الاحداث الاخيرة التي نتجت عن زيارة البرهان الي اوغندا ولقاءه رئيس الوزراء الاسرائيلي بغض النظر عن راينا حولها الا انها كشفت عن ازمة عميقة في مؤسسات حكم الفترة الانتقالية خاصة تلك المتعلقة بسيطرة قوى اعلان الحرية والتغيير وهي الحكومة الانتقالية بالتحديد وحاضنتها السياسية بالطبع ( قحت ) حيث ابانت عن هشاشة وعدم تماسك تجلى في عدم القدرة علي ادارة الازمة بحيث ان أول مشكلة كبيرة مثل ماتم من قبل رئيس مجلس السيادة الانتقالي احدث ارباكا كبيرا في صفوف السلطة التنفيذية وحاضنتها واضطرابا خشي معه الجميع انقسامها وحاضنتها السياسية فكان اول بيان للحكومة اظهار عجزها البائن بالاعتراف بعدم العلم او المشاورة واعلنت انه لم يكن لها ادنى معلومة بماحصل وكانت الحكومة مثلها مثل عامة الناس وهي وبقية الشعب سواء في عدم المعرفة والسيطرة علي الامور . وحينما تفاعلت الامور كادت ان تخرج من السيطرة واتضح تماما عدم التنسيق فيما بين الحكومة وبين حاضنتها السياسية وظهر ذلك جليا في البيانات السياسية المتضاربة من من القوى السياسية المكونة لقحت كل علي حدة ومن ثم بيان الحكومة والتي من المفترض ان تمثلها قحت ايضا بيان قحت نفسها وهي من المفترض انها تمثل الحكومة و المكونات السياسية مجتمعة ولك ان تتصور مدى التضارب الذي احدثته كمية هذه البيانات التي لم تكن ذات رأي موحد هذا عدا المؤتمرات الصحفية التي عقدتها هذه القوى بحيث اصبحت الساحة السياسية اشبه مايكون بالاسواق الشعبية التي ينادي فيها كل صاحب سلعة باسلوبه الخاص ومايرافق ذلك من صخب وضجيج ضاعت من خلاله حقيقة المعروض وهو الموضوع محل الازمة التي ابانت عن ضعف بائن وفشل صريح في كيفية ادارتها من قبل قحت التي سارعت الي نشر غسيلها في الهواء الطلق بدون ادنى احترافية او مهارة وكأنها ليست مسؤولة عن دولة لها استراتيجيات وعلاقات وان اي تصرف له انعكاساته علي الخارج والداخل بحيث بدت وكانها لا تربطها اي صلة بالممارسة السياسية الراقية والعريقة في التعامل مع المشاكل الدولية واثبتت مايشاع عنها بعدم الاحترافية والمهارة الكافية لادارة الدولة خاصة حينما وصل الامر الي تعقيد الازمة بنكران الازمة وتكذيب رمزية السيادة وهيبتها فقط لمحاولتها التبرؤ من اللقاء واثبات عدم معرفتها به ولا يهم بعد ذلك مايحدث دون اي نظرة كلية للآثار المترتبة علي ذلك علي مجمل الاوضاع بالدولة وعلاقاتها الخارجية اوصورتها العامة ، والظهور التام بالعجز في التصرف السليم ازاء ادارة المشكلات بصورة خصمت كثيرا من رصيدها كحكومة فاعلة وقادرة علي ايجاد الحلول وادارة الازمات التي تعاني منها اوضاع البلاد الاقتصادية والمعيشية . وقد ترك اسلوب تصرف قحت وحكومتها امام مايمكن ان نسميه ( ازمة عنتيبي ) ظلال كثيفة من الشك حيال قدرة الحكومة وحاضنتها السياسية قحت علي ادارة الازمات واخراج البلاد من اوضاعها الاقتصادية والمعيشية المتأزمة اصلا والتي يحاول الجميع الخروج بالبلاد منها الي بر الامان . ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ازاء هكذا تصرف ، مربك ، اشبه بالفشل الذريع امام اول ازمة حقيقية هل تستطيع الحكومة وحاضنتها السياسية معالجة قضايا البلاد واوضاعها المأزومة ؟!