقديم نفسها كمعارض حقيقي لهذه القرارات التي تصدرها حكومتها الانتقالية . والجميع يعلم ان قحت هي الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية ، التي تربكها بهذه الانتقادات المتلاحقة . دون ابداء اي موقف حقيقي علي ارض الواقع سوى ارباك الحكومة المغلوبة علي امرها والتشويش علي المشهد السياسي بالبلاد . قحت تنتقد ولاتقدم الحلول . وتريد المشاركة في الحكومة والتشبث بالسلطة ، وتملُّق الشعب وجماهير الثورة في الوقت نفسه .
والمتتبع لردود افعال قحت تجاه سياسات حكومتها يجد ان ذلك اصبح ديدنا في سلوكها السياسي وتعاملها مع الجماهير تنتقد دون ان تقدم الحلول وهي متشبثة بالسلطة بكل براثنها . والشواهد علي ذلك كثيرة . لا تحتاج الي مزايدة فقط لك ان تسترجع الاحداث السياسية في ذاكرتك لتتيقن من انها لا تمارس سوي مناورة سياسية لاستغفال الجماهير ، ظنا منها انهم لا يعون لاساليبها السياسية الماكرة . بداية باستكمال هياكل الدولة المدنية وانتقادها للمكون العسكري وهي تقاسمه السلطة ، ثم انتقادها لبقاء الدولة ضمن عاصفة الحزم ، ثم مطالبتها باستبدال الولاة العسكريين ، وما اثارته من ضوضاء ضد موازنة 2020 ، وانتقادها الغشوم لمفاوضات السلام ورفضها لاي مخرجات تنتج منها ، وهاهي تسبق الجميع بوفدها الي جوبا ، واخيرا وليس اخرا ، ما اثارته من ضجة حول لقاء البرهان نتياهو باوغندا ، وتفنن مكوناتها في اصدار البيانات الحماسية ، ثم لم يحدث شي ، وها هي ماتزال تتقاسم السلطة مع العسكر . تتفاقم حدة الاوضاع المعيشية وتزداد ازمة المواصلات ، وازمة الخبز ، وازمة الوقود ، فتخرج البيانات والمواكب الهادرة ، ثم تنجلي الغبرة وماتزال متشبثة بالسلطة . وهاهي حتى الامس القريب تمارس خداعها الرتيب وتناور سياسيا لاستغفال الجماهير مرة اخرى وترفض رفع الدعم النصفي من الوقود والخبز ، وهو ما انتجته عبقرية حكومتها ( الوقود والخبز التجاري ) وتتبادل الادوار معها ، باصدار البيانات الرافضة صباحا لقرارات الحكومة ليتسامروا مساءا حول مقاعد السلطة ومكاتبها الوثيرة !!
Exit mobile version