الحرية والتغيير اللعب خلف الكواليس للسيطرة على السلطة
المجرة
ظل تواجد وفد الحرية والتغيير في عاصمة جنوب السودان واللقاءات المكثفة التي عكفت عليها مع الرفاق بالجبهة الثورية ، محل استفهام لدى المراقبين في أعقاب رفض الثورية لتحركات إبراهيم الشيخ الرئيس السابق لحزب المؤتمر السوداني والقيادي بالحرية والتغيير لاشراك الحرية والتغيير في عملية التفاوض بمنبر جوبا. وعاد الشيخ ادراجه الي الخرطوم مغاضبا بعد تمسك الجبهه الثورية بمشاركة وفد الحرية والتغيير في المفاوضات بصفة مراقب، الأمر الذي دفعه للهجوم على العملية التفاوضية قبل الانسحاب من المشهد السياسي لاحقا. ويعلم عمر الدقير رئيس وفد الحرية والتغيير في جوبا أن الحكومة لم تستطع إيجاد حلول للأزمة الإقتصادية المتفاقمة والتلاعب بوعي المواطن في عملية رفع الدعم عن الخبز والوقود وهو ما يخالف رغبة المواطنين. كما أن عدم القدرة على إزالة الاحتقان من المشهد والمخاوف من تقسيم البلاد الي مكونات متشاكسة زادت الأمر تعقيدا، وسط سخط وغضب جماهيري كبير على سلوك الحرية والتغيير وعجزها وبسبب خلافاتها والسعي للحصول على المناصب والسلطة باي كيفية. ويتجلي مخطط الحرية والتغيير للسيطرة على السلطة من خلال طرح مسألة تعيين ولاة مدنيين قبل التوصل إلى اتفاق سلام،فضلاً عن مساعيها التقرب من عبد العزيز الحلو للاستقواء به. واعتبر الخبير في فض النزاعات الدكتور عثمان ابو المجد أن مرابطة وفد الحرية والتغيير في جوبا تأتي لادراكهم بأن النجاح الوحيد الذي يمكن أن يتحقق هو موجود في ملف السلام وبالتالي لا تريد أن يحسب هذا النجاح للمكون العسكري . وزاد ولهذا هم يعملون على سحب البساط وان كان من اي بوابة لضمان مستقبل الحكم خاصة وان اتفاق السلام الذي سيتم التوصل اليه يترتب عليه فتح الوثيقة الدستورية لاشراك حركات الكفاح المسلح َبالتالي هذا الامر حتما سيفقدهم مواقعهم. بينما أشار الاستاذ نورين عبد القفا رئيس حزب الغد الديمقراطي الي أن الحرية والتغيير تعلم تمامآ ان وصول قوى الكفاح المسلح للخرطوم ووجودهم في معادلة الحكم سيغير المشهد كثيراً وربما بدرجة كبيرة تأثر في رصيد الحرية والتغيير الجماهيري مقابل ازدياد جماهيرية حركات الكفاح المسلح وقوى الهامش. ونوه الي أن إثارة موضوع الخلاف حول تعيين الولاة والحديث عن الوصول إلى طريق مسدود في هذا الشأن ورفع العصا مجدداً أمام الجبهة الثورية بانهم سيعينون الولاة المدنيين لقطع الطريق امام حركات الكفاح المسلح وبالتالي التاهب للقفز أمام الجميع واحراز هدف يمكنها من السيطرة على السلطة .